من الملكة حستشبسوت إلى بلاد بونت.. مصر والصومال تاريخ حافل من التعاون والمصير المشترك..مجلس الأمن يوافق على إرسال بعثة جديدة لحفظ السلام للصومال بمشاركة مصرية.. وترفيع العلاقات إلى الشراكة الاستراتيجية "أولوية"

السبت، 28 ديسمبر 2024 07:30 م
من الملكة حستشبسوت إلى بلاد بونت.. مصر والصومال تاريخ حافل من التعاون والمصير المشترك..مجلس الأمن يوافق على إرسال بعثة جديدة لحفظ السلام للصومال بمشاركة مصرية.. وترفيع العلاقات إلى الشراكة الاستراتيجية "أولوية" علم مصر والصومال
محمد جمال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

علاقات تتميز بالقوة والمتانة والأخوة بين مصر والصومال على مر التاريخ، فلم تكن تلك العلاقات وليدة اللحظة، فمنذ عهد الفراعنة شهدت العلاقات بين البلدين تطورا كبيراً فى السنوات الأخيرة مدعومة بإرادة سياسية قوية بين البلدين لتحديد خارطة طريق لمستقبل البليدن.

بدأت العلاقات المصرية الصومالية منذ عهد الفراعنة، عندما قامت الملكة حتشبسوت، خامس فراعنة الأسرة الثامنة عشرة، بإرسال البعثات التجارية إلى "بلاد بونت"، الصومال حاليًا، لجلب منتجات من تلك المنطقة، وفى العصر الحديث كانت مصر أول الدول التي اعترفت باستقلال الصومال عام 1960.

وفى هذا الإطار، ونتيجة للجهود المصرية لدعم أمن واستقرار الصومال، فقد اعتمد مجلس الأمن الدولى قرارًا جديدًا يفوّض تشكيل "البعثة الإفريقية لدعم الاستقرار فى الصومال" (أوسوم) بمشاركة مصرية وذلك كخليفة للبعثة الانتقالية الإفريقية فى الصومال (أتميس). 

وذكرت الحكومة البريطانية - فى بيان - أن جيمس كاريُوكي، نائب الممثل الدائم للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، أعلن عن القرار خلال جلسة المجلس فى نيويورك.

وأشاد كاريُوكى بالدور المحورى الذى لعبته البعثات السابقة فى تحقيق الأمن والاستقرار بالصومال، وخصّ بالذكر التضحيات الكبيرة التى قدمها أفرادها، الذين فقد بعضهم أرواحهم أثناء أداء واجبهم.

وأوضح أن القرار يهدف إلى دعم الصومال فى مكافحة "حركة الشباب" وتعزيز جهود الاستقرار، إلى جانب تسهيل تقديم المساعدات الإنسانية. كما يُمهّد القرار الطريق لتغيير كبير فى تمويل المهمة بحلول مايو 2025، وفقًا لإطار عمل سبق اعتماده بقرار رقم 2719.

وأشار إلى أن العام الجديد سيشهد استمرارية متابعة المجلس للوضع فى الصومال، بما يشمل تجديد نظام العقوبات ضد "حركة الشباب" خلال فبراير، وتقديم التقارير الأولى عن بعثتى أوسوم والأمم المتحدة خلال مارس، وإجراء مراجعة استراتيجية لدعم الأمم المتحدة للصومال بحلول أبريل المقبل.

وأكد السفير البريطانى أن هذا القرار جاء ثمرة مفاوضات مكثفة بروح من التعاون بين أعضاء المجلس؛ ما يعكس التزامًا جماعيًا بدعم الصومال لتحقيق السلام والاستقرار المستدامين.

وفى إطار دعم مصر الكامل لأمن الصومال، فقد أجرى بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، وأحمد معلم فقي وزير الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية الصومال الفيدرالية، مباحثات ثنائية بالقاهرة الاثنين الماضى، واتفق الوزيران على أهمية ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بحيثُ يتم عقد دورات مباحثات مُتعاقبة يتم تخصيصها لمحاور استراتيجية مُحددة تشمل المحور السياسي، والاقتصادي والتجاري، والأمني والعسكري، والثقافي والتعليمي، وبناء القدرات.
 
وأكد د. بدر عبد العاطي دعم مصر الكامل لسيادة الصومال، ووحدتها، واستقلالها وسلامة أراضيها في إطار مبادئ القانون الدولي، مُنوهًا بما تضمنه إعلان أنقرة الصادر في 11 ديسمبر 2024 من تأكيد لتلك المبادئ التى يتعين الالتزام بها بما يُعزز من استقرار الصومال ووحدتها وأمنها.
 
وأكد الجانبان أهمية الإسراع في تشكيل البعثة الأفريقية الجديدة للدعم والاستقرار في الصومال AUSSOM، حيث ناشد الوزيران شركاء الاتحاد الأفريقي من أجل توفير التمويل اللازم والمستدام للبعثة الجديدة أخذاً في الاعتبار تأثير الاضطرابات في القرن الأفريقي والبحر الأحمر على حركة التجارة والملاحة الدوليتين ولمساندة جهود الجيش الوطني الصومالي في مكافحة الإرهاب وصيانة مقدرات الدولة.
 
كما أعاد أحمد معلم فقي التأكيد على تطلع الصومال نحو تحقيق مشاركة مصرية نوعية وفعالة بالبعثة الجديدة بما يساعد على تحقيق أهدافها بالنظر إلى القدرات العسكرية المصرية المتطورة وخبراتها الممتدة في مكافحة الإرهاب، وكذلك خبراتها في دعم بناء مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى التعاون العسكري الثنائي بين البلدين وفقًا لبرتوكول التعاون العسكري الموقع في أغسطس 2024.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة