رغم تكرار بعض الكلمات على مسامعنا مثل: أجبر بخاطرى، كسر بخاطرى، الله يجبر بخاطرك، إلا أن هذه الكلمات تمر علينا فى بعض الأحيان ولا نبالى لسماعها ولا نلقى لها بالاً، ربما لأنها كلمات اعتدنا على سماعها دون التفكير فى معانى هذه الكلمات ولا فى تأثيرها على الآخرين من حولنا.
وعلى الرغم من كثرة المشاكل والضغوط النفسية التى نمر بها يومياً التى قد تؤثر على المزاج العام، لكن يجب ألا يكون هذا مبرراً للتعامل الجاف والقاسى مع الناس من أقارب وأصدقاء، فلا بد من أسلوب حياتى لين رقيق تجابه به قسوة الحياة.
وجبر الخواطر من أرقى وأسمى الطرق للحد من قساوة المشهد اليومى وتغييره إلى الأفضل، ومن أقوال الأمام سفيان الثورى: ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم، وهناك قول مشهور بين الناس : من سار بين الناس جابراً للخواطر أدركه الله فى جوف المخاطر، اجبروا خواطر بعضكم بانتقاء أرق الكلمات وأعذبها، عطروا مجالسكم بالكلمة الطيبة فهى اليد الدافئة التى تحضن القلوب وتأسرها فكلنا نميل لمن يعيش بين الناس جابراً للخواطر بالكلام الطيب.
الكلمة الطيبة يبقى لها أثراً جليلا بين الخلق فإن كانت سعتك فى أنفاق الكلمة الطيبة فأنفق منها، وإن كانت فى جبر الخواطر أو البسمة أو السعى فى إصلاح فأنفق مما رزقك الله به من الخير كله.
فقد قال رسولنا وقدوتنا محمد "عليه أفضل الصلاة والسلام" (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة) ، فالكلمة الطيبة تقى الإنسان من النار، بل يكون صاحبها صاحب سيرة عطرة بين الخلق، فيها السحر الحلال ينتج عنه التواد والتراحم، فكم من كلمة قالها إنسان وفرحت بها قلوب وأضيئت لها دروب، فهى تولد مشاعر إيجابية، بل إننى على يقين أن الكلمة الطيبة تفعل بالإنسان كما يفعل المطر الذى يسقط على الأرض الجدباء فتنبت وتزدهر بأنواع الزهور.
فكم من كلمة أصلحت متخاصمين وكم من كلمة لمت شمل أسرة، اجعل من تعاملاتك اليومية نوراً يتسلل إلى القلوب فيضيئها ويدفئوها ولا تسهين بذلك.