يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 452 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95% من السكان.
وتضرب غزة عاصفة رعدية وأمطار غزيرة تتساقط على خيم النازحين، تسبب في غرق العشرات من خيام النازحين وسط وجنوب القطاع.
وقالت بلدية غزة، إن النازحين يعانون من ظروف مأساوية للغاية بسبب المطر والعواصف ولا توجد إمكانيات كافية لمساعدتهم.
وأفادت بتعرّضَ نظام الطوارئ في محطّة ضخ مياه الصّرف الصّحي (7ب) في حيّ الزّيتون جنوب شرقي مدينة غزّة إلى قصفٍ مدفعي إسرائيلي.
وأوضحت أن القصف تسبب بتعطيل الخطة الطارئة مما يُنذر بحدوثٍ كارثةٍ صحيةٍ وبيئية، مشيرة إلى أن ارتفاع منسوب مياه الصرف الصحي بالمحطّة والشّوارع المحيطة يجعلها مساحة خصبة لانتشار الأمراض المعدية بين الأهالي.
واستشهد مساء أمس الاثنين، عدد من المواطنين الفلسطينيين وأصيب آخرون جراء قصف إسرائيلي استهدف تجمعاً للفلسطينيين قرب مركز “رعاية جباليا البلد” شمال قطاع غزة
وتتعرض فلسطين لمنخفض جوي ماطر، مصحوب برياح وعواصف رعدية، أدى إلى غرق خيام النازحين وتلفها، وتعرض ساكنيها للبرد القارس.
يقول الناشط الفلسطيني يحيى هشام حلس لليوم السابع أن سكان قطاع غزة يواجهون منخفض قطبي شديد الأمطار والرياح والبرودة، مؤكدا عدم قدرة الناس على الصمود في ظل عدم توافر شوادر أو أماكن يحتمي بها الناس.
أكد الناشط الفلسطيني أنه نتيجة الأمطار الغزيرة أغرقت المياه الخيام وأصبحت كافة مكونات الخيمة من ملابس وأغطية مبتلة بالماء، مضيفا: أطفالنا يرتجفون من شدة البرد وملابسهم مبتلة بالكامل … نحن الآن في قطاع غزة نذوق الآمرين وفي كرب عظيم.
وتابع بالقول: "نطالب كل من يفاوض عنا وله مطالبه الشخصية والحزبية من خارج قطاع غزة أن يشاركنا هذا الكرب وهذه المحنة وأن يضع مخافة الله في هذا الشعب المسكين وأن يترك الحزبية والأهداف الشخصية وأن يرحم هذا الشعب ويوافق على أي هدنة تطرح وينقذنا من ويلات البرد والقصف."
بدورها، طالبت الصحفية الفلسطينية كاري ثابت في تصريحات اليوم السابع المفاوضين الفلسطينيين بعقد اجتماعاتهم في خيم النازحين كي يشعروا بمعاناة سكان غزة الذين يعانون بشكل كبير نتيجة المنخفض الجوي، وتابعت بالقول: فليتفضل المفاوض الفلسطيني ويعقد اجتماعاته بالخيمة كي يعيشوا نفس المعاناة التي نعيشها .. جوع وبرد ولا أحد حاسس بالناس .. يفاوضوا على بقيتنا وموتنا لم يعد يفرق إن متنا جوعا أو بردا.. أدعو المفاوضين لاستكمال بقية جلساتهم بخيمة لكي يستعجلوا بإنهاء الحرب ويشعروا بحجم الكارثة التي نعيشها.
على جانب اخر، استعرضت رئيسة الإحصاء الفلسطيني علا عوض، أوضاع الفلسطينيين في نهاية عام 2024، مشيرةً الى انخفاض عدد سكان قطاع غزة بمقدار 6% مع نهاية العام 2024.
وأضافت عوض في بيان صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن ذلك يأتي مع استمرار عدوان الاحتلال الوحشي على القطاع الذي أدى وفقاً للأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، إلى استشهاد 45,484 فلسطينياً في قطاع عزة، حتى نهاية شهر ديسمبر 2024، كما غادر القطاع نحو 100 ألف فلسطيني منذ بداية العدوان منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأوضحت، أن من بين الشهداء، حوالي 17,581 من الأطفال، وحوالي 12,048 من النساء، إضافة الى نحو 11 ألف مفقود، واصابة نحو 108,090 مواطناً آخرين.
وفي الضفة الغربية، واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه؛ إذ استشهد 835 مواطناً، وأصيب 6,450 آخرين، نتيجة لهجمات قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين.
وبناء على هذه المعطيات أعلاه، فقد بلغ عدد سكان دولة فلسطين المقدر نهاية العام 2024، 5.5 مليون فلسطيني(3.4 مليون في الضفة الغربية، في حين انخفض عدد سكان قطاع غزة المقدر للعام 2024، بنحو 160 ألف فلسطيني، ليبلغ 2.1 مليون (وبانخفاض مقداره 6% عن تقديرات عدد السكان لقطاع غزة للعام 2023)، منهم أكثر من مليون طفل دون سن الثامنة عشرة، يشكلون ما نسبته 47% من سكان القطاع.
وتعاني فلسطين من كارثة اجتماعية وإنسانية وبيئية واقتصادية أدت إلى انكماش القاعدة الإنتاجية وتشويه الهيكل الاقتصادي لفلسطين، حيث تراجعت مساهمة قطاع غزة في إجمالي الاقتصاد الفلسطيني إلى أقل من 5%، بعد أن كانت تمثل حوالي 17% قبل السابع من أكتوبر 2023، فبعد عام من عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وتداعياته على الضفة الغربية، تشير التقديرات الأولية إلى انكماش الناتج المحلي الإجمالي في قطاع غزة بأكثر من 85%، وحوالي 22% في الضفة الغربية، ليتراجع الاقتصاد الفلسطيني بنسبة الثلث مقارنة بما كان عليه الحال قبل السابع من أكتوبر 2023، كما ارتفع معدل البطالة إلى 80% في قطاع غزة، و35% في الضفة الغربية، ما رفع معدل البطالة في فلسطين إلى 51%.