أدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة مع الجمهورية العربية السورية والمواقع القيادية المجاورة لها، بما يمثل احتلالا لأراض سورية، ويعد انتهاكا صارخا لسيادتها ومخالفة صريحة لإتفاق فض الاشتباك لعام 1974، جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية.
وتؤكد مصر على أن الممارسات الإسرائيلية تخالف القانون الدولي وتنتهك وحدة وسلامة الأراضي السورية، وتعد انتهازا لحالة السيولة والفراغ في سوريا لاحتلال مزيد من الأراضي السورية لفرض أمر واقع جديد على الأرض بما يخالف القانون الدولي.
وتطالب مصر مجلس الأمن والقوى الدولية بالاضطلاع بمسئولياتها واتخاذ موقف حازم من الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، بما يضمن سيادتها على كامل أراضيها.
وشن الطيران الحربي الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر الاثنين، عشرات الغارات الجوية على مواقع مختلفة في سوريا استهدفت نحو 100 موقع عسكري، تزامنًا مع احتلال مواقع في المنطقة العازلة، بحسب ما أكده المتحدث باسم جيش الاحتلال الذي أعلن إطلاق عملية عسكرية باسم "الشرق الجديد" في عملياته في جنوب سوريا.
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مهاجمته خلال الليل العشرات من طائرات "ميج 29" التابعة للجيش السوري، مشيرا إلى استهدافه لأهداف عسكرية في منطقة القلمون ومواقع عسكرية تطل على هضبة الجولان ومستودعات أسلحة وذخائر في دير الزور شرق سوريا.
فيما أكد وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أنه وجه الجيش بمواصلة تدمير الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة في كل أنحاء سوريا، وإنشاء منطقة آمنة في الجانب السوري تكون خالية من السلاح والبنى التحتية العسكرية.
ونشر جيش الاحتلال صورا لمداهمة قوات الجيش في منطقة جبل الشيخ في الشق السوري.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن عشرات الطائرات شاركت في الهجوم على سوريا في أعنف هجمات إسرائيلية شهدتها سوريا ربما منذ حرب أكتوبر 1973، مشيرة إلى أن المستوى السياسي في إسرائيل يفكر في تعميق سيطرته في الأراضي السورية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن إسرائيل قصفت مركز البحوث العلمية في المربع الأمني بدمشق، حيث تدار برامج أسلحة كيميائية وصواريخ باليستية، وشنت غارات جوية استهدفت حي المزة بالعاصمة السورية.
واستولى جيش الاحتلال الليلة الماضية على نقاط إضافية في المنطقة العازلة مع سوريا.
وأمس الأحد، أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو انهيار اتفاقية فصل القوات بين إسرائيل وسوريا لعام 1974، واحتل الجيش الإسرائيلي منطقة جبل الشيخ الحدودية والمنطقة العازلة مع سوريا.
وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الأحد، غارة استهدفت مطار دمشق، وذلك عقب ساعات من إعلان الفصائل المسلحة سيطرتها التامة على العاصمة السورية دمشق.
احتفى رئيس وزراء حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، بسقوط نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد بعد سيطرة الفصائل المسلحة على العاصمة دمشق وعدد من المدن الرئيسية في البلاد، ووصف نتنياهو ما يجري في سوريا بأنه "يوم تاريخي في الشرق الأوسط".
جاء ذلك خلال زيارة نتنياهو برفقة وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، صباح الأحد، جبل بنتال في الجولان المحتل، وهي نقطة مراقبة على الحدود السورية، ورافقهم في الزيارة رئيس المجلس الإقليمي للجولان، أوري كيلنر، واستمعوا إلى إحاطة أمنية قدمها قائد القيادة الشمالية بجيش الاحتلال اللواء أوري جوردين، وقائد الفرقة 210 العميد يائير بلاي، حول التطورات في سوريا وجاهزية الجيش.
وقال نتنياهو: "هذا يوم تاريخي في الشرق الأوسط. نظام الأسد، الذي يمثل حلقة محورية في محور الشر الإيراني، قد سقط. هذا نتيجة مباشرة لضرباتنا على إيران وحزب الله، الداعمين الرئيسيين له، مما أدى إلى تغييرات كبيرة في المنطقة وفرص جديدة لإسرائيل."
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى انهيار اتفاقية فصل القوات لعام 1974 بعد تخلي الجنود السوريين عن مواقعهم، معلنًا أنه أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي بالسيطرة على المنطقة العازلة ومواقع القيادة المحاذية لها.
وأكد: "لن نسمح لأي قوة معادية بالاستقرار على حدودنا. سنواصل العمل لحماية حدودنا وأمن مستوطناتنا."
وأضاف نتنياهو أن إسرائيل تسعى إلى الحفاظ على سياسة حسن الجوار، زاعما تقديم إسرائيل للمساعدات الطبية للسوريين خلال الحرب الأهلية، وتحدث عن دعمه لجيران إسرائيل من الدروز والأقليات الأخرى، مثل الأكراد والمسيحيين والمسلمين الذين يريدون العيش بسلام مع الصهيونية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة