لا يختلف اثنان على دور الأخلاق في تكوين شخصية الإنسان السوية والرقي بالمجتمع إنسانيا وقيميا ما يعود بالنفع على الجميع، ويُزيد من وحدة تماسك المجتمع وصلابته الداخلية، ولا يختلف اثنان أيضا أننا نعيش زمنا طغت فيه المادة، وسيطرت عليه الأنا، وغابت منه القدوة، وحلّت فيه القضايا الجدلية محل القضايا المُهمة في ظل عالم لا يحسن كثيرا نعمة التقنية والتكنولوجيا ما أحدث خللا في تركيبة الإنسان المعاصر.
وأخطر ما أفرزه هذا الخلل هو التبجح بالأخلاق والانحدار السريع نحو تلاشى منظومة القيم، لينسى الكثير أن الصلاح الحقيقى فى أي مجتمع هو تحليه بقيميه التي تعد حائط الصد ضد أي خطر خارجى وجهاز المناعة القوى ضد أي آفة مرضية.
وحتى نكون أكثر واقعية، نسأل.. من هو ابن الأصول الحقيقى؟
صحيح قد تكون الإجابة سهلة في ظل ظاهرة التبجح بالأخلاق وادعاء الفهم والمفهومية واللامبالاة التي نعيشها، إنما – ببساطة - ابن الأصول هو من يُقدس وطنه ودينه وهوية بلده، وهو المتسامح دائما والمترفع على طول الخط، والذى لا يسعى لظلم أحد، ولا يٌشارك في غيبة ولا نميمة، وهو غير خادع ولا متآمر، صادقا ومتواضعا مع الصغير قبل الكبير.
فإذا كنت من هؤلاء، فأنت من أبناء الأصول الذين يُحسنون الظن بالناس ، ولا يُفرقون بيّنهم على أى أساس لأنهم أصحاب أخلاق راقية، بعيدا عن مالك وجاهك ونفوذك وعزوتك..!
لذلك - يا عزيزى – ما أجمل أن تكون من أبناء الأصول في زمننا هذا، لأنك ستكون بمثابة العُملة النادرة، ولأن الثواب سيكون مُضاعفا، لأن الصعاب خطيرة والتحديات أخطر، ولا تكن من المتبجحين بالأخلاق، أو التفاهين السطحيين بحجة أن هذا حال الجميع.
وأخيرا.. لا تنسى – يا عزيزى - أن أثمن وأعظم وأجلّ ما في الإنسان قلبه وعقله فلا يُعطيه إلا لمن يُحب، فلا يغرنّك بعثرة اللسان من كلمات ونفايات، فالقيمة أعظم وأغلى من السعر والثمن حتى في عالم النباتات والحيوانات..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة