<< صحفيون فلسطينيون: أصبت خلال تأديتي للعمل وفقدنا أشقاء وعائلة ولم يعد لدينا منازل
<< قرار رقم 1738 لمجلس الأمن الدولي أكد إدانة الهجمات المتعمدة ضد الصحفيين
<< تسجيل أعلى مؤشرات انتهاك حرية الصحافة في فلسطين بسبب انتهاكات الاحتلال
<< نقابة الصحفيين الفلسطينيين تتقدم بدعوى ضد بايدن وبلينكن بمحكمة أمريكية وتبحث تقديم دعاوى ضد الاحتلال بمحاكم أوروبية
"كنت ذاهبا لتغطية إحدى عمليات استهداف الاحتلال لعدد من المنازل وتصوير تقرير صحفي ليستهدفنا الاحتلال عبر طائرة مسيرة أنا وزميلى، طلبنا سيارة الإسعاف التى جاءت لنا لتنقلها لإحدى المستشفيات في مدينة رفح الفلسطينية، الاحتلال لم يكتف بذلك، بل واصل تتعبنا وقصف سيارة زملائنا التي كانت خلف سيارة الإسعاف، ليستشهد على الفور كل من الصحفيان حمزة الدحدوح ومصطفى الثريا، وتتوقف سيارة الإسعاف التى لم نستطع الخروج منها ونضطر لكسر نافذة السيارة كي نستطيع الهرب من هذا القصف"، هذه ببساطة قصة الصحفى الفلسطيني "عامر أبو عمرو"، الذي ساقته الصدفة فقط لرؤية زملائه الشهداء، واللذان كانا يصوران أيضا تقريرا صحفيا في ذات الوقت الذي كان يصور فيه هو أيضا تقريرا في نفس المكان، "عامر" أصيب مؤخرا بشظايا في جسده بسبب استهداف الاحتلال للصحفيين الفلسطينيين في كل مكان بقطاع غزة منذ بداية العدوان الغاشم في 7 أكتوبر الماضي.
عدد الشهداء الصحفيين في غزة
وفقا لأخر تحديث صدر عن المكتب الإعلامى الحكومى في غزة، فإن الاحتلال قتل حتى الآن أكثر من 130 صحفيا، بجانب اعتقال 10 صحفيين حتى الآن، وهو ما يجعل هذا الرقم هو الأعلى من حيث استهداف الصحفيين على مر تاريخ الحروب والنزاعات، خاصة عندما نعلم أن هناك 69 صحفيا فقط قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية والتي استمرت 6 سنوات، من 1939 حتى 1945 وتعد الأكثر دموية في تاريخ كوكب الأرض، ومعرفة ضخامة هذا العدد ن الشهداء الصحفيين، يكفى معرفة أن عدد الصحفيين الفلسطينيين الشهداء منذ عام 2000 وحتى قبل 7 أكتوبر 2023 بلغ 55 صحفيا، كما أن الاتحاد الدولي للصحفيين أكد مقتل 94 صحفيًا وعاملا إعلاميًا، بينهم 9 صحفيات، طوال عام 2023، ولكن خلال عدوان الاحتلال على غزة فقط استشهد 130 فلسطينيا حتى الآن، والأعداد مرشحة للزيادة خاصة في ظل وجود آلاف المفقودين تحت الأنقاض.
الصحفي الفلسطيني عامر أبو عمرو: أصبت بعدة شظايا وأربعة من الزملاء أثناء تغطيتنا لمجزرة
تواصلنا مع "عامر أبو عمرو" الصحفى الفلسطيني، والذي واجه الموت عدة مرات في غزة خلال عمله، حيث أكد أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الصحفيين من خلال إما القصف الصاروخي أو عبر قناصته المتمركزة في المباني أو آلياته العسكرية، أو عن طريق الطائرات المسيرة.
عامر أبو عمر
ويضيف في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من غزة، أن الصعوبات التى يواجهها الصحفي الفلسطيني خلال عمله هي عدم المقدرة على توثيق الجرائم التي يرتكبها الاحتلال من خلال منع الطواقم الصحفية من التغطية من قبل الجيش الإسرائيلي لأن الاحتلال يخشى من فضح جرائمه لعدم فضح ما يقوم به من مجازر يرتكبها بحق جميع مكونات المجتمع الفلسطيني، أيضا صعوبات خاصة بالمعدات اللازمة لعملنا الصحفي من خلال منع الاحتلال إدخال المعدات اللازمة للعمل الصحفي، خاصة أن معداتنا أصبحت متهالكة من كاميرات وأجهزة الصوت وحتى أجهزة الإرسال، متابعا :"نحن أصبحنا نغطي ما يحدث عبر هواتفنا الذكية وهذا يعيق عملنا الصحفي ويصعب علينا توثيق الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق المدنيين".
وبشأن ما إذا قد فقد أحد من عائلاته أو أصدقائه خلال العدوان يقول "عامر أبو عمرو":" بالتأكيد فنحن في كل مهمة نقوم بها لتوثيق انتهاكات الاحتلال نقوم بتوديع أهلنا وزملائنا لأننا يمكن في لحظة أن نكون نحن الخبر الصورة بدل أن ننقل الصورة فالعشرات من زملائنا قضوا شهداء وأنا شخصيا فقدت زميلين استشهدوا حيث كنت متواجد معهم وأصبت بعدة شظايا وأربعة من الزملاء أثناء تغطيتنا لمجزرة بحق عائلة أبو النجا جنوب شرق مدينة خان يونس، أيضا فقدت اثنين من زملائي في الوسيلة الإعلامية التي أعمل بها في بداية الحرب على غزة حتى وصل بنا الحالة لفقدان 130 شهيدا صحفيا".
ويتابع :"لم نتوقع في يوم من الأيام حجم الاستهداف للمجموع الصحفي في قطاع غزة، إن ما يقوم به الاحتلال الصهيوني باستهداف الصحفيين يعتبر الأكبر على مستوى الحروب السابقة بسبب فظاعة ما يقوم به الجيش الاسرائيلي بارتكاب مجازر بحق المدنيين والمجموع الصحفي، ومعظم الصحفيين فقدوا منازلهم وأنا واحد منهم فقدت منزلي ومنازل العائلة بشكل كامل".
وحول كيفية تقديم الرسالة الإعلامية في ظل هذه الجرائم التي ترتكب ضد الصحفيين، يضيف عامر أبو عمر :"في ظل الاستهداف المتواصل بحق المدنيين في قطاع غزة، نجد أنفسنا مجبرين لنقل الرسالة للعالم الخارجي حتى يرى حجمة الدمار والانتهاكات الفظيعة بحق الشجر والحجر والبشر، نعمل بأقل الإمكانات حتى وصل بنا الحال لاستخدام الهواتف الذكية لتوثيق ما يقوم به الاحتلال ولكن نجد صعوبة بالغة في انقطاع التيار الكهربائي وانقطاع الاتصالات وشبكات الإنترنت، ولكن نحن باقون في مهمتنا الإنسانية والأخلاقية في نقل الرسالة للعالم".
القانون الدولى يحمى الصحفيين
الصحفيون محميون بقوة القانون الدولى، حيث إن قرار رقم 1738 لمجلس الأمن الدولي أكد إدانة الهجمات المتعمدة ضد الصحفيين وموظفي وسائل الإعلام والأفراد المرتبطين بهم أثناء النزاعات المسلحة، بجانب نصه على اعتبار الصحفيين والمراسلين المستقلين مدنيين يجب احترامهم ومعاملتهم بهذه الصفة، ومساواة سلامة وأمن الصحفيين ووسائل الإعلام والأطقم المساعدة في مناطق النزاعات المسلحة بحماية المدنيين هناك، بجانب اعتبار المنشآت والمعدات الخاصة بوسائل الإعلام أعيانا مدنية لا يجوز أن تكون هدفا لأي هجمات أو أعمال انتقامية، واعتبرت لجنة الأمم المتحدة بشأن الحقيقة في السلفادور أن قتل أربعة صحفيين هولنديين، كانوا برفقة أعضاء من جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني، والذين سقطوا في كمين لدورية من القوات المسلحة السلفادورية، هو انتهاك للقانون الدولي الإنساني الذي يشترط ألا يكون المدنيون محلا للهجوم، كما ذكرت البرازيل، في عام 1971، وألمانيا في عام 1973، أمام اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة أن الصحفيين محميون كمدنيين، عملاً بمبدأ التمييز.
شهادة الصحفي الفلسطيني يحيى اليعقوبى : الخوذة والدرع أصبح خطرا علينا بعد أن كان يحمينا بقوة القانون الدولي
شهادة أخرى هذه المرة يكشفها الصحفى الفلسطيني يحيى اليعقوبي، الذي يغطي الأحداث في فزة، حيث يؤكد أن الاحتلال الفلسطيني يستهدف الصحفيين في كل مكان، سواء في مكان عمله وفي بيته وأثناء التغطية أيضا، وحال شاهد الاحتلال عبر طائرات المراقبة التي تجول وتحوم في كافة أنحاء قطاع غزة والصحفى الفلسطيني يوثق لحظات قصف المنازل فيقوم الاحتلال بقصف الصحفى حينها، وهذا حدث في عشرات الحالات الذين استشهدوا بهذه الطريقة.
يحيى اليعقوبى
ويضيف يحيى اليعقوبي، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هناك طريقة أخرى وهي الاستهداف المباشر، حيث هناك عشرات الصحفيين الذين استشهدوا بشكل مباشر في منازلهم مع أسرتهم من الاحتلال في قطاع غزة ، خاصة من يترأسون مؤسسات صحفية ، فالعديد من الزملاء الصحفيين استشهدوا مع عائلاتهم خلال القصف العشوائي للمواطنين والذي يطال الطبيب والصحفى والمهندس وغيرهم من المهن والفئات، وكذلك هناك اعتقال مباشر للصحفيين خلال نقاط التمركز بين المحافظات في قطاع غزة ، حيث خلال لحظات النزوح يتم توقيف الصحفيين فيعتقل الاحتلال من يريد اعتقالهم، خاصة الصحفيين الذين يكتبون عن نجاحات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال.
ويوضح أن الصعوبات التي تواجه عمل الصحفى في غزة كثيرة للغاية ، فربما هذه الحرب الأصعب التي تواجه الإعلام الفلسطيني ، حيث كل الإذاعات المحلية أغلقت وتوقف بثها، وتم وقف البث المرئى ووسائل الإعلام المحلية أصبحت معطلة بشكل شبه كامل وأصابها الشلل ، وكل الصحفيين الفلسطينيين في القطاع لم يعد قادرين على العمل مثلما كانوا في الحروب السابقة، كما أن الإمكانيات غير متوافرة فالإنترنت مقطوع داخل القطاع وكذلك الاتصالات، وعمليات التنقل صعبة للغاية ، وقلة قليلة من الصحفيين هي التي بقيت تعمل وتعمل في أماكن محددة فقط في المستشفيات كي يتمكنون من تصوير الأماكن التي يتنقلون إليها .
ويشير يحيى اليعقوبي إلى أن هناك صعوبة كبيرة في التنقل لأن الوقود غير متوفر وإذا توفر فسعره أضعاف مضاعفة من الأسعار السابقة، بجانب صعوبة التصوير وعدم توافر الكهرباء كلها تحديات ومعوقات، فالصحفى الفلسطيني إنسان ينشغل في تدبير احتياجات أسرته اليومية من خبر وهذه معاناة شديدة للغاية بجانب توفير المياه الصالحة للشرب فنضطر لشرب المياه المالحة التي تستخدم للأعمال المنزلية.
ويؤكد أن الصحفيين الآن يتواجدون في خيام ، وأغلبيتهم يتواجدون في خيم بمستشفى ناصر في خان يونس بجانب مستشفى شهداء الأقصى في المحافظة الوسطي والمستشفى الكويتى بمحافظة رفح والصعوبات لا يمكن حصرها وهي كبيرة للغاية ، لافتا إلى أن استهداف هذا العدوان للصحفيين الفلسطينيين في غزة هو الأكبر في تاريخ حروب العالم ويعادل مافقده العالم من الصحفيين خلال العامين الماضيين، متابعا :"لم يسبق في تاريخ نزاع مسلح أن انتهكت حرية الصحافة والإعلام بهذا الشكل الخطير، حيث يتم استهداف الصحفى لأنه فقط ينقل الصورة ، والصحفى الذي يرتدى الخوذة والدرع مفترض أنها علامة تحميه في القانون الدولي ولكن هذا القانون في تلك الحرب أصبح حبرا على ورق بسبب انتهاكات الاحتلال، فأصبحت تلك العلامة التي تحميه خطرا عليه، وأصبح الصحفى يلقى بالخوذة والدرع خوفا من استهدافه وانقلبت الآية وأصبح الكل يخاف على نفسه".
