هيثم الحاج على

وسام الدويك .. والجمال الباقي

الخميس، 15 فبراير 2024 01:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مرت ذكراه الخامسة في الثالث عشر من فبراير، واحد من هؤلاء الذين نشأوا من تراب هذه الأرض وطميها.

كان وسام الدويك الشاعر والكاتب والمصور والناقد وقبل ذلك كله الصديق الذي تجد عنده ملاذا وملجأ من أي هم، والمبدع الذي يرى في العالم من حوله جوانبه الجميلة والإنسان الذي يجعلك تحب نفسك كما تحب العالم من حولك.

في مثل ذلك التاريخ في عام 2019 فوجئ كل من يعرف الاسم بخبر الوفاة المفاجئ الذي لم يكن له أي مقدمات، تفصله عن لحظة ميلاده ثمانية وأربعون عاما قضاها في ألم مستمر لم ينل من تفاؤله ورغبته في الحياة، فقد كان وسام مثالا في بث الطاقة الإيجابية فيمن حوله حتى في أصعب اللحظات، وهو ما جعله ملجأ لكثيرين ممن حوله عند الشدائد يستمع ويحتوي ويتحرك لإيجاد حل بصورة ربما لم يكن يقوم بها من أجل نفسه.

وسام الذي عرفته في البداية شاعرا يحاول استغلال دراسته للآثار المصرية القديمة في خلق رؤية شعرية تقوم على جذرها المصري فكان ديوانه الأول "يرجع العاديون مكبلين بالياسمين" عام 1999، ثم ديوانه الثاني "الخروج في النهار" عام 2002، ليبدأ بعدها مشوارا آخر في التاريخ الثقافي في كتبه عن كفافيس ومنير مراد واليهود في السينما المصرية وغيرها، ويدشن هذا الاتجاه بعمله مديرا للمحتوى الثقافي في أكثر من قناة فضائية، قبل أن يضيف إلى إنتاجه بعدا جديدا عندما حمل الكاميرا وبدأ في الرؤية من خلف العدسة لينتج عددا كبيرا من اللوحات الفوتوغرافية، ويسهم في تسجيل لحظات فرح الأصدقاء برؤية جعلت كثيرا من أصدقائه يطلقون عليه شاعر الكاميرا.

حتى كان نشاطه على الفيس بوك بإنشاء مجموعة من محبي القاهرة ترتب زيارة أسبوعية لواحد من أماكنها التي كان يحفظها وسام عن ظهر قلب ويقوم فيها متطوعا بدور المرشد السياحي مستغلا دراسته الأثرية، ليستطيع الأصدقاء المجتمعون أن يروا روح هذه المدينة التي كان وسام بحق واحدا من دراويشها.

حياة كاملة ثرية على الرغم من قصرها عاشها وسام الدويك مخلفا وراءه جمالا من نوع خاص وعلى الرغم من أنه لم يكرم بصورة رسمية حتى الآن، سواء في نوادي الأدب أو مؤتمراتهم، وظلت مجموعة من كتبه التي أصدرتها هيئة الكتاب في أعقاب وفاته هي الأثر الرسمي الباقي له، لكن له منزلة في قلوب كثيرين من مبدعي هذا الجيل أكبر من أي تكريم.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة