فى ظل ما يحدث فى عالمنا العربى والأخطار التى تحاك ضد الدولية، ليس أمامنا إلا الانتصار فى معركة الوعى وسط هذه الاضطرابات والمخططات الخبيثة وتنافس القوى العظمى على السيطرة والهيمنة بما يخدم مصالحها حتى ولو نهبت وقتلت وشردت ودعمت كيانات مارقة يقودها مجرمو حروب، وما يحدث في غزة ليس ببعيد، حيث القتل وارتكاب جرائم الحرب، والتجويع والخناق من أجل التهجير، وتحقيق الفصل العنصرى والتطهير العرقى أمام أعين العالم كله، وبدعم من دول تتدعى الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.
لذا.. فإن الوعى ضرورة، والوطن خيارنا الوحيد للبقاء أحياء فى سطور التاريخ، فهو الماضى بقصص الأجداد وتاريخهم، وبعظمة وقوة الحضارة وشرفها، وهو الحاضر بإنجازاته واستقراره، وهو المستقبل بآماله وتطلعاته وبدونه نصبح تائهين فى صحراء دنيا بلا ماضٍ..
ونتذكر دائما، أن بناء الأوطان والحفاظ عليها ليست مسئولية الدولة ونظامها، وإنما هى مسئولية الجميع، فى القيام بحمايته داخليا من عبث العابثين من العملاء الذين يسعون إلى تدميره من الداخل والخارج، وكل ذلك لا يتأتى إلا بوجود الشعور بالمسئولية تجاه الوطن، لدى الجميع سواء إن كانوا حكام ومحكومين صغار وكبار أغنياء وفقراء.
فالأوطان من حولنا تُخترق وتُقسم وتُحْتَل وتتساقط كأوراق الخريف، لذا، نحتاج إلى تعميق فهمنا وتقوية ارتباطنا وانتمائنا لأوطاننا، وقد يقولُ البعض هذه سياسات لا علاقة لنا بها، فالرد عليه لن يشعر بالألم، ومرارة فراق الوطن إلا من اكتوى بنار الفقد والحرمان.. حفظ الله مصرنا الغالية