تزخر محافظة القليوبية بالعديد من المناطق الأثرية، ويأتي قصر محمد على بشبرا الخيمة على رأس تلك المناطق الأثرية خاصة بعد أعمال الترميم التي تمت به مؤخرا لإعادة الرونق الجمالي البديع والحضاري له، وكذلك إنشاء مرسي نهري له، وأيضا كوبري مشاة يربط نهر النيل بالقصر لتمكين السياح والزائرين من الاستمتاع بالرحلات النيلية وصولا للقصر، وكذلك أيضا الانتهاء من دهان جميع واجهات المنازل بالمنطقة المحيطة بالقصر لإضفاء اللمسة الجمالية عليها.
القصر أنشأه محمد علي باشا مؤسس الأسرة العلوية، وتبلغ مساحته نحو 50 فدانا، وتم بناؤه على عدة مراحل استمرت حوالي 13 عام، منذ 1808م وحتى 1821م ثم أضيف إليه مبنى (كشك) الجبلاية عام 1836م، ويتكون القصر من 4 قاعات رئيسية هي "قاعة العرش وقاعة البلياردو وقاعة الطعام وقاعة الأسماء"، كما استقبل قصر محمد علي بشبرا عددا من القطع الأثرية التي كانت تزين قاعاته وجدرانه، وذلك استعدادا لافتتاحه الوشيك بعد الانتهاء من مشروع ترميمه وتطويره.
ويتكون قصر محمد على بشبرا الخيمة من 3 أجزاء رئيسية وهي: "سراي الفسقية، وسراي الجبلاية، ومبني برج الساقية" بالإضافة إلى الجدار الحجري، وفيما يلي يرصد "اليوم السابع" محتويات كل جزء من تلك الأجزاء ليتبين مدي جمال وعظمة هذا الأثر الكبير، والتي جاءت على النحو التالي..
سراي الفسقسة
عبارة عن بناء مستطٌل التخطٌط مكون من طابق واحد، والمبنى له 4 أبواب، يتقدم كل باب سقيفة بسقف جمالونى محمول على 4 أعمدة من المرمر، وفى أركان المبنى حجرات، واستخدم الحجر الجيرى فى واجهات جدران القصر ومن الداخل أربع أروقة تحيط بالفسقية التى أشتهر بها هذا القصر، وكل رواق مكون من بلاطة واحدة تطل على البركة أو الفسقية، ويوجد 4 جواسق تطل على الفسقية، وتتوسط أضالع الأروقة الأربعة، وكل جوسق محمول على 14 عمود، ومغطى بقبة ضحلة ويأخذ الجوسق من الخارج شكل جمالونى، ونجد أن هذه الجواسق مليئة بالزخارف النباتية والهندسية والرسوم الآدمية والحيوانية والرسومات المحورة ما يعرف بزخارف الباروك والركوكو.
كما نجد أن الفسقية عبارة عن حوض كبير مستطيل التخطيط وأرضية رخامية، ويتوسط الحوض فوراة من الرخام محمولة على 24 تمساح ويوجد بأركان الحوض الـ4 نافورات اتخذت كل واحدة تمثال "أسد رابض ينبثق منه الماء".
أما عن القاعات الأربعة من الداخل فهى "قاعة الجوز"، بسبب استخدام أشجار الجوز في تجليد الحوائط والأسقف والأرضيات، و"قاعة الطعام" علي شكل مثمن سقفها من خشب سدايب مذهب بأشكال هندسية، و"القاعة العربية" مسقطها مثمن حيث أن بها زخارف عربية ورسوم هندسية ونباتية وكتابات بأسماء محمد على وأسرته، و"قاعة البليارد" يتوج جدارها الشرقى حنية بها رسم لأحد المعابد فى بعلبك ومسلة مصرية، وجميع زخارف هذه القاعة عبارة عن نساء عاريات بملابس شفافة ورسوم ملائكة، ونجد هنا التماذج بين الحضارات العربية والأوروبية، وهذا القصر استخدم فى قبام الحفلات الخاصة واستقبال الوفود وكبار الزوار.
