-
أحد المارة فى القرية سمع صوت الاذان بصوت الطفل مصطفى إسماعيل وتنبأ أن يكون مقرئ الملوك
-
أحد المصلين في جامع العطيفي طلب من جد مصطفى إسماعيل إلحاقه بالأزهر وتطوع فى تصوير الشيخ وإعداد كارنيه له
-
معلمه سمع صوته بالصدفة داخل الفصل وكان يترك فى نهاية كل حصة 10 دقائق لمصطفى إسماعيل ليقرأ فيها القرآن
-
الشيخ محمد الصيفى كان له دورا فى تغيير مجرى حياة مصطفى إسماعيل
-
الإذاعة عرضت على جدى القراءة لمدة نصف ساعة لكنه طلب ساعة لتسخين صوته ولم يقبلوا طلبه فرفض طلبهم
-
عبد الناصر والسادات كانا يسمعان للشيخ مصطفى إسماعيل خلال شبابهما ويقال إن السادات كان يقلده
-
السادات كان عندما يلتقى جدى يحضنه وعبد الناصر أهداه وسام الجمهورية ليكون أول مقرئ يكرم فى تاريخ البلاد
-
كبار المطربين والملحنين كانوا يسمعون صوته لمعرفة المقامات والألحان
-
لم يكن أحد من أبناء الشيخ مصطفى إسماعيل لديه الرغبة للظهور أو يكون مقرئا.. وأنا الوحيد المقرئ فى العائلة
-
جدى كان يسمع صوتى منذ صغرى قبل وفاته وأعجب به وشجعنى ولم يجبرن على أن أصبح مقرئا
46 عاما على رحيل أحد أهم وأبرز الأصوات المميزة فى دولة التلاوة بمصر، الشيخ مصطفى إسماعيل، ورغم مرور عقود على وفاته، لكن صوته ما زال فى منزل أغلب البيوت المصرية التى تستمع يوميا لإذاعة القرآن الكريم ثم تجد الابتسامة على وجهها بمجرد سماع مذيع الإذاعة يقول "والآن مع تلاوة بعض آيات القرآن الكريم مع الشيخ مصطفى إسماعيل"، لقب بـ" قارئ الملوك" لأن الملك فاروق عينه قارئا للقصر الملكى، وكذلك عرف عنه أنه "معشوق البسطاء"، فمن لم يستطع أن يحضر ليلة من ليالى القرآن أو المناسبات التى يحضرها الشيخ مصطفى إسماعيل فإنه يتمكن من سماع صوته فى الإذاعة فيزداد حبا له.
اقرأ أيضا:
ما يكشف تميز صوته هو ما قاله كبار المطربين والملحنين عنه، حيث قالت عنه كوكب الشرق أم كلثوم إنه "تخت موسيقى كامل بمفرده"، بينما قال عنه عمار الشريعى "إحنا يا مزيكاتية إحنا يا أهل الطرب منعرفش نفكر زيه"، بينما قالت عنه رتيبة الحفنى، وهى أول سيدة تتولى منصب مدير دار الأوبرا "معهد موسيقى كامل لوحده"، كل هذه الشهادات تكشف جمال صوت الشيخ مصطفى إسماعيل وحجم متابعيه من كافة الفئات ليس فقط فى مصر، بل جاب صوته العالم العربى والإسلامي.
اقرأ أيضا:
إبراهيم داوود: إذاعة القرآن دائما تطمنا على دولة التلاوة وبحب الشيخ مصطفى إسماعيل
فى الذكرى الـ46 لوفاته، أجرينا حوارا مع حفيده علاء حسينى، الذى تحدث عن بداية الشيخ مصطفى إسماعيل فى القراءة بالمياتم، وكيفية التحاقه بالإذاعة المصرية، ودور الشيخ على الصباغ فى ظهور صوت جده بالإذاعة، وكيف وصل إلى قصر الملكية وأصبح القارئ فى قصر الملك فاروق، وعلاقته بالرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات، وأسباب سفرياته الكثيرة للعاصمة اللبنانية بيروت، والمشوار الذى سلكته الأسرة للحفاظ على تراث الأب وغيرها من القضايا والموضوعات فى الحوار التالي..