ويضيف يحيى اليعقوبي، أن الصحفيين الذين فقدوا عائلاتهم بالعشرات وبالمئات الذين فقدوا منازلهم وتوجهوا بعيدا عن منازلهم، ومجمع الإعلام الفلسطيني تعرض لشلل كامل ولأول مرة يحدث هذا الشلل وأثر بشكل كبير على نقل الصورة، ولكن رغم ذلك يحاول النشطاء والمواطنون والصحفيون نقل الصورة والكلمة بكل ما يملكون ويخطرون بحياتهم وهناك صحفيين لم يعودوا إلى منازلهم منذ أكثر من 4 أشهر، حيث يمكثون في أماكن الأحداث، متابعا :"أداء الرسالة الإعلامية واجب على الصحفي الفلسطيني كما الطبيب، حيث نؤدى رسالتنا وننقلها إلى العالم وننقل الحقيقة لأنه إذا انعدمت الصورة فمن سيعلم بالحدث ومن سيصدق الرواية الفلسطينية، فهذه الجرائم وهذه الصور لولا أن الصحفى الفلسطيني هو من نقلها لما شاهدها العالم ، وهذا ينبع من إيمان الصحفى الفلسطيني بأهمية المعركة الإعلامية التى يخضوها الصحفيين الفلسطينيين لنقل الحقيقة ونقل جرائم هذا الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني".
العدوان الإسرائيلي يسجل أعلى مؤشرات انتهاك حرية الصحافة
في 3 فبراير الجاري أصدر منتدى الإعلاميين الفلسطينيين بيانا، بمناسبة مرور 120 يوما على العدوان بغزة، كشف فيه أبرز الانتهاكات التى يمارسها الاحتلال ضد الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث أكد أن العدوان الإسرائيلي على غزة سجل أعلى مؤشرات انتهاك حرية الصحافة بقتل أكثر من 120 صحفيا بدم بارد خلال 120 يوما فقط، والأعداد مرشحة للزيادة، حيث ارتكب خلالها جيش العدو الصهيوني أبشع جرائم الإبادة بحق المدنيين الآمنين في قطاع غزة، فضلا عن إصابة العشرات من الصحفيين جراء الاستهداف الصهيوني الممنهج والمقصود، كما واصل اعتقال العديد من الصحفيين ممن اعتقلهم خلال توغله البري في غزة وشمالها، لافتا إلى أن شهادات من أفرج عنهم تكشف سادية ووحشية العدو الصهيوني الذي مارس بحق الأسرى أقسى أساليب التعذيب، لا تزال آثار الصحفيين نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد مفقودة منذ السابع من أكتوبر 2023.
ولفت المنتدى إلى إقدام الشركة الفرنسية المالكة للقمر الصناعي المستضيف لقناة الأقصى الفضائية على وقف بث القناة؛ استجابة لضغوط الحكومة الفرنسية وخضوعا لضغوط حكومة العدو الصهيوني دون أدنى اعتبار للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية ومبادئ حقوق الإنسان، بالإضافة تمادي جيش العدو الصهيوني بقصف وتدمير منازل العشرات من الصحفيين ما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات من أهاليهم، بالإضافة إلى تدمير وتضرر مقار العشرات من المؤسسات الإعلامية، ومنها مؤسسات دولية كقناة الجزيرة ومكتب وكالة الأنباء الفرنسية، جراء القصف الصهيوني، واختراق بث الإذاعات والقنوات المحلية في إطار الحرب النفسية على المجتمع الفلسطيني، بجانب استهداف البنية التحتية لشبكة الاتصالات والانترنت وتعطيلها عدة مرات بما يحد من قدرة وسائل الإعلام والصحفيين على العمل ونقل مجريات الأحداث والمستجدات في قطاع غزة.
لؤى الغول مدير نقابة الصحفيين في غزة: العدوان الإسرائيلي سجل أكبر استهداف للصحفيين على مر التاريخ
الصحفي الفلسطيني لؤى الغول، مدير نقابة الصحفيين في غزة، يوضح حجم الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال ضد الصحفيين وتعمده استهداف المؤسسات الإعلامية في القطاع، حيث يؤكد أن الاحتلال الاسرائيلي المجرم مازال يمعن بقتل الفلسطينيين وخاصة الصحفيين برغم من ارتداهم ملابس وإشارات واضحة بأنهم صحفيين لكن هو يتعمد قتلهم لإسكات الصوت الفلسطيني وطمس الرسالة الفلسطينية وعدم إظهار الحقيقة الخاصة بجرائمهم ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل وعدم نقل الصورة الحقيقية للفلسطينيين من قتل ودمار وتشريد وتدمير وتخريب للإنسان والشجر والحجر وقتل الأطفال والنساء والشيوخ وتهجير الإنسان الفلسطيني ومنع كل مقاومات الحياة وتدمير المستشفيات وتدمير سيارات الإسعاف واستهداف طواقم الدفاع المدني واستهداف كل ما هو فلسطيني .
لؤى الغول
ويضيف مدير نقابة الصحفيين في غزة، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن ما يحدث للصحفيين الفلسطينيين في هذا العدوان هو أكبر عدد لقتل واستهداف الصحفيين وتدمير المؤسسات الصحفية والإعلامية على مر التاريخ، خاصة في ظل استهدافهم بشكل مباشر وبصورة وحشية وإجرامية، بجانب قتل أسر وأولاد الزملاء الصحفيين، متابعا :"خير دليل على ذلك الزميل الصحفي وائل الدحدوح الذي استهدف الاحتلال أسرته وبعدها استهدافه وزميلنا سامر أبو دقة وبعدها استهدف نجله الشهيد الصحفي حمزة وائل الدحدوح ومسلسل الإجرام مازال مستمراً علي شعبنا وصحفيينا وعلي كل ما هو فلسطيني.
ووصل لؤى الغزل، تعمد الاحتلال بقتل الصحفيين الفلسطينيين بالإجرام، قائلا إن هذه دولة مجرمة لا تعترف بكل المواثيق والأعراف الدولية ولا تحترم حقوق الإنسان وتدعي الديمقراطية.
نقيب الصحفيين الفلسطينيين يعلن تشكيل هيئة موحدة لمتابعة القضايا المرفوعة على الاحتلال
وفي 6 فبراير الجاري، أعلن نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، خلال مؤتمر صحفى للنقابة حينها، تشكيل هيئة فلسطينية وعربية ودولية، بالشراكة مع نقابة المحامين الفلسطينيين والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، وبالتعاون مع العديد من المؤسسات الحقوقية، لتتابع بشكل موحد الملفات القانونية التي ترفع في المحاكم الدولية ضد الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين الفلسطينيين، مؤكدا أن النقابة توجهت إلى المحكمة الفدرالية الأمريكية، للنظر في قضية تحمل الحكومة الأمريكية مسؤولية حرب الإبادة الجماعية التي ترتكب بحق الصحفيين الفلسطينيين، وتطالبها بوقف دعم الاحتلال عسكرياً وسياسياً ومالياً لما يقترفه من جرائم الإبادة الجماعية، وأن المحكمة عقدت جلستين، وهي مستمرة في النظر بالقضية التي يمثل فيها النقابة محامون أكفاء بالشراكة مع اتحاد الصحفيين الأمريكيين في نيويورك ومنظمات مجتمع مدني فلسطينية.
كما أعلن حينها نقيب الصحفيين الفلسطينيين أن لدى المحكمة الجنائية الدولية،شكاوى موثقة وعليها أن تفتح التحقيق في تلك الملفات المتعلقة بجرائم ارتكبتها قوات الاحتلال، وإلا فإننا سنعتبر هذه المحكمة شريك رئيسي في الجرائم وتعطي الضوء الأخضر لمزيد من الجرائم بحق الصحفيين الفلسطينيين، ولذلك المحكمة عليها أن تأخذ مسؤولياتها وخاصة النائب العام للمحكمة كريم خان الذي تلكأ كثيراً ببدء إجراءات التحقيق في تلك الجرائم التي شاهد العالم قوات الاحتلال ترتكبها على الهواء مباشرة.
نقيب الصحفيين الفلسطينين ناصر أبو بكر
الصحفى الفلسطيني باسل ماهر من شمال غزة : فقد شقيقي الصحفي وكثير من زملائنا توقف عن العمل وانشغل بجمع الحطب لإعداد الطعام
هذه المرة كانت هناك صعوبة في التواصل مع الصحفى الفلسطيني باسل ماهر، الذي يعيش في شمال غزة، حيث ظللنا لعدة أيام نحاول الوصول له بسبب انقطاع الاتصالات والإنترنت في القطاع، ليكون أول حديثه معنا بالاعتذار عن التأخر قائلا :" الإنترنت لا يساعد وبهدلة وأتمنى أن تعذرنى على التأخير".
الصحفي الفلسطيني باسل ماهر
ويقول باسل ماهر خلال حديثه مع "اليوم السابع"، إن هناك أكثر من طريقة يستهدف بها الاحتلال الفلسطينيين وبالتحديد في شمال غزة، حيث القصف المباشر على الصحفيين كما حدث مع الزميل وائل الدحدوح خلال تغطيته في خان يونس، حيث تم استهدافه بشكل مباشر وكذلك حدث هذا الأمر مع ابنه حمزة وعدد كبير من الصحفيين أثناء ممارسة العمل الصحفى وهم يرتدون السترات الواقية الخاصة بالعمل الصحفي التي توضح إشارة press أو tv وبالتالي هم معروفون جيدا للاحتلال ورغم ذلك يتم استهدافهم بالقصف المباشر الذي يؤدى لقتلهم بشكل واضح وصريح.
ويضيف الصحفي الفلسطيني، أن الطريقة الثانية استهداف منازل الصحفيين، حيث إن هناك عدد كبير من الصحفيين الفلسطينيين استشهدوا داخل منازلهم بين أسرهم أثناء النوم أو التواجد في المنزل، وبالتالي يتم استهداف المنزل دون إنذار وكل كل من فيه الصحفيين وعائلاتهم وأزواجهم وأبنائهم وكل من في المنزل، بجانب أن هناك أيضا استهداف للمقرات الصحفية والمؤسسات الصحفية والإعلامية يتم استهدافها بشكل مباشر في هذه الحرب ولم يسجل حتى الآن أن هناك مؤسسة أنذرت بإخلاء موظفيها أو ما شابه ولا حتى المنازل ويتم القصف بشكل مباشر دون سابق إنذار وبالتالي مجازر ترتكب ضد كل من هم بداخل المؤسسة أو المنزل ومن ضمنهم المؤسسات الإعلامية والصحفية.
ويتحدث باسل ماهر عن فقدانه لشقيقه الذي استشهد خلال العدوان خلال عمله قائلا :"هناك أفراد من أسرتنا استشهدوا خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، فشقيقي أحمد المصور بقناة القدس اليوم، رفيق الدرب استشهد، وتم قصف منزلي وفي كل عائلاتى استشهد أفراد، واستشهد الكثير من أصدقائي الإعلاميين والصحفيين التي أعمل بها ، كما استشهد ما يقرب من 14 شهيدا صحفيا من زملائى بينهم الوسيلة الإعلامية التي أعمل فيها، وفقدنا أعزاء لنا سواء في دائرة المهنة أو من الدائرة الاجتماعية من عائلاتنا وأسرتنا وجيرانا وأصدقائنا".
وبشأن أبرز الصعوبات التي يواجهها خلال عمله في شمال القطاع يقول :"أبرز الصعوبات نحن كإعلاميين والصحفيين نواجهنا الخوف من القتل المباشر وهو ما يشكل هاجس حقيقي لأن في كثير من الأحيان تكون أن الهدف وبالتالي ترددت خلال الذهاب في أي مهمة إعلامية أو صحفية لأنك من الممكن ألا تعود أبنائك وبيتك بسبب القتل المباشر من قبل الاحتلال، وصعوبة التغطية، إشارة press التي نرتديها ليست بالضرورة إشارة محمية من قبل الاحتلال، وليست بالضرورة من يحمل هذه الإشارة محمى وفقا للقوانين الدولي بل قد تكون علامة إبراز لهذا الشخص تؤدى إلى قتله ، بجانب صعوبة التنقل عندما يكون حدث معين بعد قطع الاحتلال الإمداد بالسولار والوقود نجد صعوبة كثيرة في التنقل، وسياراتنا أصحبت خردة لا نستخدمها، وهناك صعوبة في التنقل من مكان إلى أخر لتغطية الأحداث المتتالية، بجانب قطع التيار الكهربائي عن المؤسسات وسيارات البث أدى إلى توقف جزء كبير منها وبالتالي لجأنا إلى الوقود وهو غير متوفر، واستطعنا أن نكون متصلين بالتيار الكهربائى لعدة ساعات ولكن ينقطع التيار الكهربائى لساعات أكثر ويؤدى لقطع التغطية، وصعوبات في المعدات".
ويؤكد باسل ماهر، أن هناك عدد كبير من المؤسسات وسيارات الإعلام تم قصفها، وأي سيارة تقصف نفقد عدد كبير من المعدات، وبالتالي أي معدات نفقدها لا يوجد تعويض لها، حيث لا يوجد شيء يدخل البلد، فأي كاميرا أو جهاز نستخدمه سيكون خسارة إذا فدقنا لا يمكن تعويضها في ظل استمرار العدوان، متابعا :"هناك صعوبات أخرى مثل الخوف على الأهل والأبناء وتوفير العيش لهم، حيث تعلم في مهمة صحفية وتفكر في أولادك وتعود لهم ليلا بطعام يأكلوه وهذا غير متوفر خاصة في شمال قطاع غزة، والوضع كثير سئ ويؤثر على العمل الصحفى، وفي كثير من الأحيان نجد صحفيين توقفوا عمن العمل من أجل العمل على جمع الحطب وتفوير لقمة العيش لأبنائهم".
ويضيف :"هناك صعوبات أخرى لوجيستية ففي كثير من الأحيان تكون في مهمة صحفية ولا تستطيع توفير كافة الاحتياجات التي تحتاجها للتغطية وهناك صعوبات متعلقة بالنزوح حيث تذهب إلى مخيم نازحين في مجتمع مختلف عن ما كنت تعيش فيه وبعيد عن جيرانك وأهلك، وكثير من هذا المجتمع لا يراعى عملك الصحفي وبالتالي نجد يصرخ وأحد يكسر كشب ويقص حطب، وبالتالى أن تلا تستطيع أن تتحكم في العالم، وهذا يشكل إزعاج كبير لعملنا ونضطر لإعداد التقرير أكثر من مرة، وكذلك الإنترنت من أبرز الصعوبات التي نواجهها في القطاع، حيث ننقطع عن العالم، حيث نصور المادة الصحية ولا نستطيع في كثير من الأحيان إرسالها لمؤسساتنا وصحفنا في نفس الوقت وبالتالي تفقد قيمتها، مثل مجزرة الفاخورة التي تم بثها بعد 10 ساعات من تنفيذ المجزرة واستشهد 300 شخص ولم يعرف أحد عنهم شيء بسبب انقطاع الإنترنت واضطررنا وصول الرسالة بشكل متأخر".
ويتابع باسل ماهر حول إصرار الصحفيين على تقديم الرسالة الإعلامية رغم الاستهداف من قبل الاحتلال :"نؤدى الرسالة الإعلامية بإصرار كبير وبخوف كبير وبحذر كبير ونؤديها بتعب كبير، وإصرار على نقل الصورة والمشهد والمجازر والمحرقة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، ومواصلة الطريق رغم كل شيء من القصف والدمار والإطلاق النار والإصابة وقصف المنزل واستهداف العائلة وفقدان المعدات، لكن هناك إصرار على تأدية الرسالة، ونؤدى الرسالة بحذر لأننا نخرج في كل مهمة إعلامية ولا نعرف ما إذا كنا سنعود لأسرتنا أم لا، فشقيقى أحمد الشهيد كان رقمه 105 في عدد الشهداء الصحفيين، وبعدها لم أكن أعرف ما إذا أنا سأكون الشهيد 106 أم 107 أم 108 أم 120 أم 130، حتى يقرر الإسرائيلي القضاء على هذا الشخص ينجح في كثير من الأحيان وللأسف الشديد ينتهى عمره".
ويقول :"نؤدى الرسالة بكثير من الخوف على أنفسنا وأسرنا ومنازلنا فهناك ذكرياتك وعائلتك وأسرتك ، فنؤديها بالخوف ونؤديها بتحدى للاحتلال، لأنه رغم كل هذه الجرائم هدفها منع التغطية من غزة ومنع الصورة من غزة ولكن ستبقى هذه الصورة وسنؤديها بكل الإصرار وتحدي رغم الخوف والحذر والخطورة الشديدة لأنه قد تكون في أي لحظة أن الشهيد الصحفي، فاستهداف الصحفيين الفلسطينيين هي أكبر عملية استهداف للصحفيين في تاريخ الحروب حول العالم، في أي منطقة في العالم كله ، فلم تشهد أي منطقة في العالم شهدت ما تشهده قطاع غزة من جرائم ضد الصحفيين سواء من حيث عدد الشهداء أو المصابين أو من تم اعتقالهم من قبل قوات الاحتلال".
نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين: بدأنا تقديم شكاوى ورفع دعاوى قضائية في عدد من المحاكم الدولية
وحول الخطوات التي تتخذها نقيب الصحفيين الفلسطينيين، لمقاضاة الاحتلال على قتله للجماعة الصحفية في غزة، يقول عمر نزال نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، إن النقابة تقدمت ببلاغ للمحكمة الجنائية الدولية في الأسبوع الأول للعدوان على غزة، متابعا :"هذا بلاغ وليست قضية، ونحن ما زلنا بصدد إعداد الملفات الخاصة بها لأن هذه الملفات تحتاج وقتا وكثير من المعلومات والوضع في غزة يجعل هناك صعوبة في جميع الكثير من المعلومات ولكن نحن على الطريق".