وقد أسند الباشا إلى شاد عمائره "ذو الفقار كتخذا" الإشراف على أعمال التصميم إلى مسيو "درفتى" قنصل فرنسا العام، وأشرف على تنفيذها المهندس الفرنسى "باسكال كوست"، وعلى أعمال زخرفتها وفنونها المهندس الأرمنى يوسف حكيكيان، وعلى أعمال الرى الخاصة بالحدائق للمهندس الإيطالى "بلزونى" وأعمال الإضاءة بغاز الاستصباح إلى المهندس الإنجليزي "جالوى".
سـراى الجبلاية:
يقع هذا القصر شرق النيل وهو على تل صناعى محاط من الجهات الـ4 بالمدرجات التي غرست بها الأشجار والنباتات وهو أشبة بحدائق بابل المعلقة ويرجع تاريخ هذا القصر لعام 7236م، ومبنى القصر مستطيل التخطيط وله مدخلان، واحد من الجهة الغربية والأخر من الجهة الشرقية، ومكون من جناحين أحدهما جنوبى والآخر شمالى، والجناحان عبارة عن صالات وقاعات وحجرات مغطاة بقباب ضحلة، وقد زخرفت أسقف وأبواب هذا القصر من الداخل بكتابات وأشعار وآيات قرآنية ولوحات متنوعة منها منظر لأبو الهول وجامع محمد على ومعبد فيلة وقصر الفسقية ومسجد فى أعلى الجبل ومناظر أخرى.
كما يحتوى القصر فى الدور الأرضى على مطبخ وكرار "مخزن"، ويتوصل إليه عن طريق سلم هابط، وهذا القصر شيد على النظام الأوروبى والعربي والبابلى، يوضح على تفاعل حضارة الشرق والغرب.
مبنــى برج الساقيـة :
يعد من المبانى الهامة وهو أحد المبانى الخدمية للقصر حيث يرجع إنشائه 1811م، ويقع بالركن الشرقي لحديقة القصر، واستخدم لرى حدائق القصر وإمداد المبانى بالمياه اللازمة، وهو عبارة عن بناء ضخم استخدم فى تشييده الحجر الجيرى، وتخطيطه مستطيل تتميز أكتاف الواجهة الغربية للمبنى بأنها تحصر فيما بينها دخلات معقودة، وبالمبنى 4 آبار تركب عليها سواقى لرفع المياه كما يوجد به بئران لتجمع المياه قبل توزيعها عن طريق فتحات خلف الواجهة الغربية الواجهة الشرقية وبها أبواب الحواصل.
الجدار الحجرى:
ويقع بين مبنى برج الساقية ومبنى سراى الفسقية وتظهر فيه إبداعات النحت على الأحجار وما تحمله من زخارف نباتية وهندسية وفقاً للأسلوب الإسلامي والأوروربى والمتمثل فى فن الباروك والركوكو، واستخدم الحجر الجيرى فى تشييد هذا الجدار.
وأنهت وزارة السياحة والآثار، مشروع ترميم وتطوير قصر محمد على بشبرا، حيث تم الانتهاء من الأعمال بمبنى كشك الجبلاية وقصر الفسقية بنسبة 100%، وشملت أعمال قصر الفسقية ترميم الأرضيات والحوائط الرخامية، ورفع كفاءة البحيرة والجزيرة الوسطى، وترميم العناصر الأثرية بها، كما تضمن التطوير أعمال تطوير الموقع العام، والتي شملت إنشاء شبكات الصرف الري الكهروميكانيكا والحريق وأعمال المسطحات الخضراء، واستكمال الأسوار ودهانها، ورفع كفاءة الأرضيات الحجرية واستبدال التالف منها، تركيب الرخام والبرجولات الخشبية والنافورات والبردورات.
كما تم الانتهاء من الأعمال بالممشى السياحي المؤدى إلى القصر وتتضمن بازارات وغرف أمن وأمانات وجراج للسيارات ومشايات وبرجولات خشبية، كما تم الانتهاء من إنشاء مرسى نيلي للمراكب على الكورنيش المقابل للقصر، وكوبرى مشاه لنقل السائحين من المرسى إلى القصر، كما تم رصف كافة الطرق وطلاء الأرصفة وتشجير المنطقة المحيطة بالقصر.
القصر بعد ترميمه
القصر يتلألأ ليلا
جمال اقصر من الداخل
قصر محمد على بشبرا الخيمة
مدخل القصر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة