علاقات تتميز بالقوة والمتانة والأخوة بين مصر والصومال على مر التاريخ، فلم تكن تلك العلاقات وليدة اللحظة، فمنذ عهد الفراعنة شهدت العلاقات بين البلدين تطورا كبيراً فى السنوات الأخيرة مدعومة بإرادة سياسية قوية بين البلدين لتحديد خارطة طريق لمستقبل البليدن.
بدأت العلاقات المصرية الصومالية منذ عهد الفراعنة، عندما قامت الملكة حتشبسوت، خامس فراعنة الأسرة الثامنة عشرة، بإرسال البعثات التجارية إلى "بلاد بونت"، الصومال حاليًا، لجلب منتجات من تلك المنطقة، وفى العصر الحديث كانت مصر أول الدول التي اعترفت باستقلال الصومال عام 1960.
وفى هذا الإطار، ونتيجة للجهود المصرية لدعم أمن واستقرار الصومال، فقد اعتمد مجلس الأمن الدولى قرارًا جديدًا يفوّض تشكيل "البعثة الإفريقية لدعم الاستقرار فى الصومال" (أوسوم) بمشاركة مصرية وذلك كخليفة للبعثة الانتقالية الإفريقية فى الصومال (أتميس).
وذكرت الحكومة البريطانية - فى بيان - أن جيمس كاريُوكي، نائب الممثل الدائم للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، أعلن عن القرار خلال جلسة المجلس فى نيويورك.
وأشاد كاريُوكى بالدور المحورى الذى لعبته البعثات السابقة فى تحقيق الأمن والاستقرار بالصومال، وخصّ بالذكر التضحيات الكبيرة التى قدمها أفرادها، الذين فقد بعضهم أرواحهم أثناء أداء واجبهم.
وأوضح أن القرار يهدف إلى دعم الصومال فى مكافحة "حركة الشباب" وتعزيز جهود الاستقرار، إلى جانب تسهيل تقديم المساعدات الإنسانية. كما يُمهّد القرار الطريق لتغيير كبير فى تمويل المهمة بحلول مايو 2025، وفقًا لإطار عمل سبق اعتماده بقرار رقم 2719.
وأشار إلى أن العام الجديد سيشهد استمرارية متابعة المجلس للوضع فى الصومال، بما يشمل تجديد نظام العقوبات ضد "حركة الشباب" خلال فبراير، وتقديم التقارير الأولى عن بعثتى أوسوم والأمم المتحدة خلال مارس، وإجراء مراجعة استراتيجية لدعم الأمم المتحدة للصومال بحلول أبريل المقبل.
وأكد السفير البريطانى أن هذا القرار جاء ثمرة مفاوضات مكثفة بروح من التعاون بين أعضاء المجلس؛ ما يعكس التزامًا جماعيًا بدعم الصومال لتحقيق السلام والاستقرار المستدامين.