وسلطت كالاس الضوء في مقابلة التي نُشرت عبر الموقع الرسمي للصحيفة قبل قليل على القلق الأوروبي بشأن كيفية تأثير رئاسة دونالد ترامب المُحتملة على سياسة الغرب حيال روسيا وأوكرانيا.

وقالت إن الغرب يجب أن يصادر أصول روسيا المجمدة قبل الانتخابات الأمريكية، في علامة أخرى على القلق الأوروبي بشأن التأثير الذي قد تحدثه رئاسة ترامب الثانية على سياسة الغرب تجاه روسيا ودعم أوكرانيا.

وأضافت كالاس -في المقابلة التي أجرتها على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن-: "أن الانتخابات دائمًا ما تكون أوقاتًا مضطربة. ومن الأفضل دائمًا أن نفعل كل ما في وسعنا قبل الانتخابات المهمة".

وبحسب "فاينانشيال تايمز"، فإن احتمالية أن يصبح ترامب مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة هذا العام أثارت ذعر الكثيرين في أوروبا، وخاصة بعد أن قال إنه سيطلب من روسيا أن تفعل "ما تشاء بحق الجحيم" بدول حلف شمال الأطلسي "الناتو" التي فشلت في إنفاق القدر الكافي على الدفاع.

وقالت الصحيفة: إن استعداد ترامب الواضح للتشكيك في بند الدفاع المشترك لحلف الناتو يلقي بظلال طويلة على مؤتمر ميونيخ الأمني هذا العام، وهو تجمع سنوي للسياسيين والجنرالات ورؤساء المخابرات.

وأشارت إلى أن مؤتمر هذا العام عُقد وسط تشاؤم متزايد بشأن آفاق أوكرانيا في حربها مع روسيا المستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، حيث تعاني البلاد من النقص الحاد في الذخيرة، مما حد من قدرتها على مواجهة روسيا في ساحة المعركة.

ويقول زعماء غربيون إن الوضع تفاقم بسبب معارضة الجمهوريين لإقرار حزمة جديدة من المساعدات لأوكرانيا والتي تم تأجيلها لعدة أشهر في الكونجرس الأمريكي.

وفي أوكرانيا، أمر القادة العسكريون جنودهم بالانسحاب من بلدة أفدييفكا الواقعة على خط المواجهة خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقال البيت الأبيض بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس جو بايدن ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الجنود الأوكرانيين "اضطروا إلى تقنين الذخيرة بسبب تضاؤل الإمدادات، نتيجة لتقاعس الكونجرس".

وتضغط واشنطن على حلفائها لإيجاد طرق للاستيلاء على 260 مليار يورو من أصول البنك المركزي الروسي التي تم تجميدها ردا على عملياتها في أوكرانيا؛ حيث يتم الاحتفاظ بحوالي 191 مليار يورو من أصول موسكو في يوروكلير، وهي مؤسسة إيداع للأوراق المالية مقرها بروكسل.
ولطالما دعت إستونيا إلى مصادرة الأصول. لكن باريس وبرلين تتوخيان الحذر وسط مخاوف بشأن الشرعية والاستقرار المالي والأعمال الانتقامية المحتملة.. حسب قول الصحيفة.

وفي هذا، قالت كالاس إن الاستيلاء على الأموال الروسية سيكون أداة إضافية يمكن أن تساعد في إنهاء الحرب إلى جانب المساعدات العسكرية لأوكرانيا ومزيد من التحركات لعزل روسيا سياسيًا. وأضافت: "هذا ضغط اقتصادي يمكننا ممارسته على الاقتصاد الروسي لتسريع وصول هذه الحرب إلى نقطة الانهيار".

وتحدثت كالاس إلى "فاينانشيال تايمز" بعد خمسة أيام من إصدار موسكو مذكرة اعتقال بحقها، وهي المرة الأولى التي يوجه فيها الكرملين اتهامات جنائية ضد زعيم غربي منذ شن غزوه لأوكرانيا.