متى انتهى الشيخ مصطفى إسماعيل من حفظ القرآن وبدأ يقرأه فى المياتم؟
جدى حفظ القرآن وثبته فى سن 12 سنة، وبدأ جده يوجهه نحو أكبر شيوخ القرية وهو الشيخ فاخر الذى سمع له القرآن 30 مرة، كي يضبط له القراءة بشكل كامل، فكان الشيخ مصطفى إسماعيل وهو طفل يستيقظ صباحا ويذهب للشيخ فاخر يشتغل عنده مثله مثل ابنه، حيث يعمل فى المواشى ويذهب بهم للغيط ويسمع له القرآن فى الغيط حتى وصل لـ30 ختمة وقال له الشيخ فاخر "أذهب أنت أصبحت متمكن" وطلب من جد مصطفى إسماعيل أن يحضر له جبة وقفطان ومركوب.
ما السبب؟
كى يحضر المياتم، ويقرأ ربع جزء، ويرسل معه صينية آكل فى المياتم الخاصة بالقرية، وكان الحاج مرسى يقول لحفيده "أكل المشايخ معاك فى الصينية الخاصة بك، حتى يتيحون له الفرصة للقراءة فى المياتم ولا يحاربونك"، وبالفعل بدأ مصطفى إسماعيل يتجرأ خطوة بخطوة فى القراءة بالمياتم.
من شجعه على الاتجاه نحو تلاوة القرآن وحفظه فى الكتاب؟
جده ووالده.
هل هناك من دفع جدك على أن يهتم بموهبته فى قراءة القرآن؟
هناك كلام يقال إن بعض أهالى القرية قالوا لجد مصطفى إسماعيل إن هذا الولد صوته مميز، ومصطفى إسماعيل عندما كان فى الكتاب كان يرتل القرآن بشكل طبيعى من غير ما يسمع من أحد الترتيل، ويرتله بطريقة جميلة ومميزة، وكان يؤذن وهو سن الثمانى سنوات، وكان صوته قويا ونفسه طويلا، فكان يلفت الأنظار، ويقال إن أحد الأشخاص الصالحين كان فى زيارة بالقرية وبينما هو يسير فى الشارع وسمع آذان فى القرية فسأل من يؤذن فقالوا له حفيد الحاج مرسى، فذهب للحاج مرسى وقال له إن هذا الولد سيكون مقرئ الملوك، لا تتركه وأدعم موهبته ونبه لتلك الموهبة.
المقرئ مصطفى إسماعيل
كيف التحق بالمعهد الأحمدى فى طنطا؟
فى إحدى المرات أخذ جد مصطفى إسماعيل حفيده لطنطا لزيارة صديق له بالمستشفى، وصلوا الظهر فى جامع العطيفى فى ميدان الساعة، وبعد الآذان طلب الحاج مرسى من حفيده أن يقرأ عشرة، فالناس كانت سعيدة بصوته، ثم صلوا الظهر، وبعد انتهاء الصلاة جاء له أحد المصلين وسأل عن هذا الطفل فجدى قال إنه حفيده ويعيش فى قرية ميت غزال، فاستغرب الرجل من أن مصطفى إسماعيل ما زال فى قريته ولا يدرس فى المعهد الأزهرى، وطلب من الحاج مرسى أن يدرس فى معهد الأحمدى الأزهرى بطنطا وتطوع الرجل فى تصوير مصطفى إسماعيل وإعداد كارنيه له وبالفعل التحق مصطفى إسماعيل بالمعهد.
هل هناك من اكتشف موهبته داخل المعهد الأزهرى بطنطا؟
كان مصطفى إسماعيل يدندن فى الفصل بعد انتهاء الحصة الدراسية وزملائه يستمعون له، ففى إحدى المرات دخل عليه المعلم وسمع صوته، وطلب أن يقرأ القرآن وأعجب بصوته للغاية، فكان معلم الفصل يترك فى نهاية كل حصة 10 دقائق يخصصها لمصطفى إسماعيل ليقرأ فيها القرآن بصوته الجميل، وأصبح المعلم يدعو مصطفى إسماعيل للقراءة فى المناسبات والمياتم بطنطا.
كيف ساهمت قراءته فى ميتم حسين القصبى بشهرته على نطاق محافظات مصر؟
أول يوم فى الميتم قرأ المقرئين بطنطا، وثانى يوم جاء الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى والشيخ محمد رفعت للقراءة ومصطفى إسماعيل معهم، وكذلك فى اليوم الثالث ظل مصطفى إسماعيل يقرأ فى الميتم، وكل الوفود استمعت له واستمعت له كل المشايخ، فانتشر صيته فى مصر كلها خلال 3 ليالى، وأكد الحاضرين فى العزاء أنهم لم يستمعوا للقرآن بهذه الطريقة الممتعة من قبل، وهو كان يقول عن نفسه إنه عندما كان يقرأ القرآن فى الكتاب كان يقرأ بنفس النظام الذى كان يقرأ به القرآن عندما كبر، فنظامه نظام ربانى، وأضاف له خبرة القراءة من أجل أن يحافظ على قمته، واشتهر بشكل كبير فى طنطا والبلاد التى حولها والتليفونات لم تتوقف عن الرن تطلبه للمآتم.
الشيخ مصطفى إسماعيل كان من أول من أدخل التليفون لمنزله.. ما هى تفاصيل هذه القصة؟
بالفعل، عندما وجد الشيخ مصطفة إسماعيل الناس تقبل عليه بكثرة تطلبه للمياتم فى طنطا، وكان كل ليلة تطلبه الناس للقراءة فى المياتم، وأهل طنطا كانوا يحبونه كثيرا، فأدخل تليفون فى طنطا نفسها ولم يدخله فى قريته، وأجر محل فى شارع البورصة بطنطا وهو أهم شارع تجارى حينها، وأعد مكتب وتليفون وأجلس فيه شقيقه الأصغر محمد إسماعيل وهو حافظ للقرآن أيضا ولم يكن يعمل حينها، فجعله سكرتيره الخاص يرد على التليفونات ويكتب مواعيد المياتم واشتهر الشيخ مصطفى إسماعيل بأن له رقم تليفون يطلبه الناس من خلاله.
كيف جاءت زيارته للقاهرة؟
كان معه سيارة بكار موديل 1936، فأخذها بالسواق ولم يكن يعرف السواقة، وذهب إلى القاهرة لأن الترزى الخاص به كان فى القاهرة وما أعلمه أنه كان أفضل ترزى فى تلك الفترة وهو الترزى فتوح والذى ظهر اسمه فى فيلم الوردة البيضاء للفنان محمد عبد الوهاب، وذهب جدى لفتوح وكان يحبه ويسمعه وكان سميع، ويطلب منه أن يقرأ له أجزاء من القرآن، وعرض عليه أن يلتحق برابطة تضامن القراء التى لها فرع فى القاهرة.
كيف التحق لرابطة تضامن القراء؟
ذهب الشيخ مصطفى إسماعيل لمقر الرابطة ووجد الشيخ محمد الصيفى، وكان ذلك فى عام 1944، وسلم عليه وطلب منه أن يشترك فى الرابطة، فسأله الشيخ محمد الصيفى " من أين أنت ؟" فرد جدى بأنه من طنطا، فقال له الشيخ الصيفى "هو أنت مصطفى إسماعيل الذى يتحدثون عنه فى طنطا أريد أن اسمعك، أنا أسمع عنك كثير جدا"، فوافق مصطفى إسماعيل على طلبه وقرأ له أجزاء من القرآن فأعجب به الشيخ محمد الصيفى وقال له هذا أجمل صوت أسمعه فى حياتى، وكان للشيخ محمد الصيفى دورا فى تغيير مجرى حياة مصطفى إسماعيل.
كيف ذلك؟
محمد الصيفى قال لمصطفى إسماعيل أن الرابطة ستحتفل بالمولد النبوى الشريف فى سيدنا الحسين والإذاعة ستنقله وأنا سأجعلك تقرأ بعد أيام، ثم عاد جدى إلى الترزى فتوح وأخبره بما حدث وعندما علم فتوح بذلك، قام بتجميع السميعة وأخذ الشيخ مصطفى إسماعيل بعد صلاة المغرب وأجلسوه على الدكة وقال له اقرأ وسخن صوتك والناس تعرفت عليه وهو تعرف عليهم والناس كانت سعيدة به.
ما هى تفاصيل تواصل قصر الملك فاروق مع الشيخ مصطفى إسماعيل؟
فى إحدى المرات وبينما جدى عائد إلى قريته بعد أن قرأ القرآن فى المولد النبوى بالإضافة، فوجد ثانى يوم قصر الملك يتواصل مع الإذاعة ويطلب معرفة من الذى قرأ خلال المولد النبوى، وذكرت الإذاعة أن رابطة تضامن القراء هى من جاءت به فتحدث قصر الملك مع الرابطة التى ذكرت أنه من طنطا، والحكمدارية فى طنطا قالوا له إنه من قرية ميت غزال وله رقم تليفون، وكان جدى قد أدخل تليفون فى القرية وطلب من شركة الاتصالات حينها أن تقوم بعمل أعمدة خشب لتوصيل الأسلاك من الدفرة إلى منزله وصرف كل الأموال على ذلك، وأصبح لديه جهاز تليفون فى منزله بالقرية.
من كان له الدور فى التحاق الشيخ مصطفى إسماعيل بالإذاعة؟
الشيخ محمد الصيفى كان له الدور الأكبر فى التحاق الشيخ مصطفى إسماعيل بالإذاعة بعدما قرأ فى المولد النبوى، وعندما قرأ نصف ساعة فقط فى الإذاعة أحدث ردود فعل كبيرة للغاية وكان مردود ذلك مهم جدا عليه.
كيف التحق بالإذاعة؟
الإذاعة كانت تنقل سهرات الشيخ مصطفى إسماعيل فى قصر الملك فاروق فى رمضان، وكل الاحتفالات الرسمية الخاصة بالملك فى المرسى أبو العباس وسيدى جابر والحسين ويحضر تأبين والده كان الشيخ مصطفى إسماعيل هو من يقرأ والإذاعة كانت تذيع وذلك من غير ما يقيد فيها، لأنه يقرأ فى المناسبات التى يدعوه فيها الملك، وكانت الناس تشتاق لأن تسمع له لأن الناس فى الأرياف لم تكن تستطيع الذهاب للسهرات وتستمع له، ولا يستطيعون سماعه فى الراديو وتحدثوا للإذاعة بأنهم يريدون سماع صوت الشيخ مصطفى إسماعيل فى الإذاعة، وبالفعل تواصلت الإذاعة معه ولكن رفض.
لماذا رفض الانضمام للإذاعة بشكل رسمي؟
لأن الإذاعة فى البداية طلبت منه أن يقرأ القرآن وخصصت له نصف ساعة فقط، وهو محتاج أقل شيء ساعة كى يقرأ، لأنه يأخذ وقتا كى يسخن صوته حتى يصعد من طبقة لطبقة ليمتلك حنجرته، فرفضت الإذاعة طلبه وبالتالى رفض عرضها، وعرضوا عليه الأمر عدة مرات ورفض، وفى عام 1948 دخل مسجد الأزهر ليكون المقرئ الخاص به عن طريق الصدفة.
كيف؟
أحد أصدقائه قال له كيف تكون مقرئ بهذا الصيت وليس لك مسجد، لابد أن يكون لك مسجد، والأزهر طلب مقرئين وأنا قدمت لك، ثم قال له صديقه أن الأزهر يرفض أن تلتحق به لأنك لست ملتحقا بالإذاعة وأنك أمامك إما الصعود للسماء أو النزول للأرض ولابد أن ينتهى هذا الموضوع وتلتحق بالإذاعة، ثم فى إحدى لقاءاته مع مراد باشا محسن رئيس الخاصة الملكية والذى كان يطلبه بشكل متكرر لقراءة القرآن فى السهرات التى ينظمها الملك فاروق، تحدث معه أنه تقدم للقراءة بمسجد الأزهر، ولكن لأنه ليس مقرئ بالإذاعة فلا يمكن أن يلتحق بمسجد الأزهر، فاستغرب مراد باشا محسن، وتحدث مع وزير الأوقاف، وطلب منه أن يرسل له مدير المساجد، وجاء له مدير المساجد بالدفتر وطلب منه مراد محسن أن يضع اسم الشيخ مصطفى إسماعيل، خاصة أن صوته ظهر فى الإذاعة من خلال سهرات الملك الفاروق، وطلب منه أن يمكنوا الشيخ مصطفى إسماعيل من القراءة، ولكن هذا أحدث له مشكلة مع الشيخ على الضباع، شيخ المقارئ بالديار المصرية، حيث أن الشيخ عبد الفتاح القاضى، عالم القراءات ومدير معهد القراءات بمصر، تحدث مع الشيخ مصطفى إسماعيل، وأخبره بانزعاج الشيخ على الضباع، لأن كل القراء لابد أن يمروا عليه ويأخذون منه المباركة.
ماذا فعل حينها؟
طلب الشيخ مصطفى إسماعيل من الشيخ عبد الفتاح القاضى أن يذهب للشيخ على الضباغ، وذهب له ووجد الشيخ الضباع غاضب، فقال له الشيخ مصطفى إسماعيل أنه ما زال تلميذ يتعلم وجاء له لأنه لم يكن يعرف أنه لابد أن يأخذ المباركة من الشيخ الصباغ، فطلب منه الشيخ الضباع أن يقرأ له أجزاء من القرآن، وبالفعل قرأ له الشيخ مصطفى إسماعيل أجزاء وأعجب به الشيخ الضباع، وأحبه للغاية وأعطى له المباركة وذهب جدى وقرأ فى الأزهر.
كيف كانت علاقته بالرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات؟
عندما اندلعت ثورة 23 يوليو وتولى الضباط الأحرار حكم البلاد، كانوا شباب فهم مواليد 1918، وكانوا يسمعون صوت الشيخ مصطفى إسماعيل فى الراديو ويحبونه مثل غيرهم حتى محمد أنور السادات كان سميع ويقال إنه كان يقلد الشيخ مصطفى إسماعيل وكان يحبه كثيرا، فهو عبقرية فى مصر مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، فظل يقرأ مصطفى إسماعيل فى احتفالات الرئاسة فى عهد جمال عبد الناصر وفى كل مناسبات التى يحضرها جمال عبد الناصر وكذلك السادات.
هل هناك نقاشات حدثت بين جدك وجمال عبد الناصر خلال عهد الرئيس الراحل؟
لا.. كان هناك محبة من بعيد لبعيد، كان يسلم عليه عندما يصليان الجمعة مع بعضهما، وعندما يلتقى الرئيس الراحل بالشيخ مصطفى إسماعيل يسلم عليه، وعندما جاء وقت تكريم عدد من الشخصيات بأوسمة الجمهورية كرم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مصطفى إسماعيل عام 1965 وكان أول مقرئ يكرم فى تاريخ البلاد، كما تم تكريم جدى فى سوريا وبلاد الشام وبيروت فى الخمسينيات والستينيات، وكذلك فى السعودية تم تكريمه، بينما الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان يأخذه بالحضن.
ماذا قال لك رئيس طاقم الطائرة الذى حضر زيارة الرئيس السادات للكنيست وكان الشيخ مصطفى إسماعيل فيها؟
رئيس طاقم الطائرة فى تلك الزيارة كشف لى تفاصيل جديدة لم أكن أعلمها، حيث قال لى بعد تلك الزيارة بسنوات، إنهم كانوا ينتظرون فى مطار القاهرة الرئيس السادات كى يحضر للمطار لركوب الطائرة، والطائرة بها مرافقين للرئيس، حينها وجد سيارة جاءت للمطار وهناك عمة تنزل منها فاستغرب حينها، وتبين أنه الشيخ مصطفى إسماعيل وتسائل كيف يرافق الشيخ مصطفى إسماعيل الرئيس السادات فى تلك الزيارة رغم أنها زيارة سياسية بالدرجة الأولى، ولكن فوجئ فى صلاة العيد حضور الشيخ مصطفى إسماعيل للمسجد الأقصى وكان ممثل لمصر من الناحية الدينية بالمسجد الأقصى، فوجد شيوخ المسجد الأقصى تصطف لدخول الشيخ مصطفى إسماعيل وينحون له ويتسابقون لمصافحته، وقال فى نفسه أن ما فعله السادات كان حنكة كبيرة، حيث اختار أن يمثل مصر فى المسجد الأقصى الشيخ مصطفى إسماعيل الذى يتمتع بشعبية كبيرة وهو ما يؤكد مكانة مصر وذكر أنه شعر بفخر كبير فى تلك اللحظة.
ماذا فعل جدك عندما علم بوفاة الشيخ محمد رفعت؟
الشيخ مصطفى إسماعيل قرأ فى الجورنال نعى مكتوب للشيخ محمد رفعت، فانفعل وألقى بالجورنال، وتحدث مع الشيخ أبو العينين شعيشع وطلب منه أن يتحدث مع القراء لحضور ليلة فى مسجد السيدة زينب، وطلب من الفراش أن يقوم بعمل شادر بالسيدة زينب وتكتب يقام العزاء بحضور كبار القراء، وذهبوا وتم تنظيم ميتم محترم وقرأ جميع القراء وظل الشيخ مصطفى إسماعيل يقرأ القرآن فى إذاعة القرآن الكريم فى ذكرى وفاة الشيخ محمد رفعت حتى توفى الشيخ مصطفى إسماعيل، وكذلك كان يقرأ فى ذكرى وفاة الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى سنويا حتى سنة 1978، وكذلك ذكرى وفاة الشيخ طه الفشنى سنويا.
عرف عن الشيخ مصطفى إسماعيل علاقته القوية بالعديد من كبار المطربين والفنانين كأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ورياض السنباطى.. كيف كانت علاقته بهم وهل كان يسمع لهم؟
ما أعرفه عن علاقته بأم كلثوم حسبما قال لنا إنه قابلها فى إحدى المرات فى الإذاعة، وكان يسجل قراءة له فى الإذاعة وخلال دخوله الأسانسير وجدها تخرج من الأسانسير، وكانت هذه المرة الوحيدة التى التقها بها أم كلثوم، والناس الكبار فى مصر يعرفون بعض ولا يكونون أصحاب، ولكن عندما يلتقون بعضهم فى المناسبات يكلمون بعضهم ويحترمون بعضهم، أم كلثوم كانت تسمع الشيخ مصطفى إسماعيل باستمرار، ومطربين مصر ومقرئين وملحنين مصر كلهم وجميع الفنانين فى مصر وعلماء القراءات فى مصر وعلماء التفسير والقرآن كانوا يستمعون للشيخ مصطفى إسماعيل بإنصات وباستمرار لأن صوته بالنسبة لهم يتضمن كل شيء يريدوه سواء مزيكا ومقامات وألحان، ويجد الحنجرة وسيجد الأحكام فى القراءة فكانوا يسمعون له ويحبونه.
ما هى أهم زياراته الخارجية؟
كان الشيخ مصطفى إسماعيل له محبين كثر فى الشام ويحرصون على الاستماع لصوته فى الإذاعة وكذلك يحضرون ليالى السلطان أبو العلا فى مصر لسماع صوت جدى فقط، وطلبوه كثيرا فى بيروت وبالفعل ذهب وأحدث نجاحا كبيرا وأصبح له معجبين كثر فى العاصمة بيروت، وكان مصطفى إسماعيل سعيد للغاية فى بيروت وظل يسافر لبيروت بانتظام من 1954 حتى 1965، كما كان مكلفا من وزارة الأوقاف لبعثات فى الخارج مثل تونس وباريس ولندن وتركيا وكندا وماليزيا وسنغافورة وبلدان أخرى، وتوقف عن السفر منذ 1972.
لماذا اتخذ هذا القرار؟
لأن السفرية كانت متعبة وتكون هناك قراءات كثيرة فى تلك السفريات.
هل سعى الشيخ مصطفى إسماعيل لأن يكون هناك مقرئين من أبنائه يكملون مسيرته؟
الشيخ مصطفى إسماعيل كان لديه ثلاث أولاد وثلاث بنات، أدخلهم مدارس وليس كتاب لأن هذا كان الاتجاه حينها، ولم يكن أحد من أبنائه لديه الرغبة للظهور أو أن يكون مقرئا طوال حياة الشيخ مصطفى إسماعيل، وأنا الوحيد فى عائلته المقرئ وجلست على دكة أمام الناس اقرأ قرآن سواء فى صلاة الجمعة أو فى مياتم كمجاملة، لكن بقية أفراد الأسرة قد يدندن بعضهم ولكن لا يقرأ القرآن نصف ساعة أمام الناس.
هل شجعك جدك على أن تكون مقرئ؟
خلال حياة جدى، كنت صغيرا لم أبلغ الـ12 عاما، ولم أكن حافظا لأجزاء كثيرة من القرآن وكذلك غير متقن للأحكام فى هذا الوقت، ولكن جدى عندما كان يسمع صوتى كان يعجب به ويشجعنى، ولم يكن فى ذهنه أن يخرجنى من المدرسة ويجعلنى أذهب للكتاب أو يجعلنى أحفظ القرآن بالإجبار وأكون مقرئا.
لماذا لم تحترف مهنة المقرئ؟
لم احترف مهنة المقرئ لأننى لم أجد أحد من أسرتى يشجعنى، فواصلت فى خط التعليم وعملت فى تخصصى وأصبحت مقرئ بالهواية.
ما هى أبرز نصائح جدك لأسرته؟
كان قدوة حسنة ولم يكن ينصح أو يتحدث كثيرا، ولكن لم يكن أيضا يسمح بخطأ أو انحراف، وكان قدوة من خلال سلوكه ونحن الآن نسير على نفس نهجه وخطاه من حيث الأخلاق والوفاء وعدم الغيبة وعدم التفاخر.
كيف سعيت إلى الحفاظ على تراثه؟
ذهبت إلى كل من سجل ليالى الشيخ مصطفى إسماعيل على أسطوانات كان أولهم حسن بك حلمى الذى كان يعمل فى الخاصة الملكية وهو أول من سجل للشيخ مصطفى إسماعيل لمدة 5 سنوات منذ 1945 وحتى 1950، بينما الإذاعة بدأت تسجل لجدى منذ عام 1952 وقبل ذلك كانت الإذاعة على الهواء ولا يوجد تسجيل، خالى الذى كان يعيش فى ألمانيا أحضر جهاز تسجيل وكان ذلك فى عام 1974، وسجل 4 سنوات للشيخ مصطفى إسماعيل، وجدى لم يكن مهتما بالتسجيلات، وبعدما عاد خالى من ألمانيا عمل على جمع كافة التسجيلات الخاصة بالشيخ مصطفى إسماعيل، واشترينا أشرطة لنقل تلك التسجيلات، وبعدما ظهر الكمبيوتر والتقنيات الديجيتال، فتعلمت تلك التقنيات لتسجيل تلك التسجيلات على الكمبيوتر، ونقلتها بالفعل حيث نقلت 1500 ساعة وقمت بعمل مونتاج لإزالة التشويش فى بعض التسجيلات، كما ننظم حفلة سنوية لجدى فى ساقية الصاوي.