لم يخف دونالد ترامب المرشح الجمهوري في الانتخابات الأمريكية 2024 اعتقاده أن أوكرانيا هي الطرف المتسبب في اندلاع الحرب مع روسيا، ودائما ما تباهي بعلاقته التي وصفها بصداقة قوية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما أثار غضب دول الناتو. كما أعرب صراحة عن رفضه للكم الهائل من المساعدات التي ترسلها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى كييف.. والسؤال الآن: ماذا ينتظر أوكرانيا ودول الناتو من الولايات المتحدة حال فوز ترامب في الانتخابات ؟
ويتبع ترامب دائما سياسة " أمريكا أولا" ما يعني أنه من الممكن أن يتراجع عن وعود الدفاع الأمريكية لحلفائها اذا رأي فيه مصلحة واشنطن، خاصة دول الناتو الذين طالما انتقدهم.
دعم أوكرانيا
ويعارض ترامب حزم التمويل الكبيرة التي أقرتها إدارة بايدن لأوكرانيا، ما أثار الشك في استمرار واشنطن في الدعم العسكري والدبلوماسي لكييف حال فوزه، واقترح بدلاً من ذلك أنه قد يتوصل إلى اتفاق مع فلاديمير بوتين لإنهاء القتال وقال إنه سينهي الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة من خلال تسوية تفاوضية مع روسيا.
وخلال الحملة الانتخابية، لم يقف ترامب بقوة إلى جانب أوكرانيا ورفض مرتين أن يقول، أثناء مناظرته مع هاريس، ما إذا كان يريد أن تفوز في حربها مع روسيا.
وقالت شبكة ايه بي سي الأمريكية أن ولاية ترامب الثانية قد تعني استعدادًا أكبر من جانب الولايات المتحدة لإبرام صفقة مع روسيا بدلاً من اتباع نهج صارم لوقف توسعها في أوروبا، كما اقترح أن تدفع أوروبا المزيد في دعم أوكرانيا، قائلاً إنها ستستفيد أكثر بكثير من الولايات المتحدة.
ووفقا لصحيفة ذا هيل، يخشى المنتقدون لسياسات ترامب من أن أي اتفاق لإنهاء الحرب على الفور من المرجح أن ينطوي على التنازل عن الأراضي لروسيا وإغلاق الباب أمام انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي.
كان الرئيس السابق ينتقد أوكرانيا بشدة في بعض الأحيان، وغالبًا ما وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "أحد أعظم البائعين" لتأمين مليارات الدولارات من المساعدات الأمنية من واشنطن، وقال ترامب، في إشارة إلى زيلينسكي، خلال مقابلة "بودكاست بي بي دي": "لم يكن ينبغي له أبدًا أن يسمح لهذه الحرب بالبدء.. هذه الحرب خاسرة".
والتقى زيلينسكي بترامب عندما زار الولايات المتحدة في سبتمبر وقال ترامب قبل الاجتماع إنه تشرف بلقاء الرئيس الأوكراني لكنه قال أيضًا إنه يتمتع "بعلاقة جيدة جدًا" مع الرئيس الروسي وأضاف عن محادثات السلام، "يتطلب الأمر شخصين للرقص".
دعم الناتو
وشكك ترامب أيضًا في مستقبل الناتو ويريد من أعضاء التحالف دفع المزيد من الإنفاق الدفاعي، ففي تجمع حاشد في فبراير ، قال إنه سيشجع روسيا على فعل "ما تريده" تجاه أعضاء الناتو الذين لم يشاركوا في الإنفاق الدفاعي.
وأثيرت مخاوف في أوروبا، حيث يخشى الحلفاء من أن تتخلى إدارة ترامب الثانية عنهم لصالح روسيا إذا هاجمتهم، ففي ولايته الأولى، تردد أن ترامب فكر جدياً في انسحاب الولايات المتحدة من عضوية الناتو.
وبحسب صحيفة ذا هيل، في مقابلة مع نادي شيكاغو الاقتصادي قبل أسابيع، قال ترامب إن الولايات المتحدة كانت تنفق ما يقرب من 100 % على الناتو، لأن كل الدول كانت متخلفة عن السداد، حتى تولى منصبه.
وأضاف: "كنا ندعم الناتو. لقد خدعونا في التجارة بشكل سيئ للغاية، الدول الأوروبية. ثم بالإضافة الى ذلك، كانوا يخدعوننا في المجال العسكري. لذا، فهم يستغلوننا بشكل هائل" وحذر قائلا: "هذا ليس مستدامًا. لا يمكنك الاستمرار في القيام بذلك".