الصراع العالمي الحالي يجسد مواجهة كبرى بين التوجهات الوطنية القومية وأجندات العولمة المتطرفة التي تروج لها تيارات اليسار الراديكالي. ففي قلب هذا النزاع، نجد أن العولمة لا تسعى فقط إلى فتح الأسواق والحدود، بل تنحو نحو تحويل البشرية إلى كتل مادّية تحركها الرغبات الغريزية الأساسية، مثل الأكل والجنس، مما يؤدي إلى طمس القيم المجتمعية والثقافية وتدمير التراث الإنساني.
أما القومية، رغم تماسكها بالحفاظ على الهوية والسيادة، قد تتجه في بعض الأحيان نحو الشيفونية، مما يعقد الصورة ويزيد من ضبابية الصراع. ولكن هذا الانحراف لا يقلل من أهمية المشروع الوطني، الذي يهدف إلى تأمين استقلالية الدول وتعزيز سيادتها، ما يمكنها من التوسع الإقليمي والدولي بثقة.
هذا الصراع تجسده بوضوح المنافسة الدائرة على البيت الأبيض بين كامالا هاريس ودونالد ترامب، حيث يعكس هذا التنافس رؤيتين متناقضتين للعالم، واحدة تعتمد على القومية والأخرى تتبنى العولمة المتطرفة.
في هذا الإطار، أدركت القيادة المصرية، بزعامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ اليوم الأول أهمية امتلاك مشروع قومي إقليمي يعزز الاستقرار الإقليمي ويضمن حضورًا قويًا لمصر على الساحة الدولية. وقد تجلى ذلك عبر أدوار محورية لعبتها مصر في القضايا الإقليمية والدولية، مما جعلها محورًا أساسيًا في توازن القوى، وجعل القوى العظمى تتابع باهتمام خطواتها.
لذا، تبقى الدولة التي تمتلك مشروعًا قوميًّا واضحًا ومحدد الأهداف هي القادرة على الصمود والتطور في ظل عالم متغير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة