ضربت زوجة شابة بمحافظة الشرقية مثالا يظهر عن مدى معدنها الأصيل وتربيتها الحسنة وقدرتها على الحب والعطاء، عندما أهدت زوجها مدرس اللغة العربية قطعة من جسدها لإنقاذ حياته بعد أن رفض أقرب المقربين التبرع له، وجاءت أنسجتها مطابقة تماما لانسجته على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بينهما، وكأن الحب جعل الدم والأنسجة تتطابق مع بعضها البعض لكى يختارها القدر هى لأن تكون سببا فى إنقاذ حياته.
قبل 16 عاما من الآن تزوج "عصام محمد فريد الشحات" مدرسة لغة عربية بالأزهر الشريف من أبناء مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، زواجا تقليديا من فتاة تدعى "انشراح" حاصلة على ليسانس آداب قسم علم نفس، وعاشا سويا قصة حب قائمة على حسن المعاملة وطيبة القلب، وبعد حياة هادئة رزقهما الله بثلاثة أبناء "محمد" بالصف الأول الثانوى العام "مريم" بالصف السادس الابتدائي، و"عمر" بالصف الرابع الابتدائى، وقبل نحو 4 سنوات حدث شيء ما عكر صفو تلك الحياة الهادئة بإصابة رب الأسرة بتدهور فى وظائف الكلى، وهنا ظهر معدن زوجته فى أزمته الصحية.
ويقول عصام صاحب الـ43 عاما، إنه تعرض لامتحان من الله بإصابته بفشل كلوى، وقام بإجراء جلسات الغسيل الكلوى، على مدار ستة أشهر متالية، وبدأ رحلة المتابعة بجامعة المنصورة لزراعة الكلى، إلى أن تقابل مع الدكتور أحمد رجب أستاذ المسالك البولية بمستشفى جامعة الزقازيق وأخبرنه بالمتابعة وإجراء الفحوصات داخل جامعة الزقازيق، ومن شروط الجامعة أن يكون المتبرع ذا صلة قرابة من الدرجة الأولى للمريض، وأضاف: حاولت مع أقاربي لكنهم جميعهم خذلونى، إلى أن قررت زوجتى التبرع لى بجزء من جسدها وبعد إصرار شديد منها وافقت، وتم سحب العينة منها، وسبحان الله بالرغم من عدم وجود صلة قرابة ببينا، جاءت الفحوصات مع زوجتى متطابقة، وتم استكمال الإجراءات وإجراء العملية بنجاح، متابعا: زوجتى صاحبة فضل كبير ضحت من أجلي ولا أجد ما يقدر ما فعلته من أجلي أكافئها عليه، فوجودها فى حياتى رزق من الله.
"معاملته الحسنة طوال فترة زواجنا كافية أن أضحي من أجله".. بهذه الكلمات عبرت السيدة "انشراح حسن علوان" 37 عاما حاصلة على ليسانس آداب علم نفس، عن حكايتها مع زوجها "عصام" قائلة: زوجى عطوف القلب وطوال فترة زواجنا أحسن معاملتى ومن أجل أطفالنا لم أتردد لحظة واحدة فى تقديم جزء من جسدي له فهو يستحق، وهذا واجبى نحوه، وبعد إصرارى وافق على تبرعى له بالكلى اليسرى، وبالرغم من عدم وجود صلة قرابة بيننا وجد الأطباء نتيجة الفحوصات الطبيبة التى أجريت لى أثناء السير فى إجراء الزرع جاءت متطابقة تماما بشكل أدهش الأطباء، والحمد لله أجرى زوجى العملية بنجاح وعاد لمنزله ينير حياتنا من جديد بعد إنهاء رحلته مع الغسيل الكلوى.
ومن جانبه قال الدكتور لطفى بندارى، رئيس قسم المسالك البولية بمستشفيات جامعة الزقازيق، إنه تماشيا مع المبادرة الرئاسية لدعم برنامج زراعة الكبد والكلى للمواطنين بالمجان، حققت جامعة الزقازيق نجاحا يسجل فى مشروع زراعة الأعضاء، حيث أجريت منذ أيام عملية زرع كلى لمدرس فتبرعت له زوجته لإنقاذ حياته بعد معاناته من أوجاع الغسيل الكلوى، وتعد هذه الحالة الحادية عشر التى يتم زراعة كلى لها لدينا، منوها إلى أن جزءا كبيرا من أسباب الفشل الكلوى فى مصر له علاقة بالالتهابات وبعض الأمراض الوراثية، وزراعة الكلى تجعله يمارس حياته بصورة طبيعية، والجامعة تغطى تكلفة المرضى من تحضير وأدوية بعض الزراعة.
وتابع فى حديثه لـ"اليوم السابع"، أنه تم تفعيل بروتوكول زراعة الكلى بمستشفيات جامعة الزقازيق، منذ عامين، فى عهد الدكتور عثمان شعلان رئيس جامعة الزقازيق السابق، وتم مواصلة العمل فى هذا الإطار من قبل الدكتور خالد الدرندلى، رئيس جامعة الزقازيق الحالى، بجهود ودعم من الدكتور أحمد عنانى، عميد كلية طب بشرى الزقازيق، والدكتور وليد ندا، المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة الزقازيق، وبجهود من إدارة الكلية والجامعة، مستمرين فى زراعة الكلى، فى طب بشرى جامعة الزقازيق.
الاستاذ الدكتور لطفى بندارى، رئيس قسم المسالك البولية بجامعة الزقازيق
المريض بعد نجاح العملية والمتابعة
الفريق الطبى من اعضاء جامعة الزقازيق
قسم المسالك البولية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة