حالة من الضبابية تهيمن على المشهد السوري، بعد سقوط النظام، فى لحظة تبدو استثنائية، ليس فقط فى الداخل السوري، وإنما فى الإقليم بأسره، فى ضوء ما سوف يترتب على الأوضاع الأخيرة فى دمشق، من ترتيبات إقليمية، خاصة مع التزامن بينها وبين ما تتعرض له رقعة جغرافية واسعة فى منطقة الشرق الأوسط من اعتداءات تارة وتهديدات تارة أخرى، من قبل العدوان الإسرائيلى المتواصل منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي.
وبالنظر إلى المشهد الداخلى فى سوريا، نجد أن ثمة حالة من التضارب حول مصير بشار الأسد، بين أخبار تتداول خروجه من البلاد إلى جهة غير معلومة، وأخرى حول وجوده فى قاعدة حميميم تمهيدا لانتقاله إلى موسكو، بينما يبقى رئيس الوزراء غازى الجلالى فى منصبه لتسيير الأعمال، حيث أفادت تقارير إخبارية بأنه توجه إلى مكتبه صباح اليوم الأحد.
ونقل التليفزيون السورى بيانا للعمليات العسكرية، حثّ فيه الشعب السورى على "ضرورة الحفاظ على جميع ممتلكات الدولة السورية وعدم الاقتراب من المؤسسات العامة التى ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السورى السابق حتى يتم تسليمها رسميًا".
ومن جانبه، قال رئيس الحكومة السورية، الدكتور محمد غازى الجلالي، إنّه مستعد للتعاون مع الجميع وأى حكومة يختارها الشعب السوري، موضحا أنه ليس حريصا على المنصب ولكنه يضع مصلحة سوريا كأولوية قصوى.
وأضاف "غازي" خلال كلمته المُسجلة، اليوم الأحد، أن "أى قيادة يختارها السوريون سنتعاون معها؛ حرصًا على المرافق العامة للبلاد ونمد أيدينا للجميع من أجل الحفاظ على مؤسسات الدولة ومرافقها".
وأهاب "غازي" بجميع المواطنين السوريين بعدم المساس بالأملاك العامة للدولة؛ لأنها تعتبر أملاكًا للشعب السورى العظيم.
ونفى رئيس الحكومة السورية مغادرته للبلاد، ولن يكون ذلك إلّا بصورة سلمية من أجل ضمان عمل المؤسسات ومرافق الدولة العامة ونشر الأمان بين المواطنين.
ولكن تبقى ردود الأفعال الدولية أمرا مهما فى إطار الحديث عن المشهد السورى المتسارع، فى ضوء ما سوف يترتب على المستجدات الأخيرة، من تداعيات، فى ضوء مشهد إقليمى متفاقم أساسا.
فمن جانبه، أعلن البيت الأبيض أن أولويات الولايات المتحدة فى سوريا حاليا تتمثل فى ضمان ألا يشجع النزاع الحالى على عودة ظهور تنظيم داعش أو يؤدى إلى "كارثة إنسانية".
وقال مستشار الأمن القومى جيك سوليفان - حسبما نقلت قناة الحرة الأمريكية صباح اليوم الأحد - أن تمدد النزاع "يشكل مصدر قلق"، متحدثا عن قلق حيال تنظيم داعش خصوصا.
وشدد فى مؤتمر أداره منتدى ريغن للدفاع الوطنى فى سيمى فالى بولاية كاليفورنيا، على أن الأولوية الرئيسية تتمثل فى ضمان "ألا يؤدى القتال فى سوريا إلى عودة ظهور تنظيم داعش"، مضيفا "سنتخذ خطوات بأنفسنا، مباشرة وبالعمل مع قوات سوريا الديموقراطية؛ من أجل ضمان عدم حدوث ذلك".
وأشار سوليفان أيضا إلى أن واشنطن متيقظة أيضا من أجل وقف "كارثة إنسانية، سواء فى ما يتعلق بالمدنيين، أو الوصول إلى الضروريات المنقِذة للحياة، أو ما يتعلق بحماية الأقليات الدينية والعرقية فى سوريا".
بينما اعتبر الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب أن فرار الأسد من سوريا يرجع فى الأساس إلى فقدانه للدعم الروسى.
كما أعلن مصدر حكومى أردنى متابعة تطورات الأوضاع المتسارعة فى سوريا والتقارير بشأن الأسد، موضحا أن موقف الأردن يبقى ثابتا من أمن واستقرار سوريا ووحدة أراضيها واستعادة مؤسسات الدولة السورية فعالية مؤسساتها.
وأضاف أنه يجرى العمل على تعزيز حالة الأمن والاستقرار فى المنطقة.