سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 9 نوفمبر 1967.. أم كلثوم تغادر القاهرة إلى باريس لإحياء حفلتين لصالح المجهود الحربى وحشد من الصحفيين الفرنسيين فى انتظارها بمطار لوبورجيه

السبت، 09 نوفمبر 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 9 نوفمبر 1967.. أم كلثوم تغادر القاهرة إلى باريس لإحياء حفلتين لصالح المجهود الحربى وحشد من الصحفيين الفرنسيين فى انتظارها بمطار لوبورجيه أم كلثوم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كانت الساعة السابعة مساء 9 نوفمبر، مثل هذا اليوم، 1967 حين أقلعت طائرة شركة «الطيران العربية» وعلى متنها سيدة الغناء العربى أم كلثوم متجهة إلى فرنسا، وفقا لجريدة الأهرام فى عددها يوم 10 نوفمبر 1967.


كان سفر أم كلثوم لإحياء حفلتين على مسرح «أولمبيا» فى باريس، وذلك ضمن مشروعها بإحياء حفلات فى مصر وخارجها لدعم المجهود الحربى والذى أطلقته بعد هزيمة 5 يونيو 1967، وتذكر «الأهرام» أن مضيفة شركة الطيران العربية أعلنت قيام طائرة أم كلثوم وعلى ركابها الاستعداد للتوجه إلى الطائرة، وتوضح «الأهرام» أن النداء الذى أعلنته المضيفة على خلاف العادة حيث تعلن فى كل مرة قيام طائرة شركة الطيران العربية برحلتها رقم 517 المتجهة إلى باريس.


تضيف «الأهرام» أن أم كلثوم حملت معها 6 حقائب، وجلست فى أول مقعد فى الطائرة، وهذا المقعد تعودت أن تجلس فيه عندما تركب أى طائرة، وقبل أن تغادر أرض المطار وقعت بإمضائها على 40 أسطوانة تحمل أغنية «انت عمرى»، كما وقعت على 40 صورة، وأنها ستهدى الأسطوانات والصور إلى الركاب الذين سافروا معها على نفس الطائرة، وذكرت «الأهرام» أن أم كلثوم زارت السوق الحرة بالمطار، واتفقت مع مدير المطار يحيى الشناوى على أن يخصص جزءا من المنطقة الحرة لبيع منتجات سيدات «هيئة التجمع الوطنى للمرأة المصرية»، بدءا من يوم 13 نوفمبر 1967، وكان مقررا أن تباع تلك المنتجات بالعملة الصعبة، ويذهب إيرادها لصندوق المجهود الحربى.


يرصد الكاتب والباحث كريم جمال فى كتابه «أم كلثوم وسنوات المجهود الحربى»، وقائع هذه الرحلة، قائلا، إن أم كلثوم قالت للصحفيين الذين التفوا حولها قبل صعودها إلى الطائرة: «سألبى جميع رغبات المواطنين العرب المقيمين فى باريس حتى لو غنيت أكثر من ثلاث وصلات فى الحفلة الواحدة»، ويضيف «جمال» أنه كانت ترافقها بعثة إعلامية لتغطية الرحلة إذاعيا وتليفزيونيا وصحفيا على رأسها، الإذاعى جلال معوض كبير المذيعين، والإعلامية سلوى حجازى التى كلفت بتغطية الرحلة تليفزيونيا تحت إشراف المخرج التليفزيونى روبير صايغ والمصور سعيد بكر، كما رافقها صحفيون من مؤسسات صحفية مختلفة أهمهما، جلال الجويلى عن مؤسسة «الأهرام»، والصحفية المصرية ذات الأصول الكردية درية عونى عن «دار الهلال».


نشرت «الأهرام» فى عددها يوم 11 نوفمبر 1967 كيف وصلت أم كلثوم إلى باريس، قائلة إنها وصلت وبرفقتها وفدها المرافق إلى مطار «لوبورجيه» فى الساعة الحادية عشرة من مساء يوم الخميس 9 نوفمبر حسب توقيت فرنسا - منتصف الليل فى القاهرة - بعد رحلة استغرقت خمس ساعات متواصلة من القاهرة، وكان من المفترض أن تهبط الطائرة فى مطار «روما» لكن برج المراقبة فى المطار أبلغ قائد الطائرة عدم إمكان الهبوط فى المطار الذى يغطيه الضباب الكثيف، ما جعل برج روما يطلب إلى قائد الطائرة الهبوط فى مطار «زيورخ»، أو مطار «جنيف» إذا كان من الضرورى أن يهبط، لكن قائد الطائرة قرر تغيير اتجاهه إلى مطار «لوبورجيه» الفرنسى بعدما استطلع رأى أم كلثوم.


كانت هذه الرسالة الصحفية المنشورة بالأهرام فى اليوم التالى لوصول أم كلثوم، ووفقا لكريم جمال فإنها لكنها تخالف تماما ما ذكره «كوكاتريكس» مدير مسرح «أولمبيا» فى حديث إذاعى لأحد البرامج فى الإذاعة الفرنسية، ففى حديثه قال إن أم كلثوم هى التى اشترطت أن تنزل فى أحد المطارات الصغيرة والنائية عن باريس، وأن ذلك الشرط وضعه فى موقف شديد الصعوبة، فقد وجد نفسه مطالبا أن يسابق الزمن حتى يحصل على التراخيص اللازمة فى مطار «لوبورجيه» الذى يبعد مسافة 11 كيلومترا عن شمال شرق باريس، وبصعوبة بالغة استطاع أن يجمع فريقا إعلاميا من التليفزيون الفرنسى لتصوير لحظة وصول أم كلثوم، لعل ذلك يفلح فى إقناع العرب فى باريس بحقيقة زيارتها والغناء على خشبة أحد مسارحها.


يضيف «جمال»: «رغم أن الوقت كان متأخرا، فقد وجد العاملون فى مطار «لوبورجيه» الهادئ فجأة ودون سابق إنذار حركة غير عادية فى ساحات المطار، عشرات الصحفيين يدخلون إلى المطار، كاميرات التليفزيون الفرنسى تثبت فى صالة المطار الرئيسية، ومئات الوجوه السمر، التى توحى بأنها عربية تدخل من بوابات الصالة وهى تحمل باقات الزهور، وقبل وصول الجميع كان الدكتور على السمان قد وصل إلى المطار، بعدما طلبت إليه السفارة المصرية فى فرنسا مرافقة السيدة أم كلثوم طوال رحلتها، والقيام بمهمة الترجمة وتسهيل التواصل بينها وبين الفرنسيين».


فوجئت أم كلثوم بالحشد الذى كان فى انتظارها، ونظرا لعدد الصحفيين الكبير، طلب الجميع إلى الدكتور على السمان أن يستأذنها فى عقد مؤتمر صحفى سريع بصالة المطار، على أن يعقد مؤتمرا آخر فى اليوم التالى، ووافقت، وجلست تجيب عن الأسئلة فى مواجهة الكاميرات والميكرفونات، وتولى على السمان الترجمة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة