لا يزال القدماء المصريين يبهرون العالم بالاكتشافات الجديدة التي تخرج من قلب جبانة العساسيف الشهيرة في جبل القرنة غرب محافظة الأقصر، والتي تخرج دائماً المفاجآت للعالم أجمع، كانت آخرها اكتشاف أول مقبرة من عصر الدولة الوسطى مما يضيف دلائل تاريخية جديدة لهذه الجبانة، حيث تقع جبانة العساسيف على الضفة الغربية للنيل بالطريق المؤدى إلى الدير البحرى وإلى جنوب جبانة ذراع أبو النجا ضمن مجموعة جبانة طيبة.
وفى هذا الصدد أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على أهمية هذا الكشف حيث إنه سيغير من تاريخ جبانة العساسيف ويجعلها ضمن الجبانة الكبرى للدولة الوسطي في طيبة، كما إنه سيساهم في فهم الممارسات وطقوس الدفن في جبانة طيبة خلال الدولة الوسطى، فهى مقبرة من عصر الدولة الوسطى عثر بها على العديد من الدفنات أثناء اعمال رفع الرديم في الجانب الجنوبي من الاسوار لمقبرة كاربسكن من الأسرة الخامسة والعشرين (TT 391) موسم 2023-24.
ويضيف الدكتور محمد إسماعيل لدى حضوره فعاليات مؤتمر علمى للبعثة المصرية الأمريكية في متحف التحنيط بكورنيش النيل في الأقصر، إنه تعتبر هذه المقبرة هي أول مقبرة من عصر الدولة الوسطى وجدت في المنطقة، من بين الاكتشافات القلائد الجميلة والتمائم والأساور والأذرع وخواتم الجعران والأحزمة المصنوعة من الأحجار الكريمة والعقيق والقيشاني الأزرق والأخضر، وتشمل التمائم رؤوس فرس النهر ، والصقور ، وتمائم البا ، وعيون الواجت واشكال أخرى.، حيث أن المقبرة تضررت الدفنات بشكل كبير بسبب الفيضانات التي دمرت خشب التوابيت، عثر أيضاً على مرايا نحاسية بمقابض مصنوع من العاج منحوتة بأناقة، تم العثور على إحدى المرايا بمقبض على هيئه عمود لوتيفورم ، بينما الثانية تصميما نادر لحتحور ذات أربعة وجوه تقدمها كامرأة ذات ملامح صارمة، واكتشاف اخر مهم هو تمثال خصوبة مصنوع من القيشاني باللون الأخضر والأزرق مع أرجل مقطوعة. إنه مصمم بشكل جيد ومزين ، شعرها القصير مطلي باللون الأسود. الرأس مثقوب بثقوب مرتبة في ثلاثة أقسام. كانت الثقوب مخصصة لربط "الشعر".
والتقى "تليفزيون اليوم السابع" مع الدكتور محمد عبد البديع رئيس الإدارة المركزية لمنطقة آثار مصر العليا، والذي كشف عن تفاصيل نجاحات البعثة المصرية الأمريكية في جبانة العساسيف، والتي نجحت في اكتشفت أول مقبرة من عصر الدولة الوسطى بها العديد من الدفنات المغلقة، والتي لم تفتح من قبل لرجال ونساء وأطفال، بالإضافة إلى مجموعة من اللقى الأثرية الفريدة، وذلك أثناء أعمال التنظيف الأثري للرديم في الجزء الجنوبي من سطح مقبرة كاراباسكن (TT 391) من الأسرة الـ 25 والموجودة بجبانة العساسيف.
وأكد الدكتور محمد عبد البديع لـ"اليوم السابع"، إنه من المعروف منذ آلاف السنين أن محافظة الأقصر قلب الحضارة المصرية القديمة وأكبر تجمع للآثار في العالم، حيث إن القدماء قاموا في الغرب بعمل جبانة البر الغربى بمدينة القرنة، حيث كانت توجد دول قديمة ووسطى وحديثة وعصر يونانى رومانى، موضحاً أن جبانة العساسيف في جبل القرنة جزء من جبانة البر الغربى والتي تعتبر من الأسرة 26 بالعصر المتأخر، وبها المقابر التي تعمل داخلها البعثة المصرية الأمريكية بقيادة الدكتورة إلينا بيتشكوفا، فهى في الأساس بعثة للترميم وليست للإكتشافات.
وأوضح رئيس الإدارة المركزية لمنطقة آثار مصر العليا، إنه يتم تنظيم مؤتمر علمى دورى كل 4 سنوات لعرض نجاحات البعثة المصرية الأمريكية في جبانة العساسيف بلقاءات علمية باللغات المختلفة بجانب أوراث بحثية هامة تخرج من المؤتمر، وكذلك زيارات ميدانية لتلك المقابر التي تم العمل فيها، مؤكداً على أهمية إطلاع العالم أجمع على أهمية وقيمة الإكتشافات فرسالة المجلس الأعلى للآثار في الأساس رسالة علمية وليست تطمح للربح فقط، حيث إنه داخل المقبرة تم العثور على 11 دفنة تضم هياكل عظمية لرجال ونساء وأطفال مما يشير إلى أنها مقبرة عائلية كانت تستخدم لعدة أجيال خلال الأسرة الثانية عشر وبداية الأسرة الثالثة عشر، بالإضافة إلى الكشف عن العديد من المجوهرات الفريدة في دفنات النساء ومجموعة من اللقى والأثرية والتي من المرجح أن جميعها ترجع إلى أوائل الأسرة الثانية عشر.
وأضاف الدكتور محمد عبد البديع رئيس الإدارة المركزية لمنطقة آثار مصر العليا، إن معظم هذه الدفنات تعرضت لأضرار كبيرة بسبب الفيضانات التي دمرت أخشاب التوابيت وأقمشة الكتان المغلفة، ولكنه تم الحفاظ على العديد من محتويات الدفن المصنوعة من مواد أقل تعرضًا للتلف، وعُثر عليها في موقعها الأصلي بين بقايا الهياكل العظمية.
فيما كشف أحمد بدر مدير معبد الأقصر، أن مقبرة SACP 40 هي عبارة عن أحد عشر دفنه وضعت معظم الجثث جنبا إلى جنب في توابيت خشبية موجهة من الشمال إلى الجنوب .
تعرفت الدكتورة عفاف وهبة على الهياكل العظمية لخمس نساء ورجلين وثلاثة أطفال. تم العثور على تجمعات في الدفنات 2 و 4 و 6 و 8 و 9 و 10. تم العثور على معظم المجوهرات في دفنات الإناث. لم يكن لدى الأطفال وأحد الرجال أي اساس جنائزى، لذلك ، فإن القلادة الموجودة على الرجل من الدفن 9 لها أهمية خاصة. يتكون من 40 حبة كروية من القيشاني مفصولة بخرز أسطواني واحد مع حبتين من العقيق يحيط بتميمة رأس فرس النهر على الظهر.
ويضيف أحمد بدر، أنه يسمح تصنيف بعض الأشياء التي تم العثور عليها بتأريخ المدافن الأصلية إلى أوائل عصر الأسرة 12. يجب أن يكون هذه المقبرة العائلية قد استخدم لعدة أجيال خلال عصر الاسرة 12 وبداية الأسرات ال 13، مؤكداً إن اكتشاف أول مقبرة للدولة الوسطى في مقابرة جنوب العساسيف يغير تاريخها ، ويضع جنوب العساسيف داخل مقبرة طيبة في الدولة الوسطى المترامية الأطراف.
فيما كشفت الدكتورة إيلينا بتشكوفا مدير مشروع حفظ جبانة جنوب العساسيف، أنه تم العثور داخل أثنين من هذه الدفنات على مرايا من النحاس أحدهم ذات مقبض على شكل زهرة اللوتس، وأخرى بتصميم نادر لوجه الإلهة حتحور بأربعة وجوه تظهرها كامرأة ذات ملامح صارمة، بالإضافة إلى عدد من سبائك النحاس، وتمثال صغير للخصوبة من حجر الفاينس الأزرق والأخضر وله أرجل مقطوعة، مصمم بشكل جيد ومزين بمجموعة متنوعة من المجوهرات، وشعرها مطلي باللون الأسود، وقد عُثر بجوار التمثال الصغير على ما يقرب من 4000 خرزة طينية تشكل شعرها الأصلي. كما عثر على مائدة قرابين مربعة الشكل مع حافة منخفضة وقناة مياه في المنتصف محاطة بنقوش بارزة لرأس ثور ورغيف خبز وقرابين أخرى.
وأكدت الدكتورة إيلينا بتشكوفا، على إنه يساهم هذا الاكتشاف المهم في فهمنا لممارسات وطقوس الدفن في مقبرة طيبة في عصر الدولة الوسطى بالإضافة إلى تقديم مجموعة جميلة من المجوهرات المصنوعة بشكل رائع والمحفوظة جيدا في الموقع،حيث سيؤدي المزيد من الاستكشاف لدفنات الدولة الوسطى في مقابرة جنوب العساسيف إلى تقدم بحثنا المستمر حول تأثيرات الدولة الوسطى بشكل كبير على الفن والطقوس الجنائزية للأسرة الخامسة والعشرين.
ومن جانبه قاد الدكتور عبد الغفار وجدي مدير عام الإدارة العامة للآثار المصرية واليونانية والرومانية بمحافظة الأقصر، جولة وزيارة لأعمال البعثة المصرية الإنجليزية المشتركة فى وادى( C ) بمنطقة الوديان الغربية، حيث تفقد خلالها أعمال البعثة من حفائر وأعمال وترميم في المنطقة.
كما قام الدكتور عبد الغفار وجدي، بعمل زيارة لأعمال البعثة المصرية الأمريكية المشتركة فى منطقة العساسيف الأثرية، لمتابعة مشروع ترميم مقابر جنوب العساسيف رقم 223 كارك آمون و390 آنتى يارو، و391 كاربا سكسن Karabasken TT391- Karakhamun TT 223 - Irtieru TT 390)، وقد قامت الدكتورة Elena pischikova مسئولة البعثة بشرح مفصل عن أعمال البعثة، كما قام أيضا بزيارة معبد هابو فى المنطقة الجنوبية.
إكتشافات ونجاحات البعثة المصرية الأمريكية في جبانة العساسيف
الأقصر تستضيف مؤتمر علمى للبعثة المصرية الأمريكية
المقبرة أخرجت مجموعة من اللقى الأثرية الفريدة
جانب من القطع المكتشفة فى المقبرة
جانب من اللقى الفريدة المكتشفة بالمقبرة
جانب من عرض الإكتشافات الأثرية فى الأقصر
جانب من فعاليات المؤتمر فى كورنيش النيل بالأقصر
حضور مؤتمر علمى للبعثة المصرية الأمريكية حول الإكتشافات
شرح الدكتور محمد عبد البديع لتفاصيل المؤتمر
عمل البعثة المصرية الإنجليزية والأمريكية في مقابر العساسيف والوديان الغربية
لقى أثرية فريدة مكتشفة من مقبرة جبانة العساسيف
متابعة عمل البعثة المصرية الإنجليزية والأمريكية في مقابر العساسيف والوديان الغربية
مسئولي آثار الأقصر يتابعون عمل البعثة المصرية الإنجليزية والأمريكية بالبر الغربى
مسئولي آثار الأقصر يتابعون عمل البعثة المصرية الإنجليزية والأمريكية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة