رحبت جمهورية مصر العربية، بالإعلان عن دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في لبنان اليوم، مؤكدة على أن هذه الخطوة من شأنها ان تسهم في بدء مرحلة خفض التصعيد بالمنطقة، وذلك من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 بكافة عناصره وتمكين الجيش اللبناني في الانتشار في جنوب لبنان وبسط سيطرته على كامل الاراضي اللبنانية.
وجددت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية تأكيدها علي الأهمية البالغة لاحترام سيادة لبنان، وعدم التدخل في شأنه الداخلي، وضرورة العمل علي استكمال باقي مؤسسات الدولة، ومن بينها الاستحقاق الرئاسي دون اية إملاءات خارجية، وفي ظل الملكية الوطنية اللبنانية والتوافق الداخلي.
وأكدت مصر، على ان هذا الاتفاق ينبغى وأن يكون توطئة لوقف العدوان الاسرائيلي في قطاع غزة الذي تجاوز أكثر من عام، وضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار، والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية دون عراقيل في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع، فضلا عن وقف الانتهاكات غير المبررة في الضفة الغربية.
وشددت مصر، على الأهمية البالغة لوقف التصعيد بالمنطقة، وأنه لا يوجد أي حلول عسكرية للأزمات في الإقليم، وإنما من خلال التفاوض والحوار، وإعادة الحقوق لاصحابها والالتزام بمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة وقراراتها من خلال عملية سياسية جادة، وفي اطار زمني محدد يقود الي اقامة الدولة الفلسطينية علي كامل التراب الوطني الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ في الساعة الرابعة من صباح اليوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024، بعدما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الطرفين وافقا على اتفاق توسّطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا.
وسُمع دوي طلقات نارية في أنحاء العاصمة بيروت بعد سريان وقف إطلاق النار.
وقال شهود لرويترز، إن سيارات تقلّ النازحين الذين فرّوا من الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان، خلال الشهور القليلة الماضية، بدأت تتدفق على المنطقة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
بدوره قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، إنه "بتوجيه من المستوى السياسي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ الساعة 04:00 فجرا، والجيش يعمل بالتلائم مع ذلك، وقواتنا مستعدة في مواقعها في جنوب لبنان".
وذكر جيش الاحتلال أنه "في الساعة الأخيرة، رصدنا تحرك عدة سيارات في لبنان فيها مشتبهون في منطقة ممنوع التنقل بها، القوات أطلقت النار لتمنع وصولهم للمنطقة ثم ابتعدوا عن المكان".
وأضاف: "سلاح الجو مستعد للعمل في كل لبنان ومنظومة الدفاع الجوي على أهبة الاستعداد. وحتى الساعة لا يوجد تغيير في توجيهات الجبهة الداخلية".
ويمهد الاتفاق الطريق لإنهاء صراع عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل أودى بحياة الآلاف، منذ اندلعت شرارته بسبب الحرب في قطاع غزة، العام الماضي.
وقال بايدن، أمس، الثلاثاء، في تصريحات من البيت الأبيض، بعد وقت قصير من موافقة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على الاتفاق بأغلبية 10 أصوات مقابل صوت واحد، إنه تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي.
وقال بايدن: "هذا الاتفاق تمت صياغته ليكون وقفاً دائماً للأعمال القتالية. لن يُسمح لما تبقى من حزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى بتهديد أمن إسرائيل مجدداً".
وأضاف بايدن أن إسرائيل ستسحب قواتها تدريجياً، على مدى 60 يوماً، مع سيطرة الجيش اللبناني على الأراضي القريبة من الحدود مع إسرائيل لضمان عدم بناء "حزب الله" بنيته التحتية هناك مجدداً.
وتابع: "سيتمكن المدنيون في الجانبين قريباً من العودة بأمان إلى بلداتهم".
ولم يعلق "حزب الله" رسمياً على وقف إطلاق النار، لكن المسؤول الكبير بالجماعة حسن فضل الله قال لقناة "الجديد" التلفزيونية اللبنانية إنه في حين يدعم "حزب الله" بسط سلطة الدولة اللبنانية، فإن الجماعة ستخرج من الحرب أقوى.
وأضاف: "حزب الله سيخرج من هذه الحرب أكثر قوة، والمقاومة باقية.. سيكون هناك آلاف مؤلفة ستنضم للمقاومة. نزع سلاح المقاومة كان طرحاً إسرائيلياً وسقط".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة