رأت مجلة "بوليتكو" فى نسختها الأوروبية، أن الولايات المتحدة ستستمر فى ضخ الغاز إلى أوروبا فى حال فوز أى من المرشحين الرئاسيين كامالا هاريس أو دونالد ترامب فى الانتخابات الأمريكية 2024 .
وأوضحت مجلة "بولتيكو" - في تقرير نشر اليوم الثلاثاء، أن كلا من هاريس وترامب دافعا عن صادرات الغاز الأمريكية في محاولتهما الوصول إلى البيت الأبيض، وإن كان خطابهما متعارضا في هذا الصدد كما هو متوقع.
فمنذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا منذ نحو ثلاث سنوات، والاتحاد الأوروبي يسعى جاهدا للحصول على مزودي للطاقة البديلة، وكانت واشنطن سعيدة للغاية لالتزامها بذلك. فخلال النصف الأول من العام الجاري، قدمت واشنطن نحو 48% من واردات الغاز الطبيعي المُسال للاتحاد الأوروبي، مقارنةً بنسبة 16% قدمتها روسيا، كما أصبحت واشنطن أكبر مصدر في العالم لهذا النوع بالغ الأهمية من الغاز.
ومع ذلك، أثارت الولايات المتحدة مخاوف المسؤولين الأوروبيين في وقت سابق من هذا العام عندما أوقف الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤقتا تصاريح مشاريع الغاز الطبيعي المسال الجديدة في الولايات المتحدة لمراجعة آثارها البيئية والاقتصادية.
وأثارت هذه الخطوة أيضا مخاوف من وجود نقص مستقبلي وتحذيرات من أن تكون أوروبا قد ارتكبت خطأ باستبدال اعتمادها المفرط على روسيا باعتمادها المفرط على أمريكا في إمدادات الغاز الطبيعي المُسال.
وأشارت المجلة إلى أنه بإمكان أوروبا أن تطمأن، إذ يتفق الجميع على أن القارة الأوروبية لن تفقد إمكانية الوصول إلى الغاز الأمريكي في أي وقت قريب.
وقال محللون إن فريق ترامب سيكون حريصا على الموافقة على تصاريح تصدير الغاز الطبيعي المسال في أسرع وقت ممكن، سواء كانت أوروبا بحاجة إلى الغاز أم لا. فلقد "تفاخر" ترامب بأن احتياطيات النفط والغاز تعتبر "ذهبا سائلا" بالنسبة للولايات المتحدة، وخلال إدارته روج لصناعة الغاز الطبيعي المسال بشكل شبه مستمر.
كما يقول خبراء إنه من غير المرجح أن يؤدي فوز هاريس إلى وقف تدفق الغاز الطبيعي المسال. فبالإضافة إلى المعارك السياسية المتعلقة بتدفق الغاز، يُنظر إلى الغاز الأمريكي على أنه حاسم لموازنة الأسواق في ظل الحروب المستعرة في أوروبا والشرق الأوسط.
ومنذ إعلان ترشح ترامب وهاريس لـ الانتخابات الأمريكية 2024 ، حاول كلاهما استمالة الناخبين من خلال تسليط الضوء على القضايا الخلافية بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وبمقدمتها ملف الهجرة وتأمين الحدود.
وتعهد المرشح الجمهوري ، الرئيس السابق دونالد ترامب، باتخاذ سياسات حاسمة للحد من الهجرة غير النظامية للولايات المتحدة، متعهداً بتنفيذ أكبر عملية ترحيل للمهاجرين غير النظاميين في تاريخ الولايات المتحدة.
ويأتي موقف ترامب اتساقاً مع مواقفه السابقة التي كان يتبناها خلال ولايته الرئاسية 2016 ـ 2020 ، والتي تخلت عنها إدارة الرئيس جو بايدن في أشهرها الأولى قبل أن تتراجع عنها بحزم تشريعية وقرارات تحد من تدفق المهاجرين إلى الولايات المتحدة.
في المقابل، لم تتبن كامالا هاريس موقفاً مغايراً بشكل كبير ، حيث تعهدت بتبني سياسات صارمة ، وقالت إن من يدخلون الولايات المتحدة بشكل غير قانوني يجب أن يتم منعهم.
ودعمت هاريس مشروعا لتشديد سياسة الهجرة والتي يتبعها بايدن، والتي تتضمن استثمارات في الحواجز الحدودية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة