هيمنت انتخابات الرئاسة الامريكية 2024 على اهتمام الصحف العالمية، التي أجمعت على مدى التقارب الشديد بين كلا المرشحين وصعوبة التنبؤ بالفائز فى سباق البيت الأبيض.
علقت صحيفة الجارديان البريطانية على الانتخابات الأمريكية، وقالت إن عشرات الملايين من الناخبين توجهوا إلى مراكز الاقتراع الثلاثاء فى واحدة من الانتخابات الأكثر تنافسا فى التاريخ الأمريكي الحديث، والتي سيترتب عليها تداعيات كبرى.
وأشارت الصحيفة إلى التقارب الشديد بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ومنافسها الجمهورى دونالد ترامب، وقالت إن هذه الانتخابات تنهى حملة انتخابية مميزة وغير مسبوقة من نواحى عديدة، والتي قيمت المجتمع الأمريكى بشدة، وزادت من مستوى التوتر بين كثير من المواطنين فى ظل تحذيرات من الاضطراب المدنى، لاسيما فى حال فوز هاريس وتشكيك ترامب من النتائج.
فجوة هائلة بين الجنسين فى دعم ترامب وهاريس
من جانبها، قالت شبكة NBC News إن ترامب و هاريس يواجهان فجوة كبيرة فى تأييد كلا الجنسين، حيث قالت أغلبية النساء إنهن سيصوتن لهاريس على الأرجح، وأظهرت بعض الاستطلاعات أن نائبة الرئيس تتقدم بفارق كبير بين النساء، فى حين أظهرت استطلاعات أخرى أن ترامب يتقدم بين الرجال.
وأشارت الشبكة إلى أن الفجوة بين الجنسين فى الانتخابات الأمريكية ليست جديدة. فمنذ عام 1980، شهدت كل انتخابات رئاسية تقريبا انقساما أظهر فى العقود الأخيرة أن الديمقراطيين يفوزون بأصوات النساء. وكان الأمر كذلك فى 2016، عندما تقدمت هيلارى كلينتون بين النساء بفارق كبير. وفى عام 2020، فاز بايدن بأصوات النساء أيضا.
مجلية بولتيكو قالت إنه لم يكن هناك فى التاريخ الأمريكى المعاصر حالة عدم يقين يوم الانتخابات مثلما هو الحال فى سباق 2024، حيث ان هناك مجالا للعديد من السيناريوهات المحتمل.
ونقلت المجلة عن خبراء استراتيجيين عدم قدرتهم على التنبؤ بنتيجة الانتخابات، وقال أحدهم إن هذه أكثر انتخابات لا يمكن التنبؤ بها منذ أكثر من ثلاثة عقود من العمل فى الحملات الرئاسية.
وأرجع الاستراتيجيون من كلا الجانبين حالة عدم اليقين بشأن نتيجة الانتخابات إلى حد كبير إلى انقسام الناخبين. فمن بين الأمور التي تظل غامضة ما إذا كان ترامب سيقتنص بضع نقاط مئوية من الشباب السود. وما إذا كانت هاريس ستحقق تقدمًا مع عدد صغير من ناخبات الحزب الجمهورى، وما مدى اتساع الفجوة بين الجنسين بين الشباب والشابات؟ والأهم من ذلك، كيف تتراكم كل هذه الأمور معا بما يؤثر على نتيجة الانتخابات.
العالم ينتظر بفارغ الصبر
أما صحيفة "واشنطن بوست" فقد قالت إن الناس في جميع أنحاء العالم ينتظرون بفارغ الصبر لمعرفة ما إذا كان الناخبون الأمريكيون سيختارون المرشح الجمهوري دونالد ترامب أو المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، لاسيما وأنا صدى تأثير اختيارهم سوف يتردد في جميع أنحاء العالم.
وأضافت الصحيفة في مقال للرأي إن ليلة الانتخابات لا تسير بحسب التوقعات، خاصة أن أنماط التصويت هذا العام لا تبدو مثل عام 2020 أو أي انتخابات سابقة أخرى. وذكرت الصحيفة بما حدث قبل أربع سنوات، ففي الساعات الأولى من يوم 4 نوفمبر 2020، أعلن الرئيس آنذاك دونالد ترامب أنه فاز في الانتخابات، مستشهدًا بفرز الأصوات الأولية التي أظهرت تقدمه.
وتابعت: في الواقع، لا يزال هناك آلاف عديدة من بطاقات الاقتراع بالبريد، والتي أدلى بها الديمقراطيون بشكل غير متناسب، لم يتم فرزها بعد في ولايات ساحة المعركة. وعندما تم فرزها، واختفى تقدم ترامب، صاح بالتزوير، مما أدى إلى تحريك جهوده لإلغاء فوز جو بايدن، والتي بلغت ذروتها في هجوم 6 يناير 2021 على الكابيتول.
ومع بداية ظهور النتائج ليلة اليوم الثلاثاء - وربما في الأيام التالية - يجب على الأمريكيين الاستعداد للتحلي بالصبر وهم يشاهدون النتائج المبكرة التي لا تشير بالضرورة إلى النتيجة النهائية حيث قد تحدث تأخيرات بطرق جديدة وغير متوقعة رغم أن نظام التصويت الحالي أكثر أمانًا من أي وقت مضى.
وتابعت أنه بصرف النظر عن ذلك، فإن التنبؤ بكيفية سير ليلة الانتخابات أو أسبوع الانتخابات هذا العام أمر صعب، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن التصويت الذي تغير بسبب الوباء في عام 2020 ، كان تجربة فريدة من نوعها، موضحة أنه هذا العام، تشير أسابيع التصويت المبكر في جميع أنحاء البلاد إلى أن نمط عام 2020 حيث كان الديمقراطيون أكثر ميلاً من الجمهوريين للتصويت المبكر لم يعد واضحًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة