بعد مرور أكثر من 1000 يوم على بدء الصراع بين روسيا وأوكرانيا، تزداد التحذيرات من دخول الحرب مرحلة جديدة فى الوقت الذى يصل فيه الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب وهو ما يربك الأوضاع ويثير حالة من القلق.
وتعانى أوروبا من انقسام واضح حول إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، فى الوقت الذى تتخلى فيه واشنطن عن كييف مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض فى 20 يناير، وناقشت الدول الأوروبية حول تسليح أوكرانيا، أيضا، وقال المستشار الألماني، أولاف شولتز، إنه لابد من التريث في إرسال أسلحة بعيدة المدى، يدفع وزراء آخرون في حكومته باتجاه زيادة الدعم العسكري. وهذا الانقسام يضيف تعقيدات على موقف أوروبا الموحد تجاه الصراع، وفقا لصحيفة لاراثون الإسبانية.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الاثنين، إن أفكار إرسال جنود إلى أوكرانيا تم التعبير عنها في العديد من الدول الأوروبية، لكن ليس لديهم إجماع بشأن هذه المسألة، فهناك معلومات تفيد بأن أوروبا تناقش إرسال قوات أو مقاتلين من شركات عسكرية خاصة إلى أوكرانيا في نهاية المطاف، إن "الأوروبيين ليس لديهم رأي موحد بشأن هذه المسألة، على الرغم من ظهور رؤوس ساخنة.
وعقب مؤتمر دعم أوكرانيا الذي عقد نهاية فبراير في باريس، صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن زعماء الدول الغربية ناقشوا إمكانية إرسال قوات إلى أوكرانيا، وقال "لم يتم التوصل إلى توافق في الآراء بعد، ولكن لا يمكن استبعاد أي شيء".
وتعرضت كلمات الرئيس الفرنسي حول إمكانية إرسال قوات إلى أوكرانيا لانتقادات شديدة من قبل العديد من أعضاء الناتو، بما في ذلك ألمانيا، وكذلك من قبل بعض القوى السياسية في فرنسا. واتهم زعماء بعض الأحزاب الفرنسية ماكرون بإشراك باريس في الصراع والتهور.
وعلق الكرملين لاحقا بأنه انتبه لكلام ماكرون، وأن مسألة إرسال قوات إلى أوكرانيا نوقشت في أوروبا، وأنه يدرك جيدا فكرته المتمثلة في إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا في ذلك البلد.
وفي الوقت نفسه، أشارت موسكو إلى أن العديد من الدول المشاركة في مؤتمر باريس حول أوكرانيا "تقيم بشكل معقول المخاطر المحتملة التي ينطوي عليها مثل هذا الإجراء، ولا سيما خطر التورط بشكل مباشر في صراع مسلح". وأضاف أن "هذا لا يستجيب على الإطلاق لمصالح هذه الدول، وعليها أن تدرك ذلك".
أما بريطانيا، فقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن المملكة المتحدة لن ترسل قوات إلى أوكرانيا، وذلك بعد انتشار تقارير إعلامية تشير إلى عزم بريطانيا وفرنسا نشر قوات على الأرض.
وأكد لامي موقف المملكة المتحدة الواضح وهو مواصلة دعم الأوكرانيين من خلال التدريب وتقديم المساعدات العسكرية اللازمة ولكن دون إرسال قوات بريطانية إلى مسرح العمليات، وذلك في تصريحات أدلى بها خلال تواجده في إيطاليا للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول السبع.
وأوضح لامي أن موقف المملكة المتحدة واضح وسيظل كما هو بشأن الاستمرار في دعم أوكرانيا طالما كان ذلك مطلوبا دون إرسال قوات بريطانية على الأرض.
وتلقى أكثر من 45 ألف أوكراني تدريبات في المملكة المتحدة منذ بدء العملية العسكرية الروسية واسعة النطاق في أوكرانيا في فبراير 2022، وذلك وفقا لما أعلنته وزارة الدفاع البريطانية في سبتمبر الماضي.
وفى السياق نفسه، قال رئيس وزراء بولندا، إن الحرب فى أوكرانيا تدخل مرحلة حاسمة مع شن روسيا هجوما بصاروخ باليستى جديد، مما يظهر أن التهديد بصراع عالمى خطير وحقيقى،وجاء تحذير دونالد توسك فى الوقت الذى عقد فيه الناتو ومسولو أوكرانيا محادثات طارئة على خلفية إطلاق موسكو صاروخا صوتيا جديدا فى هجوم على منطقة دينبرو.
وكان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، قال إن إطلاق الصاروخ هو رد على استخدام أوكرانيا صواريخ أمريكية وبريطانية طويلة المدى على أهداف فى روسيا، وأصدر الرئيس الروسى تهديدا واضحا بأن موسكو لديها الحق فى ضرب أى بلد غربى يقدم مثل هذه الأسلحة لأوكرانيا. وتعهد بوتين بأن تواصل روسيا استخدام هذا الصاروخ الجديد فى الظروف القتالية، وهو تهديد لكل من الغرب وأوكرانيا.
كما نددت وزيرة الدفاع الإسبانية ، مارجريتا روبلز، بوجود تصدعات بالفعل في الاتحاد الأوروبي بشأن دعم أوكرانيا، وأن بعض الدول، المجر برئاسة فيكتور أوربان، تدعو علنًا إلى "إنهاء الحرب بأي ثمن"، محذرة من أن ذلك سيؤدى إلى تصعيد الخطورة ، حسبما قالت صحيفة الباييس الإسبانية.
وكشفت الوزيرة عن المناظرة التي أجرتها مع نظرائها الأوروبيين في بروكسل ، وهي الأولى بعد فوز دونالد ترامب فى الانتخابات الأمريكية ، وبعد التأكيد على أن جميع الحلفاء ينتظرون الموقف الذي سيتبناه الرئيس المنتخب للولايات المتحدة في مواجهة الحرب التي تجاوزت بالفعل 1000 يوم، أصر على أن "بوتين هو المسؤول الوحيد"، مضيفا أنه مع لقد أصبح دخول القوات الكورية الشمالية إلى القتال على الجانب الروسي بمثابة "صراع عالمي".
واعترفت روبلز قائلاً: "أنا قلقة بشأن ما هو قادم"، وأكدت مجدداً الموقف الإسباني المتمثل في الحفاظ على الدعم الثابت لكييف حتى تحقيق "سلام عادل ودائم"، وعلى الرغم من أن روبلز لم تستشهد إلا بالمجر، إلا أن المصادر الدبلوماسية تعترف بأن دول أوروبا الشرقية الأخرى تحافظ على موقف إيجابي تجاه بوتين، وإن كان أكثر دقة.
كما جددت وزارة الخارجية الإسبانية إدانتها للعدوان الروسى على أوكرانيا مؤكدة دعم إسبانيا الغير مشروط لحكومة أوكرانيا مع الجهود الرامية للتصدى لذلك العدوان مع مرور 1000 يوم على بدء الحرب.
وقالت الوزراة فى بيان إن العدوان الروسى الغير قانونى وغير المبرر على أوكرانيا يمثل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة معتبرة أن روسيا انتهكت بشكل مباشر أبسط قواعد القانون الإنسانى .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة