«هزَّت الشرقَ الأوسط هزًّا عنيفًا، وقلبت الموازينَ السياسية والعسكرية والاقتصادية فى المنطقة».. هكذا يصفُ المشير الجمسى حربَ أكتوبر، وكان رئيسًا لهيئة عملياتها. ومن واقع النسخة الخطِّية المنشورة أخيرًا على موقع وزارة الدفاع، يُلخِّص القائدُ الرفيع فى جزئها الأول، المُمتدّ لنحو ثلاثٍ وخمسين ورقة من إجمالىٍّ يتجاوز 420 صفحة، حزمةَ المُقدِّمات التى أفضت إلى خسارة سيناء. ويُقدِّم مُقاربةً نقديّة لحرب اليمن، وما يحسبُه على الإدارة المصرية وقتها من إخفاقات، ولا يُجمِّل الحديثَ أو يتهرَّب من وقائع الميدان. وأن تُوضَع تلك الرؤيةُ جنبًا إلى جنبٍ مع أوراق النصر؛ فإنها رسالةٌ باستيعاب الدروس، وتجاوزِ آثارها القاسية، وأنَّ الذاكرةَ الوطنية سلسلةٌ مُمتدة، تتقوَّى كلُّ حلقةٍ فيها بأُختها وتُقوِّيها، وما يتبقَّى لنا دائمًا ممَّن خاضوا امتحاناتنا السابقة: عقيدةٌ صلبة لا تتزعزع، وموفورٌ عظيم من الإيمان، وقدرةٌ مُضاعَفة على حُسن القراءة وعدم تكرار الأخطاء.
لم تكن الحربُ حدثًا عاديًّا، لا فى زمن التنفيذ ولا رقعة العمليات العسكرية، والأهمُّ فى أثرها الوقتى العاجل، وما تأسَّس عليه منذ الطلقة الأولى إلى الآن. وبينما يتصوَّر كثيرون أنَّ صفحتها قد أُغلِقَت بإيقاف النار، ثمّ فضّ الاشتباك وتوقيع اتفاق السلام؛ فإنها ما تزال بعد خمسين عامًا قادرةً على أن تبوح بمزيدٍ من المعلومات والأسرار، وأن تكون عنوانًا دائما للفخر وتجديد السرديَّة الوطنية. لا لأنها قد أعادت الأرض فقط بضريبةٍ باهظة، تحمَّلها المصريّون راضين؛ إنما لأنها أيضًا بدت خطوةً مُستحيلة فى كلِّ التصوُّرات، ودونها موانعُ تكتيكية واستراتيجية، أوَّلُها تحصينات العدوِّ وأفضليَّته التسليحية، وليس آخرها ضغوط الاقتصاد والدعم الغربى، ورغبة واشنطن فى إبقاء مُعادلة الشرق الأوسط على اختلالها القديم. ورغم أن الرياح كلَّها كانت تهبّ من جهة الشرق، سارت مراكب مصر فى الاتجاه المعاكس، مدفوعةً بمرارة الهزيمة ورغبة الثأر، وبالوقود الذى وفّره التمرُّد على الانكسار منذ «رأس العشّ»، وطوال حرب الاستنزاف حتى مُبادرة روجرز؛ وإلى أن تحقَّقت المُعجزة.
لم تنتهِ فاعليّة التفاصيل المُعلَنة، وكلّ الذى تصوَّرنا أننا حفظناه وما عاد فيه أىُّ جديد. قبل أسابيع كان الاحتفال باليوبيل الذهبى للنصر، وكانت حكاياتُ الفداء، وشهادات الباقين والراحلين من رجال الحرب، طازجةً كأنها جرت بالأمس القريب. ومساء السبت فاجأتنا وزارة الدفاع مُفاجأةً بهيجة؛ بأن نشرت باقةً من وثائق أكتوبر بخطِّ اليد، وفيها من الأُمور التى نعلمها الكثير، وأكثر منه ممَّا لم نُحِط بأسراره الكاملة. وأرقُّ ما فى الذكرى أنها طُرِحَت بصورتها الأُولى، كما تلقَّاها الرجالُ على الجبهة وفى غُرفة العمليات، بنَدَاوة الميدان ورائحة الذين كتبوها ونفَّذوا مُقرَّراتها؛ فكأنَّنا نُغادر وقتَنا الراهنَ لنجلس على مقربةٍ من السادات وأحمد إسماعيل والشاذلى والجمسى وفؤاد ذكرى ومحمد على فهمى ومبارك وإبراهيم نصار، يتحلَّقون حول «تختة الرمل»، ويَصِلون الليلَ بالنهار بين أملٍ وجَزَع. مشهدٌ استرجاعىٌّ كاملٌ كأنّك تُسافر فى الزمن، وتتلبَّس ملامح رُسِمَت بالأبيض والأسود بينما روحُها مُشبَّعةٌ بكلِّ الألوان. فما إن ترى الصُّورَ الضوئيّة للوثائق حتى تشمّ رائحة الجبهة، وتُكبِّر مع المُكبِّرين، ويعلوك ترابُ سيناء الطاهر؛ كما لو كُنت مع المقاتلين فى خندقٍ أو على تبَّةٍ عالية.
زُرِعَت إسرائيلُ قهرًا فى تُربة الإقليم. استنبتَها الاستعمارُ الذابل من العَدَم، وفرضَها على أصحاب الأرض بالمُناورة حينًا، وبالحديد والنار والدم فى غالب الأحيان. وارتكازًا على فلسفة أن تكون شوكةً فى خاصرة العرب، وقاعدةً مُتقدِّمةً للإمبريالية الغربية فى سَعيها لإحلال نموذجها الثقافى بالوكالة، بديلاً عن الوجود المباشر بعدما صار مُستعصيًا؛ فقد سَعَت الدويلةُ المُلفَّقة منذ اللحظة الأولى لتثبيت نفسِها فى جغرافيا فلسطين، ثمّ التمدُّد شمالاً وشرقًا وإلى الجنوب؛ لتَوسعةِ حُدودِها وإلهاء الجيران فى نزاعاتٍ بديلةٍ عن الصراع الأصيل. ويطيبُ للبعض أن يغوصوا فى رُواية العدوِّ بسذاجةٍ واستخفاف؛ فيُعلِّقون الغدر فى يونيو 1967، وما نتج عنه من احتلال سيناء، على قرار الرئيس عبد الناصر بإغلاق المضائق ومُعاونة سوريا فقط، مع إغفال المُؤامرة المُسبَقة والاستدراج المقصود؛ كما لو أنهم يُبرِّرون للذئب الجائع عادتَه الغريزيّةَ فى الافتراس. والواقعُ أن إسرائيل أنجزت بروفةً سابقةً خريف العام 1956، وقتما شاركت بريطانيا وفرنسا فى العدوان الثلاثى؛ ردًّا على تأميم قناة السويس، ولم تكن مَعنيَّةً بالخطوة ولا مصلحةَ لها إلا كَسْر جارتها القوية.. كان باديًا منذ زمن «الكيبوتس» والعصابات، أن الصهيونيةَ فكرةٌ إحلاليّة حارقة، وبُركانٌ خامدٌ سيتفجَّر فى وجه المنطقة طالَ الوقتُ أم قَصُر. وما أحدثته النكسةُ أنها أفصحت عن النوايا دون مُواربة، وما أنجزته حرب التحرير أنها أعادت الأمور إلى نصابها، واستعادت التوازنَ المفقود، بعدما رمَّمت صورةَ الرَّدع، وحملت الرسائل إلى تل أبيب فى أشدِّ حالاتها حسمًا وإيلامًا.
ثمَّة مُتغيّر كبير نشأ على حواف الحرب وفيما بعدها. كان المعتادُ لنحو ثلاثة عقود أنَّ إسرائيل تتقدَّم فى الجغرافيا ولا ترتدّ، وأن على دول الطوق أن تحسبَ إيقاع حركتها؛ لتعرف متى تُقرِّر افتتاح موجةٍ جديدة من التمدُّد، وإلى أين يُمكنها الوصول. لكنَّ أبناء الفلاحين الذين تدفَّقوا على ساترها التُّرابى بعد ظهيرة السادس من أكتوبر، أعادوا بناء الحكاية على هيئةٍ مُغايرة، ودَفعوا العدوَّ إلى الوراء للمرَّة الأُولى منذ وطأ المنطقة. كان العبورُ تموضُعًا مصريًّا عند سقفٍ أعلى فى الصراع مع الدولة العبرية، وتعريفًا انكماشيًّا لحدودها التى تُصرّ دائمًا على أن تكون سائلةً وغير محسومة. ولا ينفصلُ تحرير سيناء حُكمًا وواقعًا فى الحرب، وإنفاذًا وتطبيقًا فى اتفاقية كامب ديفيد، عمَّا اضطُرَّت له تل أبيب لاحقًا من إخلاء جنوب لبنان، ثمّ فكّ الارتباط مع قطاع غزَّة قبل نحو عقدين، وكل ما يُمكن أن تحمله الأيام من تصعيدٍ وتبريدٍ وتسوياتٍ فى قضية فلسطين. إذ أُدخِلَت على الذهنيَّة الصهيونية مفاهيمُ جديدةٌ لم تكن تُحبّها، ولم تتصوَّر أن تذهب إليها تحت سَيف الضرورة والإجبار، وأهمُّ ما فيها أنها ليست قوَّةً مُهيمنةً فى الشرق، ولا كُتِبَ لها التوسُّع الدائم حصرًا؛ إنما يسرى عليها كلُّ قانونٍ سَرَى على أىِّ احتلال؛ أنه إلى زوالٍ وعليه أن يتحضَّر لتقليم أظافره، أو بَتر أطرافه لو خرجت عن نطاقها المسموح.
أتصوَّرُ أن الوثائقَ التى أفرجت عنها القوَّاتُ المُسلَّحة مُؤخّرًا، كانت جزءًا من تفاصيل الاحتفال غير المسبوق بخمسة عقودٍ على النصر. أُنجِزَ الشِّقّ الأوَّل بفعالياتٍ رسمية ومواكبةٍ إعلامية؛ ثم فرضَ العدوان الإسرائيلى الغاشم فى «غزّة» نفسَه على الشعور القومى العام، وعلى عاطفة المصريين جميعًا، ولعلَّه أرجأ بعضًا من تفاصيل كانت مُرتَّبةً لإحياء المُناسبة الاستثنائية بطريقةٍ غير تقليدية. وأن تأتى الخطوةُ اليوم تحديدًا، قبل أسابيع من التقويم الهجرى للحرب فى العاشر من رمضان، ومع تصاعد اللوثة اليمينية فى تل أبيب، بين تلويحٍ بالهجوم على رفح الفلسطينية، واستمراءٍ لمُخطَّطات التهجير وتصفية القضية؛ فإنها تكتسبُ أبعادًا رمزيّة ودلالية أكبر من محتوى الأوراق نفسها، وممَّا تحمله سطورُها من حافزٍ للصديق وإحباط للعدو. فالفكرةُ أن سيناء عادت بدمٍ طاهر، وتتحصَّن بذكراه التى فرضت على الاحتلال أن يُذعِن للتهدئة، بمشروطيّة العدالة والندّية والاحترام المُتبادل، وإن كان خطُّ التماس هادئًا؛ فلأنَّ رُوحيّة أكتوبر ومفاعيلها تضبطُ الممارسةَ على جانبيه، وإن انفلت جانبُ المهزوم قبل نصف قرن؛ فلن يظلَّ جانبُ المُنتصر الآن على وقاره الطويل. وليس المعنى أنَّ فى إتاحة الآثار الثمينة للعسكرية المصرية تلويحًا بيدٍ خشنة مُتعجِّلة، ولا أنّنا راغبون فى ذلك وإن كُنّا قادرين عليه؛ إنما المقصود أن الذاكرةَ خضراء وروح أكتوبر لم تذبُل بعد، وعلى الذى يتَّقى تكرارها أن يصون عهودها، لو كان صادقًا، وأن يرتدع عن جنونه ومُغامراته الهائجة.
خاضت مصرُ الحربَ من أجل السلام. وهو على معناه القويم ألَّا يستبدَّ طرفٌ بآخر، ولا أن تُغتَصَب الحقوقُ بالقوَّة الغاشمة. وكما قال الجنرال والمُنظِّر البروسى كلاوزفيتز فإن الحروب صُورٌ أُخرى للسياسة؛ ربما لهذا كان السادات أكثر جرأةً فى الأمرين: اتَّخذ قرارَ العبور قافزًا كلَّ الصِّعاب والتحدّيات، وبادر بالدبلوماسية رغم الابتزاز ومُزايدات الداخل والخارج. واليوم تُفعِّل القيادةُ كاملَ أدواتها السياسية لأجل التهدئة، ويفيضُ خزَّان البطولة ببعض حكاياته التى لم يتجاوزها الزمن. لعلَّها مُقاربةٌ موضوعية للصراع الدائر بشِقَّيه الهادئ والساخن، كما ترعى القاهرةُ مُفاوضات الهُدنة الغزِّية بإخلاصٍ عالٍ لميثاقية الوساطة، وتُشدِّد بكلِّ الوسائل على أنها لا تقبلُ إبقاءَ القضية على نار الاحتلال، أو إزاحتَها خارجَ مجالها الحيوى. التذكُّر هنا أداةٌ عضويّة لمُقاومة التحريف الذى يستثمرُ فيه المُعتدى، وتثبيت المُعتدَى عليه فى أشدِّ حالاته هشاشةً، وإنعاشُ الروح القوميّة بفكرة أنها قابضةٌ على ورقة النصر، وحافظةٌ لمُفرداتها، ولا تنقصُها قُدرة الاستزادة من محصولها المعنوىِّ، أو تحصيل أثرها المادى.
تعرضُ القوَّات المُسلَّحة قائمةَ الوثائق المُفرَج عنها تحت ثمانية عناوين، ونحو أربعين تصنيفًا فرعيًّا للأوراق. تبدأُ بالإشارة إلى حرب يونيو 1967 بالحديث عن الحِراك السياسى، ما بعد المُبادرة الأمريكية واستخدام سلاح البترول، ثم تنتقلُ ثانيًا للتخطيط الاستراتيجى: عن فِكر الاستخدام فى الخطَّة «جرانيت 2» ونسختها المُعدَّلة، والربط بالجبهة السورية، ثمَّ الأُمور التكميلية والنوعية مع دول الدعم لمصر وسوريا، فضلاً على التقارير التخصُّصية من الحرب الإلكترونية والمدفعية وغيرهما، مع تحديثٍ مُتتالٍ إلى يوم 20 أكتوبر. والعنوانُ الثالث عن الإدارة اليومية حتى وَقف القتال، ويستعرضُ تفاصيلَ عن الضربة الجوية وبناء رُؤوس الكبارى وتطوير الهجوم شرقًا، وحصار ثغرة الدفرسوار، وأسرى العدوّ. ورابعًا مراحل تصفية الثغرة وخريطة الخطَّة «شامل 2». لتنتقلَ بعدَها إلى فضِّ الاشتباك وانسحاب الإسرائيليين، مُستعرضةً قرارات وقف النار وأوضاع القوَّات، وتقارير ميدانية عن التحديثات والأعمال العدائية والتصدِّى لها.
وفى العنوان السادس بابان عن الإعلام العسكرى: أوّلهما يتتبَّع مُعالجات العدوِّ، قبل الحرب وفى أثنائها وما بعدها، والثانى يشتملُ على مُقتطفاتٍ من الوسائط المحلية والدولية شرقًا وغربًا. وسابعًا: الهيئات والمُنظَّمات الأُمميّة والإقليمية، ويتناول قرارات وقف القتال وقوَّات حفظ السلام، وآخر الفصول «الجزء الأول من مذكرات المشير الجمسى» بخطِّ يده، تحت عنوان «مذكرات القادة»، وكلُّها تشى بأنها مُقدِّمةٌ قد تتبعها إتاحةٌ مُستقبلية مُتدرِّجة؛ لا سيَّما أن زَخْم الحدث واتّساع مَداه فى المكان والزمان، وحدود تشابكاته الإقليمية والدولية من يونيو 1967 إلى انتهاء الحرب، وترتيبات الانسحاب وصولاً للتحرير الكامل وتثبيت الجبهة، تنطوى على معلوماتٍ وتفاصيل يمتلئُ بها أرشيفُ العسكرية المصرية، وتظلُّ مُكوّنًا مُهمًّا من الأُصول المادية والمعنوية للانتصار، ومداخل صالحةً دومًا لتجديد حيويّة الذكرى، وتعزيز الرؤية الشعبية للحدث من زوايا فنيّة وتخصُّصية مُحكَمَة.
الهديّةُ الأخيرة تُعيد إحياء أكتوبر فى النفوس على مزيدٍ من البيّنة والركائز الراسخة. وإن كانت بعضُ التفاصيل ممَّا يقع فى نطاق الأمن القومى المُستدام، ويستعصى أن تخرجَ إلى العلن بحُكم القيمة المُمتدَّة إلى الحاضر، أو تحصين أسرار التفكير الاستراتيجى، وما يتَّصل بأُمورٍ استثنائية حدثت فى زمن الحرب ولا يصحُّ إفشاؤها؛ فإنَّ ما نُشِر إلى اللحظة، وما قد يتبعه وفقَ رُؤية القيادة العسكرية وفلسفتها فى التدرُّج وغطاء السرّية، يكفى لأن نتدارسَ حالة أكتوبر بوعىٍ أعمق، واستبصارٍ يرتقى بالإنجاز إلى مَداره المُستحَقّ. وأحسبُ أنه يُمكن أن تُدمَج محتوياتُ بعض الوثائق فى مناهج التعليم، وأن تُطرَح للشرح والتفسير فى وسائل الإعلام الجماهيرية، ويُقدِّم الخبراء والمتخصصون تحليلاتهم وحواشيهم المعرفية على ما فيها من معلومات، كأن تُربَط أحداثُها بالمعوقات الدولية، وفوارق التسليح والقدرات الاقتصادية، وبالسياق الاجتماعى والسياسى والمعيشى فى الداخل وقتها، وما تزامن من أحداثٍ بين جبهتى القتال والحياة، والدبلوماسية النشطة التى واكبت تطوُّرات الميدان يومًا بيومٍ وساعةً بساعة. ما أتاحته وزارةُ الدفاع يُجدِّد الذكرى التى لم تتقادم، ويُؤكِّد أن روح أكتوبر ما زالت خضراء، وذاكرتها حيّة فى نفوسنا، وأن أثمن ما أنجزته للمصريين أنها أعادت إليهم الأمل، ومسحت غبارَ العزيمة عن رؤوسهم، وأكَّدت اقتدارَهم على فَرض إرادتهم، ومُعاندة كلّ الرياح التى أرادت تعطيلهم أو شَلّ حركتهم، كما رسَّخت قوّتَهم الفاعلة فى تطويع العدوّ وتحصين السلام بالقوَّة. فسلامًا على أرواح الآباء فى ساحة الحرب، وفى غُرَف القيادة، وفى كلِّ مَوقعٍ تُصانُ فيه الثوابت الوطنية اليومَ، وإلى أن تُطوَى الأرضُ بما عليها، وتعتدل كلُّ الموازين التى يُريد المُنحرفون أن تبقى مُختلَّةً ومائلة، فى أرض العرب وعلى وَجه العالم المُلطَّخ بالمظالم والانحيازات الفجَّة.