الريان وقارون بالفيوم تستقبلان الطيور المهاجرة.. خبير بيئى: 214 نوعا من الطيور تتردد على المحميتين.. البحيرات بيئة مهمة لطيور الماء.. ومصر تهتم بتنفيذ رؤية استراتيجية لحماية الطيور.. صور

الأحد، 18 فبراير 2024 07:00 م
الريان وقارون بالفيوم تستقبلان الطيور المهاجرة.. خبير بيئى: 214 نوعا من الطيور تتردد على المحميتين.. البحيرات بيئة مهمة لطيور الماء.. ومصر تهتم بتنفيذ رؤية استراتيجية لحماية الطيور.. صور جانب من الطيور المهاجرة
الفيوم رباب الجالي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتمتع محافظة الفيوم بمحميتين طبيعيتين من أهم المحميات الطبيعية في العالم، وهما محمية وادي الريان الطبيعية ومحمية قارون الطبيعية، والمحميتان من أهم ما يميزهما الطيور المهاجرة التي تزين سماءهما، حيث إن محمية قارون وفقا للأبحاث يتردد عليها 214 نوعا من الطيور معظمها من الطيور المهاجرة.

وقال الدكتور عمرو هيبة الخبير البيئي عضو الأمانة العامة للإتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة في تصريحات خاصة لليوم السابع أن المحميات الطبيعية تضم مواقع تراثية وحضارية كانت جزءًا من عصور طبيعية تاريخية وإمبراطوريات قديمة ظلت مختبئة في هذه الطبيعة الخالدة، ولذلك يمكنني القول بأن المحميات الطبيعية المصرية هي أكبر متحف للتراث الطبيعي والثقافي علي المستوي العالمي ويجب التعامل معها وفقاً لهذا التعريف توثيقاً لكل الموارد التي تؤهلها لكي تكون مراكز سياحية وعلمية على المستوى العالمي يوفر لزوارها تجربة حقيقية لا تنسى.

ولفت هيبة إلي أن مصر أعلنت حتي الآن عن 30 محمية طبيعية منها 2 في الفيوم (محمية قارون الطبيعية ومحمية وادي الريان)، وبهما مئات المواقع لمراقبة الطيور المقيمة والمهاجرة وخاصة جزيرة القرن الذهبي ذات الـ 55 فدان تقريباً بمعدل 2.5 كم 2 ، وتوجد في قلب بحيرة قارون الطبيعية وهي مناطق ذات تصنيف عالمي كمناطق هامة لمراقبة الطيور ، قائلا ان الزائر الي المحميات الطبيعية بالفيوم يجد مفتاحاً سحرياً لبوابات الزمن والي الصحراء الإفريقية الكبري.

وقال الدكتور عمرو هيبه أن الكثير من الطيور المتنوعة تهاجر خلال فصلي الربيع والصيف مرورًا ببحيرات منخفض الفيوم (بحيرة قارون – وادي الريان)، ويمثل هذا الممر طريقًا ذا أهمية قصوى بالنسبة للطيور المسافرة ما بين نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي. وتسافر أعداد كبيرة من الطيور بين أوروبا وأفريقيا وإعترفت منظمة "حياة الطيور العالمية" بأهمية هذا الممر وحددت 34 موقعًا مهماً للطيور في مصر، هذا وقد وُصفت الأراضي الرطبة بالفيوم ولا سيما بحيرة قارون منطقة ذات أهمية دولية من حيث تكاثر الطيور المائية المهاجرة التي تمر بهذه المنطقة خلال فصل الشتاء.

وأكد الدكتور عمرو هيبة أنه وفقا لبيانات الإتحاد العالمي للمحافظة على البيئة، فإن 1227 من أصل 9865 نوعا من الطيور المهاجرة (12.4%) تصنف كأنواع مهددة بالانقراض، الذي يعد إنعكاسا لموجة انحسار التنوع البيولوجي على الصعيد الدولي، وعادة ما ينقرض نوع واحد من الطيور فقط في كل قرن، غير أن 21 نوعاً من الطيور قد اختفت خلال الـ30 عاما المنصرمة فقط.

وسجلت محمية قارون ما يقرب من 214 نوعًا من الطيور في منطقة الفيوم وثلاثة أرباعها تعد مهاجرة ، غير أن عدد هذه الطيور في انخفاض مستمر منذ بداية القرن العشرين، الأمر الذي يرجع في المقام الأول إلى الصيد وتدريب النسور غير المشروع لذلك، وفي عام 1989، صدر أول قرار من رئاسة مجلس الوزراء بتحويل منطقة بحيرات قارون ووادي الريان إلى محميات طبيعية. 

وقدمت مصر من خلال مشاركات منظمات المجتمع المدني والاتحادات التنموية الكثير من الإجراءات الهادفة لحماية التنوع البيولوجي عامة والطيور بشكل خاص ذلك من خلال جهود ضخمه على الساحتين الدولية والمحلية نظمتها وزارة البيئة بالتعاون مع كافة الجهات لضمان سلامة الطيور المهاجرة أثناء مرورها في الأراضي المصرية سواء كان ذلك للاستراحة والتغذية أو للعبور وذك على مستوي عالمي حيث انضمت مصر إلى الاتفاقيات الخاصة بحماية الطيور وتنظيم الصيد إلى جانب الحفاظ علي الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالأراضي الرطبة المهمة عالميا للطيور المهاجرة.

وتعتبر البحيرات بيئة مهمة لطيور الماء مثل الغر وغطاس الماء المتوج الكبير وأنواع البط بالإضافة إلى طيور المناطق الرطبة مثل صياد السمك الأبقع وفرخة الماء والفرخة السلطاني والتي تتركز في بيئات البوص على شاطئ البحيرات والمزارع السمكية.

ولفت الدكتور عمرو هيبة إلي أن الطيور المهاجرة هي أكثر حركة جماعية للكائنات الحية غرابة في العالم، فآلاف الملايين من الطيور تغادر مناطق عيشها كل عام وتطير لمسافات هائلة ثم تعود ثانية بعد بضعة أشهر لتجد تغذية مناسبة ولتبحث عن الظروف الأمثل للنجاة ، وتقطع الطيور المهاجرة كل عام مسافات طويلة مقتفية أثر أجدادها في رحلة طويلة وشاقة وخطيرة تمتد لآلاف الكيلومترات عابرة القارات والحدود السياسية، وتواجه الطيور المهاجرة ظروفاً صعبة مثل شح الغذاء ومهاجمة الضواري والطقس الصعب والبحار الواسعة والجبال الشاهقة والصحارى مترامية الأطراف ناهيك عن الهياكل الاصطناعية مثل ناطحات السحاب ونوافذ زجاجية عالية وأبراج الاتصالات ومولدات الرياح والبنايات الشاهقة وخطوط الكهرباء والأسوار العالية والتي تودي بحياة وجرح أعداد هائلة من الطيور سنويا مما تمثل حواجز قاتلة تلحق أضرارا جسيمة بمجموعات الطيور المهاجرة.

ولفت إلي أن مصر تهتم بتنفيذ رؤية استراتيجية تتبعها إجراءات لحماية الطيور بالقطاعات التنموية ، مثل وزارات البيئة والكهرباء والطاقة والسياحة والزراعة والمحليات، كذلك العمل على تغيير مفاهيم المجتمعات المحلية للحفاظ على الطيور أثناء هجرتها من أجل استدامتها للأجيال القادمة، وذلك من خلال تعريفهم بأهمية الطيور المهاجرة وكيفية حمايتها من المخاطر التى تواجهها ما يدعم مفهوم التنمية المستدامة، ويحفز الجهات الدولية المانحة لتشجيع ذلك القطاع فى مصر، بالإضافة إلى تحقيق التزام مصر نحو المعاهدات الدولية الموقعة عليها، مثل اتفاقية التنوع البيولوجى واتفاقية الأنواع البرية المهاجرة وذلك بالتعاون مع المجلس العالمى للطيور وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وعن  التهديدات التي تواجه الطيور قال عمرو هيبة، إن هناك تهديدات تؤثر في 80 % تقريبا ً من الأنواع المهاجرة وهى  الزراعة العشوائية في أماكن عيش الطيور مما يؤدي إلى تقليل ملاجئها وتدميرها، واستنزاف موارد التنوع البيولوجي بشكل خطير ومؤثر مثل الصيد غير المستدام.

لذلك فإن تعرض بعض أنواع الطيور المهاجرة للصيد الجائر إنما يهدد الُنظم البيئية، حيث تُعتبر الطيور واحدة من أهم مؤشرات صحة الُنظم البيئية، كما أنها عامل هام فى جذب السياحة الدولية لمشاهدتها بأعداد كبيرة خلال مواسم الهجرة لما تتمتع به مصر من موقع جغرافى فريد يربط قارات العالم القديم.

ولفت إلي أن الهجرة أمر غريزي عند الطائر فقبل البرد وحدوث المجاعات تهاجر الطيور لبيئات أفضل وتبقى فيها حتى يعود النهار ليصبح أطول ويعود الغذاء للتوفر بشكل أكبر ويصبح الطقس مقبولاً في مناطق عيشها الأصلية فتعود لها، لتهاجر ثانية في فصل الشتاء التالي. ويكون معظم الطيران أثناء الهجرة طويلاً ومرهقاً مما يتطلب ضرورة القيام بتحضيرات كاملة لها كدعم مخزون دهون الجسم لتأمين الطاقة. فالعديد من آكلي الحشرات يتحولون من نظام تغذيتهم الطبيعي الى أكل التوت الغني بالسكر لدعم مخزونهم من الطاقة. وتتأثر اتجاهات الهجرة أيضاً بعوامل وراثية فالطائر الشادي يطير من أوربا الشمالية لوسط أفريقيا الشتوية وهو يصرف كميات هائلة من الطاقة (تستغرق رحلته حوالي 4 أيام وليالي من الطيران المستمر). لكن معظم الأنواع الأخرى من الطيور ترتاح أثناء الطريق حيث تطير في المساء وتتوقف خلال النهار وذلك لأن عملية التغذية تكون أسهل خلال النهار ولأن النجوم تزودهم بوسائل ملاحية إضافية ويمكن تجنب الطيور المفترسة في المساء.

 

الخبير البيئي عمرو هيبة
الخبير البيئي عمرو هيبة

 

الطيور المهاجرة علي البحيرة
الطيور المهاجرة علي البحيرة

 

الطيور تزين سماء البحيرة
الطيور تزين سماء البحيرة

 

الطيور
الطيور

 

الفلامنجو علي بحيرة قارون
الفلامنجو علي بحيرة قارون

 

انواع مختلفة من الطيور
انواع مختلفة من الطيور

 

بحيرة قارون
بحيرة قارون

 

جانب من الطيور المهاجرة
جانب من الطيور المهاجرة

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة