أبرزت الفيضانات المدمرة الأخيرة فى إسبانيا التى أدت إلى تدمير مقاطعة فالنسيا وتسبت فى وفاة حوالى 217 شخصا حتى الآن مع وجود 2000 مفقود، التهديد الذى يمثله تغير المناخ لدول العالم، حيث فى الوقت التى تغرق البلاد فى فيضانات عارمة تعانى دول أخرى من أزمة جفاف شديدة تؤدى إلى كوارث أخرى.
وفى إسبانيا، أدت الفيضانات العارمة التى تعرضت لها فالنسيا ، إلى حوالى 217 قتيلا وأكثر من 2000 مفقودا، وأعلنت الحكومة الإسبانية، إنها تنشر 7500 جندى فى المنطقة الشرقية من البلاد التى اجتاحتها فيضانات مدمرة، وأرسل الجيش نحو خمسة آلاف جندى مطلع الأسبوع للمساعدة فى توزيع الطعام والمياه وتنظيف الشوارع وحماية المتاجر والممتلكات من اللصوص.
وقالت وزيرة الدفاع مارجاريتا روبليس فرنانديز لإذاعة آر.إن.إى المملوكة للدولة أن 2500 جندى آخرين سينضمون إليهم، وتقترب سفينة حربية تحمل 104 جنود من مشاة البحرية بالإضافة إلى شاحنات محملة بالطعام والمياه من ميناء بلنسية فى الوقت الذى ضربت فيه عاصفة بَرد قوية مدينة برشلونة على بعد 300 كيلومتر إلى الشمال.
وتقفت الدراسة فى مقاطعة فالنسيا بسبب الاختناقات المرورية من تكدس السيارات والطين، بالإضافة إلى المنازل المدمرة، فهناك 6 طرق منهارة فى المداخل الرئيسية إلى المقاطعة، وذلك بسبب الفيضانات العارمة التى ادت إلى ما يقرب منى 217 قتيلا.
وأوضحت صحيفة الباييس الإسبانية، أن آلاف الطلاب لا يذهبون إلى الفصول الدراسية اليوم الاثنين أيضا وذلك بسبب الطرق المدمرة والمنهارة بالإضافة إلى تكدس السيارات فى الشوارع، وحتى الآن لم يتم الإعلان عن موعد محدد لعودة الحياة إلى طبيعتها وفى انتظار إزالة تلك العوائق من الشوارع.
ومن ناحية، أخرى تواجه العديد من المدن فى العالم، موجة جفاف شديدة، أبرزها، نيويورك، وأعلن عمدة نيويورك، إريك آدامز، فى الساعات القليلة الماضية، "مراقبة الجفاف" فى المدينة، فى جهد وقائى للحفاظ على إمدادات المياه بعد شهر أكتوبر شديد الجفاف.
وعلى الرغم من أن هذا الإجراء لا يفرض قيودا إلزامية، إلا أن المسؤولين طلبوا من السكان اتباع عادات توفير المياه، محذرين من أن الطقس الجاف الذى يجتاح شمال شرق الولايات المتحدة قد يكون له آثار طويلة الأمد، وفقا لصحيفة انفوباى الأرجنتينية.
شهدت نيويورك والمناطق المحيطة بها سقوطًا مع الحد الأدنى من هطول الأمطار ودرجات حرارة أعلى من المعتاد، وفى أكتوبر، سجل سنترال بارك 0.01 بوصة فقط من الأمطار، أى أقل بكثير من المتوسط التاريخى البالغ 4.4 بوصة لهذا الشهر، وفقًا لبيانات خدمة الأرصاد الجوية الوطنية التى نقلتها وكالة أسوشيتد برس. وهذه أقل كمية أمطار يتم تسجيلها فى المدينة منذ أكثر من 150 عامًا.
هذا النمط الشاذ من الطقس، والمعروف باسم "الجفاف المفاجئ"، هو نتيجة لانخفاض هطول الأمطار مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير طبيعى. وفى معظم أنحاء شمال شرق الولايات المتحدة، تم الاحتفال بعيد الهالوين حيث وصلت درجات الحرارة إلى 24 إلى 28 درجة مئوية، وهى ظاهرة غير عادية فى هذا الوقت من العام.
وفى السياق نفسه، حذر عدد من الخبراء من تهديد تغير المناخ على 6 مدن كبرى منها لندن ومدريد وسنغافورة وجاكرتا، حيث ستشهد هذه المدن 5 يوما من الحرارة الشديدة سنويا لحلول 2050، وقال جاكو كوروشي، رئيس قسم أبحاث الاستثمار المستدام العالمى فى مجموعة لندن للاستثمار لشبكة يورو نيوز، إلى أن:المدن التى شملتها الدراسة، وهى مراكز عصبية للاقتصاد العالمى تساهم بنحو 20 % من الناتج المحلى الإجمالى العالمى ويقطنها 440 مليون شخص، معرضة بشكل خاص لمخاطر المناخ".
وفى الاتحاد الأوروبي، فيسلط المحللون الضوء على هشاشة الوضع فى أمستردام ومدريد، فالعاصمة الهولندية تواجه مخاطر عالية المستوى من ارتفاع مستوى سطح البحر والفيضانات، والتى يمكن أن تزداد بنسبة 60 %، أما فى مدريد، فقد ترتفع الأيام شديدة الحرارة بنسبة 135 % لتصل إلى 41 يومًا "متوسطة الخطورة" بحلول عام 2050. ومن المتوقع كذلك أن يرتفع الإجهاد المائى فى العاصمة الإسبانية بنسبة 65 %، ليصبح عالى الخطورة فى عام 2050.
جفاف نهر الأمازون
تسبب النقص الشديد فى هطول الأمطار فى منطقة الأمازون فى انخفاض حاد فى منسوب المياه، مما أدى إلى تقطع السبل بالقوارب وتعريض إمدادات الغذاء والوقود فى لوريتو للخطر.
ويعانى الآلاف من سكان مقاطعة إكيتوس، فى منطقة لوريتو، بالفعل من عواقب الصيف المبكر الذى تنبأت به الخدمة الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا فى بيرو (Senamhi) على الغابة البيروفية، وتسببت الظروف الجوية فى انخفاض حاد فى مستوى نهر الأمازون، مما أدى إلى تقطع السبل بالقوارب وتعقيد النقل النهرى فى منطقة تعتبر الأنهار هى الوسيلة الرئيسية للاتصالات.
وجف فرع من نهر سوليموس بالكامل فى منطقة تيفي، كما جفت أيضاً بحيرة تيفى القريبة، مما تسبب فى نفوق أكثر من 200 دولفين فى المياه العذبة جراء الجفاف العام الماضى.
وقال المتحدث باسم منظمة السلام الأخضر رومولو باتيستا، وهو يشير إلى المكان الذى تحول فيه مجرى نهر سوليموس إلى تلال من الرمال: "نمر بعامٍ حرج، ما حدث فى عدة أشهر هذا العام تغلب على ما شهده العام الماضي".
وتسبب الجفاف الشديد، للعام الثانى على التوالي، فى إتلاف الكثير من النباتات فى البرازيل، ونشوب حرائق غابات فى أنحاء دول أميركا الجنوبية لتغطى سحب من الدخان المدن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة