نجوم أوكرانيا من المنتخبات إلى الجبهات.. والشباك تهتز بالدموع في لبنان
الرياضة تبكي على ضحايا الحرب فى فلسطين.. واقتصاد روسيا ينزف دمًا
أندية السودان تدفع ثمن الصراع.. وصقور الجديان الناجي يتحدى الصراعات
تأثير الحرب على الرياضة - صورة مولدة بالذكاء الإصطناعي
في ميادين الحروب لا تسقط فقط المباني ولا تنطفئ فقط الأنوار، بل تُخمد أيضًا أحلامٌ كانت تهتف بها الملاعب، وتصمت أهازيج الجماهير التي كانت تعانق السماء، هكذا تفعل الصراعات المسلحة، تقسو على الروح الإنسانية وتطال بشراستها عالم الرياضة، ذلك العالم الذي كان يومًا ملاذًا للوحدة والفرح والسلام.
في فلسطين، ترتفع أصوات الطفولة على أطلال ملاعب مدمرة، وفي لبنان دوت صافرات القصف على البلد الذي يحمل ذاكرة مثقلة بصراعات مزقت النسيج الرياضي، وفي روسيا وأوكرانيا مزقت الحرب شغف الرياضة وجعلت الملاعب ساحات انتظار للسلام، وصولًا إلى السودان، الذي يئن تحت وطأة الأزمات والحروب الأهلية، في كل هذه البلدان، تحولت الرياضة من رمز للأمل إلى شاهد على الألم.
مأساة الرياضة في ظل الحروب وثقتها الخسائر البشرية التي طالت الرياضيين، والدمار الذي أصاب البنية التحتية، وتراجع المنتخبات والأندية التي باتت فرصها في المنافسة على الألقاب الدولية ذكرى تلوح في الأفق البعيد، فوقعت الرياضة التي كانت حُلمًا جميلاً في فخ الصراعات، لتصبح قصتها مرآة أخرى لمآسي الإنسان.
وتترك الحروب آثارًا عميقة على مختلف جوانب الحياة، ولا تستثني قطاع الرياضة الذي يتأثر بشدة نتيجة النزاعات المسلحة وما تخلّفه من دمار وخسائر، في بلدان مثل فلسطين ولبنان وروسيا وأوكرانيا والسودان، تشكل الحروب عائقًا كبيرًا أمام تطور الرياضة واستمراريتها، حيث تنعكس هذه الأزمات على حياة الرياضيين والبنية التحتية والمشاركة في المنافسات الدولية.
هذا التحقيق يسعى إلى تسليط الضوء على الأثر المدمر للحروب على الرياضة في هذه البلدان، بدءًا من الخسائر البشرية التي طالت الرياضيين، إلى الدمار الذي أصاب المنشآت الرياضية، وصولاً إلى تراجع فرص الفرق الوطنية في المنافسة على الألقاب الدولية، مما يشكّل وجهًا آخر للألم الذي تجلبه النزاعات المسلحة.
تأثير الحرب على الرياضة - صورة مولدة بالذكاء الإصطناعي
اليوم السابع بحث ورصد في هذا التقرير المزود بالأرقام خسائر الرياضة في البلدان الخمسة المنكوبة بالحرب
الرياضة في فلسطين.. إبادة مُمنهجة
شهدت الرياضة الفلسطينية أزمة إنسانية غير مسبوقة نتيجة للعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، حيث تعرضت للدمار الشامل على مستوى البنية التحتية والكوادر الرياضية.
وأثارت هذه الجرائم استياءً واسعاً على الصعيد الدولي، ودفعت العديد من المنظمات الحقوقية والرياضية للمطالبة باستبعاد إسرائيل من الألعاب الأولمبية، نظراً لتناقض هذه الممارسات مع القيم الأولمبية.
أكد العديد من الرياضيين والناشطين الفلسطينيين أن هذه الجرائم تمثل إبادة ممنهجة للرياضة الفلسطينية، وأنها جزء من سياسة إسرائيل الهادفة إلى تدمير كل مقومات الحياة الفلسطينية، كما تواجه الرياضة الفلسطينية تحديات كبيرة في إعادة بناء نفسها، خاصة في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر ونقص الموارد.
يطالب الرياضيون والفلسطينيون المجتمع الدولي بتقديم الدعم اللازم لإعادة إعمار المنشآت الرياضية وتوفير الحماية للرياضيين، بالإضافة إلى الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني.
ملعب فلسطيني دمرته جرافات العدو الإسرائيلي
خسائر الرياضة من الحرب في فلسطين
• الضحايا
استشهاد أكثر من 400 رياضي:
245 لاعبا في كرة القدم
33 كشافة في هيئات رياضة
70 عضوا في الاتحادات
69 لاعبا أولمبيا
• المنشآت
تدمير 42 منشأة لكرة القدم
300 ملعب كرة قدم خماسي
22 ملعب سباحة
12 صالة رياضية مغطاة
28 مركز لياقة بدنية
• خسائر أخرى
توقف المسابقات المحلية
حرمان المنتخب من اللعب على أرضه
تراجع تصنيف منتخب فلسطين
ضياع فرصة التأهل من تصفيات آسيا
خسائر الرياضة من الحرب في فلسطين
لبنان.. آمال عريضة وأحلام مُدمرة
لطالما كانت كرة القدم ملاذاً آمناً للبنانيين، ففي خضم الأزمات المتلاحقة كانت الملاعب تشهد احتفالات وأحزاناً تجمع شتات الشعب، إلا أن الصراع الأخير مع إسرائيل جاء ليضيف جرحاً جديداً على جراح هذا القطاع الحيوي.
قبل اندلاع القتال، كانت كرة القدم اللبنانية تعاني من تحديات كبيرة، فالأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها البلد، خاصة بعد انفجار مرفأ بيروت، ترك آثاراً بالغة على الأندية واللاعبين، ومع ذلك، كان المنتخب الوطني قد خطا خطوات كبيرة، حيث بلغ الدور النهائي من تصفيات كأس العالم 2022، مما رفع من تطلعات الجماهير.
ولكن الأحداث الأخيرة قضت على هذه الآمال، وأعادت كرة القدم اللبنانية إلى نقطة الصفر، فبالإضافة إلى الدمار الذي لحق بالبنية التحتية الرياضية، توقفت جميع الأنشطة الرياضية، وتعرضت اللاعبات واللاعبون لخطر كبير.
بجانب تدمير البنية التحتية وتعطل مسيرة الرياضة وتهاطل القنابل على الملاعب، طال العدوان الرياضيين أيضا، والضحية الأبرز كانت سيلين حيدر التي طالها القصف الإسرائيلي بإصابات تهدد حياتها، بسبب شغفها بكرة القدم، ومازالت تقاتل من أجل حياتها في مستشفى سان جورج في بيروت، وقد أُدخلت في غيبوبة اصطناعية.
حسين هارون أحد ضحايا الحرب على لبنان
خسائر الرياضة من الحرب على لبنان
• الضحايا – 9 لاعبين
سيلين حيدر لاعبة كرة قدم
حسين هارون لاعب كرة قدم
حسن فضل الله لاعب ناشئ
مصطفى غريب لاعب فريق شباب بعلبك
مالك الموسوي قائد فريق شباب بعلبك
علي فرحات حارس فريق الصفا
علي عيد مدرب في نادي طيردبا
علي رضا لاعب نادي الرياضي
حسن كوثاني عضو اتحاد لبنان لليد
• المنشآت
تدمير 3 ملاعب
قصف 4 صالات رياضية
تدمير منازل 12 لاعبا
• خسائر أخرى
توقف المسابقات المحلية
خوض المنتخب مبارياته بالخارج
تراجع تصنيف منتخب لبنان
ضياع فرصة التأهل من آسيا
خسائر الرياضة من الحرب على لبنان
الرياضة السودانية تحت نيران الحرب
شهد السودان عموما، ومدينة أم درمان خاصة، المعقل التاريخي لناديي الهلال والمريخ العملاقين، دماراً واسعاً طال منشآتهما الرياضية نتيجة للصراع الدائر في البلاد، وقد تحولت هذه الملاعب، التي كانت رمزاً للوحدة الوطنية والفرح، إلى ساحات حرب تدمر فيها كل ما هو جميل.
وظهرت آثار الشظايا بشكل واضح على الجدران الخارجية للملاعب، بالإضافة إلى فقدان العديد من المقتنيات الثمينة، حيث تعتبر هذه الأحداث ضربة قوية للرياضة السودانية، حيث حرمت الجماهير من ملاعبها وملاعب تدريب فرقها المحبوبة. كما أن الدمار الذي لحق بالبنية التحتية الرياضية سيؤثر سلباً على تطوير الرياضة في البلاد.
وطالب لاعب المنتخب السوداني السابق محمد بابكر المغربي الحكومة بالتدخل لإعادة تأهيل هذه الملاعب، معرباً عن استيائه من استخدامها لأغراض عسكرية، حيث تسببت الحرب الدامية التي تدور في البلاد منذ منتصف أبريل من العام الماضي في مضاعفة معاناة الرياضة السودانية بمقتل عدد كبير من الرياضيين، لاعبين وإداريين، كما تسببت في توقف المنافسات الرياضية المحلية، وأجبرت المنتخبات والأندية على التنقل بين عدد من الدول لخوض المباريات في الاستحقاقات الخارجية المختلفة.
كما تم استخدام ملاعب كرة القدم في العاصمة السودانية الخرطوم وفي مدينة أم درمان المجاورة كمقابر للموتى وليس كملاعب. ولقد تسبب الصراع المستمر منذ 19 شهراً في ما وصفته الأمم المتحدة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية على وجه الأرض".
تأثير الحرب على الرياضة - صورة مولدة بالذكاء الإصطناعي
خسائر الرياضة من الحرب في السودان
• الضحايا – 17 شهيداً
عبد العزيز إبراهيم رئيس نادي أمل عطبرة
حامد بريمة لاعب نادي المريخ
آلاء نجلة لاعب الهلال فوزى المرضى
كابتن فوزى المرضى نجم الهلال
هشام السلينى مدرب حراس المريخ
بابكر سنجك لاعب هلال الأبيض
الكبير ميرغنى إعلامي رياضي
عبد الكافى كافينول لاعب بري
بكرى موسى التقر لاعب المريخ
على عبد العزيز لاعب نادي السهم
حسن حامد لاعب نادي الموردة
مصطفى شاويش لاعب الهلال
عطأ أبو القاسم لاعب المريخ
مصطفى نصار لاعب الهلال
محمد حمورى الكبير لاعب المريخ
طلحة الشفيع إعلامي رياضي
عصام الدرديرى إعلامي رياضي
• المنشآت
تدمير عشرات الملاعب
تحويل الملاعب لمقابر
استهداف الصالات الرياضية
• خسائر أخرى
توقف المسابقات المحلية
خوض المنتخب مبارياته خارج الأرض
خسائر الرياضة من الحرب في السودان
الرياضة في روسيا.. أداة عسكرية
بينما كل البلدان التي تندلع بها حروب ونزاعات تدفع الرياضة فيها فاتورة لحساب الغير، يختلف الوضع تماماً فى روسيا، فالعلاقة بين السياسة والرياضة في روسيا علاقة أشبه بالزواج الكاثوليكي، وهذا ما أثاره بالتحديد تحقيق صحفي جديد صدمة واسعة، كشف عن الوجه الحقيقي للرياضيين الروس المشاركين في الألعاب الأولمبية، حيث تبين أنهم ليسوا مجرد رياضيين يسعون لتحقيق الميداليات، بل هم أدوات دعاية عسكرية تعمل لصالح الكرملين.
وتوصل تحقيق صحفي موسع أجراه فريق Slidstvo.Info إلى نتائج صادمة، حيث كشف أن العديد من الرياضيين الروس المشاركين في الألعاب الأولمبية يتلقون رواتب من وزارة الدفاع الروسية، ويحملون رتبًا عسكرية، وينشرون دعاية حربية بشكل مكثف.
وأظهر التحقيق أن الرياضيين الروس، خاصة أولئك الذين يمثلون أندية عسكرية مثل سيسكا ودينامو، هم في الواقع أفراد عسكريون نشطون. وتكشف الوثائق والصور أنهم يتلقون تدريبات عسكرية، ويشاركون في حملات دعائية للجيش الروسي، ويتم ترقيتهم بناءً على إنجازاتهم الرياضية.
وتستخدم الحكومة الروسية الرياضة كأداة لتحقيق أهدافها السياسية، حيث يتم استغلال الرياضيين الأولمبيين لنشر الدعاية الحربية وتجنيد الشباب للخدمة العسكرية. ويشير هذا التحقيق إلى أن السماح للرياضيين الروس بالمشاركة في الألعاب الأولمبية تحت علم محايد، كما اقترحت اللجنة الأولمبية الدولية، هو أمر غير مقبول، حيث يسمح للكرملين باستغلال الألعاب الرياضية لأغراض سياسية.
أثار هذا الكشف غضباً عارماً في أوكرانيا، حيث أدانت الحكومة والبرلمان الأوروبي مثل هذه الممارسات، وطالبت بمنع الرياضيين الروس من المشاركة في الألعاب الأولمبية وهو ما تم بالفعل.
يثير هذا التحقيق تساؤلات جدية حول نزاهة الرياضة، ومدى استغلالها لأغراض سياسية. كما يطرح تساؤلات حول دور اللجنة الأولمبية الدولية في حماية القيم الأولمبية ومكافحة الاستخدام السياسي للرياضة.
جزء التقرير الذي يثبت تلقى الرياضيين الروس رواتب من الجيش مقابل تجنيدهم
خسائر الرياضة من الحرب في روسيا
حرمان المنتخب من المشاركات الدولية
حرمان الأندية من المشاركات الأوروبية
الغياب عن المشاركة في الأولمبياد الصيفي
غياب عن المشاركة في البارالمبياد الشتوي
تراجع الاستثمارات الرياضة بروسيا
تعويض الرياضيين بملايين الدولارات
خسائر الرياضة من الحرب في روسيا
أوكرانيا.. تدمير 500 منشأة رياضية
مر أكثر من 1000 يوم على بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، ألف يوم من الصمود والتحدي، ألف يوم شهدت فيها أوكرانيا دمارًا هائلاً طال كل مناحي الحياة، بما في ذلك البنية التحتية الرياضية التي كانت ولا تزال جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع الأوكراني.
وفقًا لأحدث الإحصائيات التي نشرتها وزارة الشباب والرياضة الأوكرانية، فإن الحرب قد دمرت أو ألحقّت أضرارًا جسيمة بأكثر من 500 منشأة رياضية في جميع أنحاء البلاد.، هذه الأرقام تشمل ملاعب كرة قدم، مجمعات رياضية، قاعات رياضية، حمامات سباحة، ساحات جليدية، ونوادي رياضية مختلفة.
المناطق التي تشهد اشتباكات عنيفة هي الأكثر تضرراً، فقد خسرت مناطق خاركوف ولوغانسك ودونيتسك وخيرسون أعدادًا كبيرة من المنشآت الرياضية، كما تأثرت مناطق أخرى مثل ميكولايف ودنيبروبيتروفسك وكييف بشكل كبير.
وفي قلب أوكرانيا التي مزقتها الحرب، حيث تتعالى أصوات القنابل وتتلاشى أحلام الأطفال، وجدت مبادرة إنسانية فريدة تلعب دورًا حيويًا في إعادة بناء النفوس المكسورة، حيث تتعاون منظمة "Epicenter for Children" غير الحكومية مع مؤسسة ريال مدريد لتدشين مدارس رياضية اجتماعية تقدم للأطفال المتضررين من الحرب ملاذا آمناً ومكاناً للعب والتعلم. فبعد أن سرقت الحرب من هؤلاء الأطفال طفولتهم وابتسامتهم، تأتي الرياضة لتكون بمثابة شمعة تضيء في الظلام، وتعيد إليهم الأمل والحياة.
تأثير الحرب على الرياضة - صورة مولدة بالذكاء الإصطناعي
خسائر الرياضة من الحرب في أوكرانيا
تدمير 500 منشأة رياضية كالتالي
77 ملعب لمختلف الألعاب
52 مجمع رياضي
102 أكاديمية رياضية
174 صالة رياضية
15 حمام سباحة
6 ساحات جليدية
5 نوادي لليخوت
3 صالات الرماية
2 قاعدة للدراجات
1 ساحة للفروسية
خسائر الرياضة من الحرب في أوكرانيا
تقرير بعنوان الرياضة رهينة الحرب من العدد الورقي