توجهت أنظار العالم أجمع على مدار 48 ساعة كاملة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتراجعت كافة تريندات العالم وكافة الأخبار لصالح أخبار سيد البيت الأبيض الجديد، ومخالفا لكافة استطلاعات الرأى الأمريكية، كان خطاب ترامب للشعب الأمريكى هو الأنجح، حيث استطاع استخدام خطابا شعبيا عاطفيا مستغلا تخبط السياسات الخارجية الأمريكية وفشلها الحاد فى البقاع الساخنة من العالم فى شرق آسيا، وفى أوروبا، وفى الشرق الأوسط بالطبع، وتراجع الاقتصاد الأمريكى مقارنة بالاقتصاد الصينى، وارتفعت وتيرة الهجرة غير الشرعية فى أمريكا والعالم، بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الداخلية فى أمريكا وارتفاع مستويات التضخم إلى مستويات غير مسبوقة، مما أثر على حياة المواطن الأمريكى بشكل حاد.
مخاوف المواطن الأمريكى من انهيار الصورة الذهنية لأمريكا، ومواقف الديمقراطيين الدولية المترددة، واشتعال فتيل الأزمات فى كافة بقاع العالم، والصعود الدولى الاقتصادى والسياسى للصين وروسيا، مهدت الطريق لعودة سياسية تاريخية، وسيطرة ثلاثية للجمهوريين على أصوات الناخبين، ومجلس الشيوخ، ومجلس النواب، وهى المرة الأولى التى يحصل فيها مرشح جمهورى على الأغلبية الشعبية ممثلة فى تلك الثلاثية منذ عقود، كما أن ترامب هو ثانى رئيس أمريكى يعود للسلطة بعد جروفر كليفلاند فى عام 1893.
العودة التاريخية لترامب سيكون لها انعكاسات دولية فى السياسة والاقتصاد العالميين، حيث سيتمكن ترامب من تمرير كافة خططه السياسية وتحقيق أهداف الجمهوريين لإعادة وجه أمريكا القوية عالميا، واستعادة ثقة المواطن الأمريكى فى أداء اقتصاد أفضل للحكومة القادمة، وربما مثلت شخصية ترامب وميله الدائم لحل الأزمات بطريقة المنافع المتبادلة وبنهج اقتصادى غايته الحفاظ على سيطرة أمريكا الاقتصادية على العالم، وبالتالى رخاء ورفاهية المواطن الأمريكى، بالإضافة إلى نجاح منقطع النظير لإدارة حملته تسويقيا والتى استطاعت مخاطبة كافة الفئات الأمريكية بلغتهم وأحلامهم وطموحهم، ومن الملفت قدرة ترامب على الحصول على أصوات الشباب الأمريكى وأصوات الأمريكان من أصول أفريقية ولاتينية وعربية بفارق كبير عكس كافة استطلاعات الرأى بطريقة هوليوودية.
الترحيب العربى والدولى بعودة ترامب هو تمسك حقيقى بالأمل فى إعادة استقرار بؤر الصراع الملتهبة فى العالم، والتى باتت تهدد السلم والأمن العالمى، وله انعكاسات اقتصادية خطيرة بالطبع على كافة دول العالم، ويراهن الجميع على قدرة ترامب على عقد الصفقات السياسية والاقتصادية، والتى ربما تمهد الطريق لعالم أكثر استقرارا فى خلال السنوات القادمة.
وبالطبع، ونحن جزء من العالم وجزء من أحد مناطق الصراع الدولية الملتهبة فى فلسطين ولبنان والسودان والعراق وسوريا واليمن، ينظر الجميع باهتمام إلى مستقبل العلاقات الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط، ويحذونا الأمل الكبير فى استقرار منطقة الشرق الأوسط ودفع كافة الجهود السياسية الدولية، وخاصة المصرية –الأمريكية، من أجل شرق أوسط أكثر هدوءا ووقف الصراعات ومحاولة تحقيق السلام المفقود فى المنطقة، وبالقطع تأتى فلسطين وغزة فى بؤرة الاهتمامات وتعد هى حجر الزاوية لأية حلول مستقبلية فى المنطقة.
وفى ظل التقارب المصرى الأمريكى المتوقع تحت إدارة ترامب يأمل الجميع أن تنجح الجهود والرؤى المشتركة فى حلول دائمة يتمثل جوهرها فى حل الدولتين، وحق أشقائنا فى فلسطين فى دولة مستقرة بعد سنوات من المعاناة والشتات والتاريخى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة