تواصل ميليشيا الدعم السريع، استهداف المدنيين العزل، وسط حرب حولت السودان لبلد منكوب، وتركت الملايين فى حالة نزوح مستمرة، وفى احتياج دائم وأساسى للمساعدة، ولا تجد ميليشيا الجنجويد غضاضة فى استهداف المستشفيات، ومخيمات النازحين، الذى وقعت فريسة لهجمات الميليشيا المسلحة.
وفى هذا السياق، كشفت شبكة أطباء السودان، عن استمرار استهداف الدعم السريع للمرافق الطبية والمستشفيات بولاية شمال دارفور، إذ نفذ الدعم السريع قصفا صاروخيا على مستشفى بمدينة الفاشر بأربعة صواريخ، مما أدى إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة 40 آخرين من المرافقين والمرضى.
وقالت شبكة أطباء السودان فى بيان، السبت :"استمرارا لاستهداف المرافق الطبية والمستشفيات بولاية شمال دارفور، نفذ الدعم السريع قصفا صاروخيا على مستشفى بمدينة الفاشر بأربعة صواريخ حارقة، مما أدى إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة 40 آخرين من المرافقين والمرضى فجر الجمعة، ليتم إجلاء المرضى لمواقع آمنة خارج موقع القصف حيث تستضيف المستشفى أعداد كبيرة من المرضى".
وأدان أطباء السودان، قصف المستشفى، ووصفته بأنه عمل جبان، يستهدف البنية التحتية للمرافق الطبية، مشيرة إلى توقف أغلبها بسبب القصف والتدمير الممنهج الذى لحق بها.
وتابعت الشبكة فى بيان :"تدعو الشبكة المنظمات الأممية والدولية لاتخاذ قرارات عاجلة لإيقاف استهداف الدعم السريع للمرافق الطبية والكوادر الطبية والمرضى وفتح مسارات إنسانية لإدخال الغذاء والدواء ورفع الحصار عن الآلاف من المدنيين والنازحين بمدينة الفاشر".
فيما هاجمت مليشيا الدعم السريع، الخميس، قرية "ود حسين الحلاويين" ريف الحوش بجنوب ولاية الجزيرة، حيث قصفت المليشيا القرية قبل أن تجتاحها، وتقتل 5 مواطنين بينهم اثنين قُتلا دهساً بعربة وهما مقيدين، وفقا لبيان من مؤتمر الجزيرة.
وفى سياق آخر، أعلنت غرفة طوارئ السوكى، عن مقتل 13 مدنيا جراء انفجار لغم بمنطقة جبل موية بولاية سنار جنوب شرق السودان، وكانت منطقة جبل موية الاستراتيجية، قد شهدت اشتباكات عنيفة بين القوات المسلحة السودانية، وعناصر الدعم السريع الأسابيع الماضية، إذ استطاع الجيش السيطرة على المنطقة، وهزيمة عناصر الدعم السريع وطردهم من المنطقة الهامة.
ومن جهته، كشف مسئول فى حكومة ولاية شمال دارفور، ارتفاع حصيلة القتلى منذ بدء القصف المدفعى الذى نفذته عناصر الدعم السريع، على مخيم زمزم للنازحين فى مدينة الفاشر وأجزاء أخرى من المدينة، فى شهر ديسمبر إلى 73 قتيلا. وكشف إبراهيم خاطر، مدير عام وزارة الصحة بولاية شمال دارفور، أن الاستهداف المدفعى لمخيم زمزم، ومناطق أخرى من مدينة الفاشر، تسبب فى وقوع 458 مصاب خلال شهر ديسمبر الجارى فقط، ومع بدء ديسمبر الجارى، نفذت ميليشيا الدعم السريع هجمات متلاحقة بالمدفعية على المخيم، الذى يأوى أكثر من مليون نازح.
وأكد خاطر، أن عدد الإصابات فى المخيم وحده، بلغت 376 إصابة، منهم 261 رجل، و115 إصابة وسط النساء، مشيرا إلى أن عدد القتلى فى المخيم فقط، 57 قتيلا، بينهم 30 رجل، و27 سيدة، و15 طفلا، وذلك خلال الفترة من 3 إلى 11 ديسمبر.
وأشار إلى ضحايا هجوم الخميس، على الفاشر، بلغ 16 قتيلا، و70 إصابة، وأن عدد الإصابات فى مركز إيواء الثورة 46 إصابة، وأقر بوجود تحديات متمثلة فى النقص الحاد فى الأدوية والمستلزمات الطبية، والكادر الطبى، موضحا أن ارتفاع أسعار الوقود المستخدم فى تشغيل المولدات فى المستشفيات تسبب فى أزمة، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
ومن جهة أخرى، قصفت مدفعية الجيش السودانى، السبت، تمركزات ميليشيا الدعم السريع فى الخرطوم بحرى، وفقا لوسائل إعلام سودانية.
ويعانى النازحون السودانيون، من تدهور الأوضاع فيما يخص الأمن الغذائى، إذ حذّر المجلس النرويجى للاجئين، من أن أكثر من ثلثى الأسر النازحة فى شرق السودان لا تستطيع توفير ما يكفى من الغذاء، ودعا المجتمع الدولى للتحرك، لمساعدة المجتمعات التى وصفها بأنها على شفا الانهيار.
وقال المجلس، فى تقرير يستند إلى دراسات استقصائية أجريت على أكثر من 8600 أسرة فى 6 ولايات بشرق السودان، أن 70% من الأسر النازحة و56% من الأسر المضيفة غير قادرين على توفير ما يكفى من الغذاء بسبب ارتفاع الأسعار وفقدان مصادر الدخل، وفقا لصحيفة المشهد السودانى.