فى وقت الانتخابات، تتصاعد الوعود لأنها تكون بلا ثمن ولا مقابل، وأبرز مثال هو الانتخابات الأمريكية التى تدور فى ساعاتها الأخيرة، حيث عادت القضية الفلسطينية للواجهة، بعد أن ظلت منسية فى سباق الانتخابات الأمريكية بين كامالا هاريس ودونالد ترامب، حتى الأمتار الأخيرة.
بل إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، مارس الابتزاز السياسى على أعلى مستوى بين الجمهوريين والديمقراطيين، الذين تسابقوا فى الإعلان عن دعم الاحتلال، فى حرب إبادة غير مسبوقة على غزة، فى حرب انتقامية ردا على عملية 7 أكتوبر 2023، تحولت إلى واحدة من أكثر حروب الإبادة فى تاريخ الصراع.
فى اللحظات الأخيرة من سباق الانتخابات الأمريكية ظهر الشرق الأوسط فى الصورة، بينما تشير استطلاعات الرأى إلى تقارب فى النتائج المتوقعة بين ترامب وكامالا، وهى لعبة تتكرر فى كل انتخابات، وغالبا ما تكون موجهة من قبل حملات الطرفين، بينما كانت انتخابات 2016 حاسمة فى إنهاء نتائج استطلاعات الرأى التى توقعت فوز هيلارى كلينتون، بينما فاز ترامب.
وخلال حرب نتنياهو على غزة، حظى الاحتلال بدعم كامل من إدارة الرئيس جو بايدن، الذى أعلن فى كل مرة دعم إسرائيل وأمنها، بينما تجاهل مصالح ملايين الفلسطينيين فى غزة، تعامل الإدارة الديمقراطية أثار غضب الأمريكيين من أصول عربية والمسلمين الذين عادة ما كانوا يميلون إلى الديمقراطيين، ومع شعور حملة كامالا هاريس بخسارة تلك المجموعة، حاولت كسب أى أصوات، وأعلنت أنها ستسعى فى حال فوزها لإنهاء حرب الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة منذ 13 شهرا، وأعلنت هاريس أن مستوى القتل وصل إلى درجة غير معقولة. وقالت هاريس «فى حال أصبحت رئيسة للولايات المتحدة، سأبذل قصارى جهدى لتحقيق هذه الغاية وكذلك حل الدولتين، حيث سيكون لدى الفلسطينيين الحق فى تقرير مصيرهم، بالإضافة إلى تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة»، بل إن هاريس وهى نائبة الرئيس بايدن قالت إن «سياسات إدارة الرئيس جو بايدن طوال الحرب فى غزة كانت مصدر قلق خاص».
بالطبع فإن الانتخابات تكون غالبا مجالا للتلاعب وإطلاق الوعود، وهو ما تفعله هاريس، فى محاولة لجذب أى أصوات من كتلة ذات أصول عربية أو إسلامية، ومعروف أن أحدا لا يمكنه ضمان تحقيق الوعود الانتخابية.
كامالا تحاول معادلة الدعم الذى حصل عليه منافسها المرشح الجمهورى دونالد ترامب، من الناخبين العرب والمسلمين فى ولاية ميشيجان، حيث أعلن أنهم ينضمون إلى حملته «بأعداد أكبر من أى وقت مضى»، ترامب انضم إلى المزاد وأعلن أنه يسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط، وقال ممثل للجالية حينها: «نحن نقف مع الرئيس ترامب لأنه يعد بالسلام وليس الحرب».
ترامب حتى قبل إعلان ترشحه، قال إنه لو كان رئيسا ما قامت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ولا الحرب فى غزة، معتبرا أن بايدن فشل فى احتواء الصراعات وساهم فى التصعيد، وحسب مجلة بولتيكو الأمريكية، يقدم نفسه كصانع صفقات يمتلك حلا سحريا لإنهاء الحروب، ووعد بأن تنتهى الحرب فى غزة ولبنان بسرعة إذا أصبح رئيسا، ورغم أنه يقدم نفسه فى صف مؤيدى إسرائيل إلا أنه انتقد نتنياهو وقال فى تغريدة على منصة «إكس»: «خلال فترة إدارتى كان هناك سلام فى الشرق الأوسط، وسوف ننعم بالسلام مرة أخرى، وسأصلح المشاكل التى تسبب فيها كامالا هاريس وجو بايدن، أريد أن أرى الشرق الأوسط يعود إلى السلام الحقيقى الدائم».
وعود ترامب هى الأخرى تدخل فى سياق الوعود السياسية، الانتخابية، من دون أن تكون هناك آلية، بل إن ترامب يحاول كسب الأصوات العربية والإسلامية التى تعارض الحرب، وترى تأييد بايدن والديمقراطيين، بينما كامالا تحاول التملص من سياسات بايدن وهى شريكة فيها، ليتحول السلام فى الشرق الأوسط إلى سباق الأمتار الأخيرة، ولعبة لكسب الأصوات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة