سياحة مراقبة الطيور المهاجرة تنتعش فى أسوان مع الشتاء.. تصوير أجمل وأغرب رحلات الطيور من العالم إلى مصر.. شباب يتجمعون من كل الأنحاء لتصوير الحياة البرية جنوب البلاد.. ويؤكدون: هدفنا إبراز جمال خلق الله (فيديو)

الجمعة، 27 ديسمبر 2024 05:30 م

الطيور المهاجرة بأسوان

أسوان – عبد الله صلاح

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وسط الصخور الصلبة وبين أغصان الأشجار وفوق الجزر النيلية وعلى المساحات الخضراء التى تنبت قريبة من النيل فى مدينة أسوان، تقف الطيور المهاجرة بأنواعها المختلفة وألوانها البديعة وأصواتها الجميلة تغرد فى الصباح وتبحث عن رزقها.

وفى نفس الوقت يقف مجموعة من الأشخاص المهتمين بالطيور ويصطفون لمراقبة أنواعها وأشكالها المختلفة ويلتقطون الصور النادرة لها ويسجلون ذلك فى أرشيف ذكرياتهم ومعرض صورهم ويدونون مع كل صورة اسم الطائر وتاريخ ومكان التقاط الصورة.

"اليوم السابع" التقى مجموعة من الأشخاص المهتمين بسياحة مراقبة الطيور المهاجرة فى أسوان والتى تعد محطة رئيسية لمئات الأنواع من الطيور المهاجرة والمقيمة والتى لا يمكن رؤيتها فى أى مكان آخر غير جنوب مصر وتحديداً فى أسوان.

قال محمد بدران، مصور حياة برية وطيور فى مصر لـ"اليوم السابع"، إنهم مجموعة شباب من مهن مختلفة وأماكن مختلفة أيضاً وتجمعوا على حب تصوير ومراقبة الطيور فى مصر، موضحاً أن أسوان محطة رئيسية يحرصون على زيارتها كل عام، لأن بها أكثر تنوع للطيور موجود فى مصر وأكثر أعداد أيضاً، لافتاً إلى أن رحلتهم لا تتوقف عند مكان معين ويتحركون فى مختلف أنحاء مصر فى الشمال والجنوب والشرق والغرب، حسب مواسم الهجرة وأماكن تواجد الطيور، ومن الأماكن التى زاروها: "مطروح والضبعة ورشيد والبحر الأحمر ومحميات سانت كاترين وحلايب وشلاتين وصولاً إلى أسوان.

وتابع "بدران"، أن أسوان فريدة من نوعها فى مراقبة الطيور المهاجرة يمتزج فيها سحر الطبيعة والتنوع الكبير للطيور، وخلال هذا التوقيت من كل عام نأتى إلى أسوان لسياحة مراقبة الطيور، وذلك بهدف حب الطيور وأنواعها، بجانب التوعية بأهمية الطيور، موضحاً أن الطيور تأكل سنوياً 500 ألف طن من الآفات – بحسب الدراسات التى كشفت عن ذلك - فهى مخلص طبيعى لهذه الآفات الضارة والحشرات.

وأوضح، أن ثقافة مراقبة الطيور والحياة البرية بدأت فى الانتشار داخل مصر، وأن هناك نحو 100 مصور حياة برية داخل مصر، يلتقطون صوراً فريدة لإبراز جمال خلق الله من خلال التأمل فى الطيور وإظهار تفاصيل لا يستطيع الشخص العادى أن يراها بالعين المجرد، فلذلك يستخدم مراقبو الطيور أنواع عدسات معينة لالتقاط الصور للطيور، والاشتراك بهذه الصور فى معارض ومسابقات محلية ودولية.

وأضافت المهندسة هدى حسن، مصور طيور، أنها جاءت إلى أسوان للاستمتاع بمشاهدة ومراقبة الطيور المهاجرة وتصويرها، التى لم تراها فى القاهرة أو أى محافظات أخرى، وذلك لأن الطيور تشعر بالأمان فى أسوان والهدوء والسكينة، لافتةً إلى أن تصوير الطيور يتطلب الاطلاع على أماكن هجرة الطيور ومعرفة أنواعها واختيار التوقيت الملائم لهجرة الطيور، بجانب ارتداء زى مناسب للطيور حتى لا يشعر الطائر بالخوف أو القلق أثناء الاقتراب منه للتصوير.

وأشار أحمد أبو السعود، مصور طيور، إلى أن رحلته إلى أسوان فى الشتاء مختلفة لأنها خاصة بسياحة الطيور المهاجرة وأسوان مسار رئيسى لأنواع الطيور المهاجرة، لافتاً إلى أنه رصد خلال رحلته بأسوان نحو 65 نوعاً مختلفاً من الطيور المهاجرة والمقيمة.

وأوضحت الدكتورة شهد الجوهرى، طبيبة بيطرية ومصورة طيور، أنها انضمت إلى مجال الطيور من بداية التحاقها بكلية الطب البيطرى بجانب تعلقها بحب الطيور وأنواعها المختلفة والحياة البرية، لافتةً إلى أنها سافرت لأسوان خلال الشتاء لمراقبة الطيور وكانت سعيدة بالتقاطها صور مختلفة ونادرة لأنواع زواحف تشاهدها لأول مرة فى أسوان ومنها "الورل النيلى"، بجانب التقاطها صور لطيور مختلفة ومنها "البومة الفرعونية" و"البجعة" و"الوزة المصرية" و"أبو المغازل" و"البلشون" و"الهدهد" وغيرهم.

وكشف تامر سليم، مصور حياة برية، عن مراقبته للطيور والحياة البرية بشكل عام بدأت قبل 3 سنوات سواء داخل مصر أو خارجها، مؤكداً أن أسوان من أهم تجمعات الطيور داخل مصر، موضحاً أن رحلتهم فى أسوان تضمنت مناطق مثل بلانه ورحلة نيلية لمحمية سالوجا وغزال وغرب أسوان وغرب سهيل أيضاً لمراقبة الطيور والحياة البرية هناك.

وتابعت هالة عيد، مصورة طيور، أنها بدأت تصوير الطيور قبل 7 سنوات، وأنها تعشق تصوير الطيور باعتبارها هواية ممتعة، كما أن تصوير الطيور يستلزم الاستيقاظ مبكراً مع شروق الشمس وهو توقيت خروج الطيور للأكل وأفضل توقيت للتصوير أيضاً استخدام كاميرات ذات عدسات قوية تتراوح من 300: 600 زووم، حسب مقدرة كل شخص، لالتقاط الصور الجميلة للطيور.

واختتم محمد أبو السعود، مصور طيور، قائلاً: أسوان مختلفة عن أى مكان آخر لتصوير الطيور وهذا الأمر يعلمه جيداً مصورى الطيور والحياة البرية لأنها كنز من كنوز الطبيعة تحتوى على مئات الأنواع من الطيور المهاجرة.

وناشد مصورو الطيور، المواطنين برفع الوعى حول الحد من الصيد الجائر والاستخدام غير المتجاوز فيه للكيماويات والسموم وانبعاثات المصانع لتحقيق الاستدامة التى تعد توجه دولى، ووطنى داخل مصر، للوصول إلى حياة بيئية صحية نظيفة على كوكب الأرض.