عادل السنهورى

قراءة فى فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية.. العالم فى الانتظار

الخميس، 07 نوفمبر 2024 05:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

التوقعات منذ البداية والترشيحات كانت تصب لصالح المرشح الجمهورى رجل الأعمال دونالد ترامب صاحب الـ78 عاما على حساب مرشحة الحزب الديمقراطى نائب الرئيس الحالى المنسحب جو بايدن والمدعية العام السابقة لولاية كاليفورنيا كامالا هاريس -60 عاما- ذات الأصول الهندية.

فاز الأكثر خبرة فى السياسة وفى العملية الانتخابية وحقق حزبه الجمهورى انتصارا كاسحا فى الرئاسة وفى مجلس الشيوخ والنواب ونال التصويت الشعبى وتسبب فى هزيمة مدوية للديمقراطيين فى معقل ولاياتهم.

السيدة هاريس وجدت نفسها فجأة على مسرح الأحداث وفى بؤرة الاهتمام فى محاولة لإنقاذ سمعة الحزب الديمقراطى المتدهورة نتيجة لأداء رئيس باهت وتراكم مشكلات الداخل التى تعنى الكثير للشعب الأمريكي، خاصة الأزمات الاقتصادية. ربما قلة الخبرة وعدم الدراية الكافية بالملفات الأكثر الحاحا للناخب الأمريكى التى أجاد التعبير عنها ومخاطبة الشعب الأمريكى بالخطاب الذى يستثير اهتمامه وتركيزه المرشح الجمهورى دونالد ترامب.

هاريس ليست الشخصية السياسية صاحبة " الكاريزما" الطاغية للتأثير على مكونات المجتمع الأمريكى المعقدة وبالتالى مجابهة ومواجهه مرشح- اتفقنا أو اختلفنا عليه- يتمتع بقدرة خارقة فى مخاطبة الجماهير بخبرته ونفوذه وأمواله وتراكمت خبراته فى خوض الانتخابات الأخيرة وعرف من "أين تؤكل الكتف" وكيف يفوز بخطاب يدغدغ مشاعر الأمريكيين بالتركيز على الملف الاقتصادى الذى يهم أولا وأخيرا المواطن الأمريكى بفئاته وشرائحه الاجتماعية والعرقية المختلفة.

استطلاعات الرأى المتتالية كشفت أن هناك نسبة كبيرة من الناخبين تثق فى خبرة ترامب ومعرفته ودرايته بالملف الاقتصادى أكثر من هاريس . لذلك وتلك مفاجأة فى الانتخابات الأمريكية، صوت الناخبون من ذوى الأصول الإسبانية وجماعات عرقة أخرى لصالح الجمهوريين على عكس توقعات الديمقراطيين لأسباب تتعلق بالوضع الاقتصادى والتضخم والأسعار والوظائف. وهى خسارة فادحة لأصوات هؤلاء فوفقا للإحصاءات فقد فازت كامالا هاريس بأصوات ذوى الأصول الاسبانية واللاتينية بفارق 8 بالمائة فقط عن الحزب الجمهورى فيما فاز بايدن بفارق أكثر من 30 بالمائة فى الانتخابات الماضية عام 2020.

ومن تابع وراقب مجريات الانتخابات الأمريكية يكتشف أن تصويتا عقابيا جرى من الكتلة الشبابية للناخبين ضد هاريس والحزب الديمقراطى لسوء الأداء من " عواجيز الحزب" خلال أربع سنوات ماضية، علاوة على عدم اقتناع الشباب بقدرة المرشحة الرئاسية على إدارة الملفات الصعبة فى المرحلة المقبلة وفى مقدمتها الملف الاقتصادى.

هناك عامل آخر وسبب رئيسي فى الفوز الكاسح لترامب والحزب الجمهورى غير الملف الاقتصادى وأصوات الشباب وهو السبب الذى يزيح النقاب عن المسكوت عنه فى الانتخابات الأمريكية وهو الأصولية الدينية والاجتماعية المترسخة فى المجتمع الأمريكى والثقافة المحافظة والعادات والتقاليد لنسبة ليست هينة داخل هذا المجتمع والتى تميل للرجل وتثبت مرارا أن المجتمع الأمريكى ليس مؤهلا أو متقبلا فكرة انتخاب امرأة لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وقد رفض فى انتخابات 2016 اختيار السيدة هيلارى كلينتون صاحبة الخبرة السياسية الواسعة والتى كانت تتمتع بشعبية كبيرة. وتمكن ترامب من تكثيف خطابه وحملاته الى الناخب فى المقاطعات الريفية بالولايات الكبرى الرئيسية حتى فى بنسلفانيا التى كان يراهن عليها الديمقراطيون، وحسب إحصاءات المشاركة السياسية فى الانتخابات الأمريكية الحالية فقد ارتفعت نسبة المشاركة الريفية الى أكثر من 70 بالمائة وحصل الحزب والمرشح الجمهورى على النسبة الأكبر بل تكاد تكون النسبة المطلقة والتى تجاوزت الـ65 بالمائة لصالح دونالد ترامب مقابل 35 بالمائة لصالح كامالا هاريس.

الذكاء والدهاء الجمهورى ممثلا فى ترامب نجح فى مخاطبة العادات والتقاليد ومخاطبة الثقافة المحافظة للمناطق الريفية والتى يشكل الأغلبية فيها أصحاب الأصول الاسبانية والبيض واللاتينيين والذين مازالت ثقافتهم ترفض انتخاب سيدة كرئيسة للولايات المتحدة الأمريكية، فما بالك أيضا لوكانت غير بيضاء ومن أصول هندية. كما حصل ترامب أيضا على نسبة كبيرة من تصويت الناخبين ذوى الأصول الافريقية فى عدة ولايات رئيسية ومنها بنسلفانيا فقد زادت نسبة التصويت له من الناخبين ذوى الأصول الافريقية فى الانتخابات الأخيرة بنسبة 20 بالمائة مقابل 12 بالمائة فقط فى انتخابات 2020 التى فاز بها المرشح الديمقراطى جو بايدن.

فهل نجحت الأصولية الدينية والاجتماعية فى عقاب وهزيمة هاريس..؟

مؤشرات وإحصاءات تشير إلى ذلك الاحتمال القوى، وتكشف أن أكثر من 80 بالمائة من الأصوليين المتدنيين شكلوا الكتلة التصويتية الأكبر للجمهوريين ولدونالد ترامب سواء من اليهود والمسلمين التيارات المسيحية المتعددة داخل المجتمع الأمريكي.

عموما الأسباب المتعددة والوعود الكثيرة التى أطلقها ترامب كانت وراء الفوز الكاسح بكل شيء هذه المرة ..والشعب الأمريكى والعالم أجمع سوف ينتظر حتى يوم 20 يناير المقبل – يوم تنصيب ترامب الرئيس الـ47 - ليرى كيف سيتعامل ترامب مع الملفات الضخمة والمعقدة داخليا والملفات الصعبة والقلقة خارجيا. فقد وعود بإيقاف الحرب فى أوكرانيا وغزة، ووعد بحل كافة الأزمات الاقتصادية داخليا. العالم الآن من أقصاه إلى أقصاه فى انتظار ترامب وعصره الجديد.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة