طرحت منصة نتفليكس فيلمها الجديد Mary، يوم 6 ديسمبر الجارى، بالرغم من كل المطالبات بعدم عرضه بسبب بطلته الأسرائيلية، وقصته التي تدور بشكل واضح وصريح عن حياة مريم العذراء وحملها للسيد المسيح.
فيلم Mary اعتمدت في سرده على قصة حياة مريم العذراء، ولكن مع التأكيد على أن دولة فلسطين موطن السيد المسيح هي اسرائيلية، وان الإسرائيلين حكموها منذ الالآف السنين، وانها موطنهم الأصلى وهم الأحق بها، في رسائل غير مباشرة ومباشرة في بعض المشاهد الأخرى.
ولكن يبقى السؤال الأهم، هو لماذا طرح فيلم فيلم Mary الان؟، لأن توقيت الطرح هو الأهم، وفى وسط حالة من الغضب العامة بسبب الانتهاكات التي تحدث من الكيان الصهيوني على الأراضى الفلسطينية، من 7 أكتوبر من العام الماضى 2023، واستمرار إسرائيل في قتل واستهداف المدنيين على مدار الساعة، وهو ما يعد حيله بائسة منهم في محاولة تحسين وتجميل صورتهم بشكل غير مباشر من خلال تلك الاعمال السينمائية لتوطين أفكار ليس لها أساس من الصحة خلال السينما والدراما.
ومع كثير من الاعتراضات على طرح فيلم Mary، لم تنصاع المنصة الامريكية نتفليكس لأى من الجدل الذى أثاره الفيلم على مواقع التواصل الأجتماعى وتم طرح العمل على المنصة، والذى تمكن من الظهور في الأفلام الأكثر مشاهدة خلال عطلة الأسبوع الماضى، لتستمر المنصة في حملتها الممنهجة في طمس التاريخ ومحاولاتها المستمرة في الترويج لبعض الأفكار التي تعد أولوية في أجندتها بالشرق الأوسط.
ولم يكتفي القائمين على العمل بطرحه في هذا التوقيت لاثارة الجدل، ولكنها حرصت على التأكيد بتورطها في تنفيذ اجندة خاصة بالكيان الصهيوني بعد استعانتها بالممثلة الإسرائيلية نواه كوهين، صاحبة الـ 21 عاماً، في بطولة العمل والتي كانت شرارة البداية لمحاولات الاعتراض على طرح الفيلم، وهي ما جسدته داخل الفيلم بالإشارة إلى حقيقة أن اليهود عاشوا في أرض فلسطين قبل مئات السنين من تأسيس الإسلام.
ولم تكن تلك الواقعة الاولي للمنصة في مسلسل اثارة الجدل، وسبق وأثارت الجدل من قبل بسبب المسلسل القصير Testament: The Story of Moses، الذي تناول هدفا واضحا هو "أن ما يحدث فى الأراضى الفلسطينية حاليا هو استكمال لـ هدف النبى موسى عليه السلام منذ قديم الأزل، وأن فلسطين التى كانت جزءا من كنعان فيما مضى هى الأرض الموعودة لـ بنى إسرائيل، وهى رسالة خطيرة ويجب أن ننتبه إليها جيدا ونحذر.