عمر نزال
ويضيف نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هناك قرار مبدئى من النقابة وبمساندة الاتحاد الدولى للصحفيين والاتحاد الصحفيين البريطانيين بالتوجه نحو الجنائية الدولية بعدد من قضايا الشهداء، وسنختار القضايا التي نشعر أنها قضايا الأقوى ونستطيع جمع معلومات موثقة عنها، ونحن في مرحلة إعداد الملفات ونحن في مرحلة جميع الملفات لأن العملية معقدة وتحتاج ملفات كثيرة، والنقابة تقدمت في قضية على الأقل في المحكمة الفيدرالية الأمريكية في نيويورك ضد الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الخارجية أنتونى بلينكن ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، بتهمة مشاركتهم في حرب الإبادة التي تستهدف كل أبناء شعبنا، بما في ذلك الصحفيين".
وبشأن مسار تلك القضية يقول عمر نزال :"هذه القضية بدأت من إحدى المؤسسات الفلسطينية وهي لجنة الدفاع عن الأطفال ولاحقا انضممنا إليها كنقابة، وانضم إليها اتحاد الصحفيين في أمريكا، وعقدت حتى الآن جلستين في هذه المحكمة والجلسة الأولى أقرت المحكمة باختصاصها في نظر هذه القضايا ولكن حتى الآن ما في شيء نهائي وواضح بهذا الخصوص، ونحن بصدد التواصل مع كل الدول الأوروبية التي تسمح قوانينها برفع قضايا ضد دولة الاحتلال وقريبا للغاية سيكون هناك رفع للقضايا في بعض المحاكم الأوروبية عندما ينتهى المحامين من إعداد الملفات اللازمة، وهذا البحث يشمل دول الإقليم الثاني مثل تركيا وليست فقط الدول الأوروبية".
وحول بشاعة الإجرام الإسرائيلي ضد الجماعة الصحفية في غزة يقول :"هذا هو الاستهداف الأوسع لكل الصحفيين في كل العالم وعلى مدى كل الأزمنة، نحن نحكى عن أكثر من 120 شهيدا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر ، أي ما يقرب من شهيد كل يوم، وهذا لم يحدث في أي حرب سابقة في العالم ،بما فيها الحرب العالمية الثانية التي استمرت لـ6 سنوات، ومعلوماتنا أنه سقط فيها حوالى 68 ضحية من الصحفيين خلال 6 سنوات، و في نهاية عام 2023 كان لدينا 102 صحفيا في فلسطين استشهدوا من 7 أكتوبر حتى نهاية العام مقابل حوالي 25 صحفي استشهدوا على مدار العام في كل العالم بمعنى أن كل الديكتاتوريات والأنظمة القمعية حول العالم ما قتلت ربع ما قتله إسرائيل خلال 3 شهور، وبالتالي نحن أمام جريمة نوعية وصادمة وعميقة بحق الصحفيين الفلسطينيين ليس على المستوى الفلسطيني أو العربي فقط بل على المستوى العالمي".
ويتابع نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، :"عدد الضحايا من الفلسطينيين حتى الآن أكثر من 120 بين صحفى وعامل في المؤسسات الصحفية منهم ما لا يقل عن 95 صحفيا و12 زميلة صحفية، وهذه الأرقام تشكل 9 % من أعداد الصحفيين العالمين في قطاع غزة وهذه أيضا نسبة صادمة ومرعبة وغير مسبوقة في كل العالم، كما أن عدد الضحايا من كل الصحفيين الفلسطينيين في غزة بدون استثناء هم ضحايا لهذا العدوان بشكل أو بأخر، لأن من لم يستهدف منهم أصيب بجراح ولم يصب بجراح تم قصفه منزله وعائلته واستشهد عدد من أفراد عائلته ، ومن لم يكن كذلك تم استهداف مكان عمله وإجباره على العمل من مناطق أخرى خارج مكتبه، وتحديدا من ساحات المستشفيات ومراكز الإيواء المختلفة وبالتالي لم يعد هناك صحفى في غزة يعمل بنفس الظروف التي كان يعمل فيها قبل بداية العدوان الإسرائيلي، وهي جريمة بحق كل الصحفيين الفلسطينيين العاملين في قطاع غزة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة