محمد المهدي: الاعتمادية "وباء اجتماعي" يؤثر على الصحة النفسية للأفراد

الأربعاء، 18 ديسمبر 2024 09:24 م
محمد المهدي: الاعتمادية "وباء اجتماعي" يؤثر على الصحة النفسية للأفراد محمد المهدي
كتب محمد شعلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، إن الاعتمادية في العلاقات أصبحت سلوكًا منتشرًا بشكل كبير بين الناس، لدرجة أنه أصبح يُسمى "وباء اجتماعي" بسبب تأثيره الواسع والمتزايد على المجتمع.

وأوضح أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن هذا السلوك قد يصل إلى درجة "الإدمان الاجتماعي"، حيث يشعر الشخص الذي يعاني من الاعتمادية بضرورة الارتباط بأشخاص آخرين أو أشياء معينة للحفاظ على استقراره النفسي، بل وقد يسعى إلى التحكم في البيئة المحيطة به لتأمين راحته النفسية.

وأكد أن جذور الاعتمادية ترجع إلى مرحلة الطفولة المبكرة، حيث يمر الإنسان بعدة مراحل من الاستقلال النفسي، وأي إعاقة في هذه المراحل قد تؤدي إلى نشوء شخصيات اعتمادية، لافتا إلى أنه في النصف الثاني من السنة الثانية من عمر الطفل، يبدأ الطفل في تعلم الاستقلالية من خلال محاولاته في الحركة والتفاعل مع محيطه، مثل تناول الطعام بنفسه أو اللعب بحرية، وإذا كانت الأسرة تدعمه وتعطيه الفرصة للقيام بتلك الأنشطة بنفسه، يعزز ذلك ثقته في نفسه ويشجعه على الاستقلال.

وأضاف أن هناك مرحلة أخرى مهمة تتعلق بتشكيل هوية الشخص، وهي مرحلة المراهقة، حيث يبدأ المراهق في السعي إلى الاستقلال واتخاذ القرارات الخاصة به، وهو أمر يجب أن يُشجع عليه ولا يُقمع، لأن هذه الفترة تُساهم في بناء الشخصية. أما في مرحلة منتصف العمر، فيبدأ الشخص في تحقيق الاستقلال المادي والاجتماعي، مما يعزز الحاجة لزيادة مساحته في اتخاذ قراراته بحرية.

وأوضح المهدي أن من أبرز أسباب ظهور الاعتمادية في العلاقات هي التنشئة الأسرية غير السليمة، مثل الأسر التي تُقيد استقلال الطفل أو المراهق، سواء من خلال الحماية الزائدة أو التدليل المفرط، مما يخلق فردًا غير قادر على اتخاذ قراراته أو التصرف بشكل مستقل، كما أن الأسر التي تُمارس العنف البدني أو اللفظي تساهم في تنمية شعور بالخوف وعدم الثقة بالنفس لدى الطفل، مما يترتب عليه في المستقبل سلوك اعتمادي مفرط.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة