قال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، إن تقديم تنازلات للكرملين لوقف الحرب على بلاده هو بمثابة "الإقدام على الانتحار" بالنسبة لأوروبا، يتزامن ذلك مع قيام عشرات المسيرات الروسية باستهداف كييف ومقتل 4 بهجوم آخر على زاباروجيا بشرق أوكرانيا.
ووجه زيلينكسى خلال اجتماع لقادة الاتحاد الأوروبى فى العاصمة المجرية بوادبست نقدا لاذعا لمن يضغطون عليه للرضوخ لما اعتبرها شروط روسيا لوقف الحرب.
وقال، بحسب نسخة من الخطاب الذى ألقاه حصلت عليها وكالة الصحافة الفرنسية "دار الكثير من الكلام حول الحاجة إلى التنازل (للرئيس الروسى فلاديمير) بوتين والتراجع والقيام ببعض المساومات. لكن ذلك غير مقبول لأوكرانيا والأمر أشبه بالإقدام على الانتحار بالنسبة إلى أوروبا".
وهاجم زيلينسكى بعض القادة الأوروبيين الذين لم يسمّهم لدفعهم أوكرانيا "بشدّة" إلى إجراء مساومات، وقال "نحن بحاجة إلى عدد كاف من الأسلحة وليس إلى دعم نظرى بالأقوال. ومعانقة بوتين لن تجدي. فالبعض منكم يعانقه منذ 20 عاما، فى حين ما انفكّ الوضع يتفاقم".
وفى وقت سابق الخميس، طالب رئيس مجلس الأمن الروسى سيرجى شويجو، حلفاء كييف بالدخول فى مفاوضات مع موسكو إذا أرادوا وقف الهجمات على الأوكرانيين، فى أول تعليقات لمسؤول روسى منذ إعلان دونالد ترامب فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية.
وقال شويجو خلال اجتماع لتحالف عسكرى من الدول السوفياتية السابقة "الآن بما أن الوضع فى ساحة المعارك ليس مواتيا لنظام كييف، أصبح لدى الغرب خياران: مواصلة تمويله (أوكرانيا) وتدمير الشعب الأوكرانى أو الاعتراف بالواقع الراهن وبدء التفاوض".
وتخشى أوكرانيا وغيرها من الدول الغربية أن تؤدّى أى تسوية إلى تشديد عزم بوتين وتوسيع الحرب.
وفى أعقاب فوز ترامب بالرئاسة كثفت كييف جهودها لزيادة الضغوطات على حلفائها للحصول على مزيد من الدعم فى حربها ضدّ روسيا، وذلك أن ترامب طالما تباهى بقدرته على إنهاء النزاع الدائر فى أوكرانيا خلال ساعات كما كان ينتقد الدعم الأميركى المقدّم إلى كييف.
على الصعيد الميداني، استهدفت عشرات الطائرات الروسية المسيرة العاصمة كييف فى هجوم ليلى استغرق 8 ساعات، حسبما ذكرت السلطات اليوم الخميس، حيث واصلت روسيا قصفها المتواصل لأوكرانيا بعد نحو ألف يوم من الحرب.
وقال المسؤولون إن القوات الروسية أطلقت طائرات مسيرة دخلت المجال الجوى الأوكرانى من اتجاهات مختلفة وعلى ارتفاعات مختلفة، فى محاولة واضحة لإثارة قلق سكان المدينة.
وقالت السلطات المحلية إن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 30 مسيرة، لكن الحطام المتساقط تسبب فى إلحاق أضرار بمستشفى ومبان سكنية ومكتبية فى العاصمة.
كما قال مسؤولون أوكرانيون إن 4 أشخاص قتلوا وأصيب 18 آخرون فى هجوم بقنبلة روسية موجهة على مدينة زاباروجيا بجنوب شرق أوكرانيا؛ دمّرت أيضا منازل وألحقت أضرارا بمركز لعلاج الأورام.
وصرح حاكم منطقة زاباروجيا، إيفان فيدوروف، على تطبيق تليغرام أن روسيا شنت 5 ضربات على المدينة، مضيفا أن من بين المصابين 3 أطفال إلى جانب شخصين فى حالة خطيرة.
من ناحية أخرى، أوردت تقارير إعلامية أوكرانية أن سلطات منطقة دونيتسك تستعدّ للإعلان عن الإخلاء الإلزامى لـ7 بلدات إضافية فى المنطقة التى أعلنها الكرملين جزءا من روسيا فى 2022.
كما ألحقت الهجمات بالمسيّرات التى أطلقتها روسيا ليلا أضرارا بمبان فى مدينة أوديسا الجنوبية المطلّة على البحر الأسود.
وأعلنت الإدارة العسكرية أنها أسقطت 74 مسيّرة روسية فى 11 منطقة مختلفة من أصل 106 مسيّرات أطلقت باتّجاه أوكرانيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة