خالد إبراهيم

التجربة "الهاندبولية".. وتجديد الخطاب الكروى

الجمعة، 02 فبراير 2024 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دائما ما تشعرنى هزائم وانكسارات ونكبات كرة القدم المصرية أنه ليس هناك أمل على الاطلاق، فبعد أى إخفاق، يخرج علينا المسئولون يعدون بالإصلاح، والتطوير، وتصحيح المسار، واقتراحات وأفكار وأسماء تذهب وأخرى تجيء، ويأتى "الخواجة" فيفشل فنستعين بالمصري، فيفشل، فنأتى بـ الخواجة"، ونظل فى تلك الدائرة المفرغة، وفى النهاية، المحصلة.. لا شيء

 

وقبل أن تربط بين تلك السطور ومنتخب كرة القدم، فهذا لا علاقة له بما حدث من إخفاق لمنتخب مصر في كوت ديفوار من الخروج المخيب للآمال فى بطولة أمم أفريقيا، ولكنه أقرب للاحتفاء بمنتخب كرة اليد، والذى استطاع أن يحصد بطولة كأس الأمم الأفريقية بتفوق، ويتأهل للأولمبياد، ولكأس العالم المقبلة، لتستمر نجاحات هذا المنتخب القوى الذى بات يحظى بشعبية كبيرة بين الجماهير.

 

فالتجربة المصرية "الهاندبولية" ــ إذا جاز لنا التعبير ــ ليست وليدة أمس أو أول أمس، ولكنها تجربة قائمة على مشروع طويل الأمد، يكاد كل من يتابع كرة اليد المصرية، أن يعرفه، أو سمع به من محلل هنا أو معلق هناك، أو حتى قرأ عنه بالصحف ومواقع التواصل الاجتماعى، فليس خفيا على أحد أن كرة اليد المصرية وضعت منذ سنوات طويلة أساسات لبناء أجيال تضاهى المنتخبات العالمية، صاحبة الأسماء والتاريخ، بل أن المنتخب المصرى، تفوّق على بعضهم، وفى طريقة لتحقيق إنجازات غير مسبوقة، بفضل الاعداد الجيد والمخطط له، ما جعل مصر تحصد بطولة العالم للناشئين 2019، وبرونزية الشباب في نفس العام، بخلاف إنجازات المنتخب الأول في بطولات العالم والأولمبياد ودورة البحر المتوسط.

 

وهنا السؤال، إذا كان المصريون، استطاعوا أن يصنعوا تجربة ناجحة فريدة من نوعها، تجلت فى كرة اليد، فلماذا لا تتكرر التجربة مع كرة القدم، التى تتمتع بشعبية وجماهيرية أكبر بطبيعة الحال، وهى نقطة قوة لا نقطة ضعف.

 

ولكن الواقع يقول إن كرة القدم المصرية متمثلة في المنتخبات هي من سيء إلى أسوأ، ومن أكابر الدول الأفريقية إلى قاع القارة، وأصبح كل ما نملك أطلالا، وحفنة من مقاطع الفيديوهات التى نتداولها لجيل 2006 و2008، و2010، ومباراة خسرنا فيها أمام البرازيل، وهدف يتيم أمام إيطاليا انتصرنا به عليها، في بطولة القارات التي خرجنا منها بسيناريو غريب، أو مقاطع لضربة جزاء تاريخية نفذها محمد صلاح، صعدنا بها لكأس العالم روسيا 2018، أو تسديدة استثنائية لأحمد حسن، حصدنا بها بطولة أمم أفريقيا 1998.

 

السر الذى يعرفه الجميع، ويخشى أن يقوله، أن الإنجازات المتفرقة على مدار الـ 30 سنة الماضية، هي محض صدفة، لم تأت نتيجة تخطيط، ولكن خضعت لعدة عوامل بعضها قدرى مثل الصدفة التى جاءت بحسن شحاتة مديرا فنيا مؤقتا لمنتخب مصر 28 أكتوبر 2004، أو بمجهود فردى كما فعل محمود الجوهري سواء بإيقاف الدورى في موسم 1989/1990، للتفرغ لمعسكر المنتخب استعدادا لكأس العالم فى يونيو 1990 بإيطاليا، أو بعدم المشاركة في أمم أفريقيا 90 بالجزائر.

 

وهذا ليس تقليلا من إنجازات المنتخب العظيمة، التى جعلته ـ حتى الآن ــ سيد أفريقيا ولكن أعتراف أن حتى الإنجازات المصرية في الكرة لا تتحقق بتخطيط، ولكن باجتهاد فردى ومساعدة الصدف.

 

لن أقول لك إن الكرة المصرية تحتاج على تطوير وإصلاح وإعادة هيكلة المنظومة، والنظر إلى الأندية وأسعار اللاعبين وعودة الجماهير وقوة الأندية وضعف الاتحاد، فكل هذا شأن المتخصصين الذين يعرفون الأزمات ومواضعها، بل وحلولها، ولكن أقول أننا نحتاج إلى تجديد الخطاب الكروى في مصر، نحتاج أن نعيد النظر فى كيفية بناء الرياضى المصري، نحتاج أن نرعاه فكريا قبل أن نرعاه رياضية، وأن نوفر له تعليم مناسب، قبل أن نوفر له عقودا بالملايين.

 

مصر لا تحتاج إلى اختراع العجلة أو نقل تجربة أجنبية لإصلاح الكرة المصرية، ولكنها تحتاج إلى نظرة تجاه الأطفال كما رأينا في مشروع "كابيتانو"، لكنه بالتأكيد ليس كافيا لبناء مستقبل.

 

المشروع الرياضى الذى تحتاجه مصر هى أن تنهوض بعقول وأفكار ورؤى الناشئين والشباب، والوقوف عند مفاهيم باتت في قمة الأهمية مثل الاحتراف والانتماء.

 

قبل أن يفكر المسئولون فى خطة لعودة الكرة المصرية، ووضعها على خريطة الكرة العالمية، عليهم ــ بمساعدة علماء النفس والاجتماع ــ أن يبحثوا عن طريقة لبناء الانسان الرياضى الحديث.

 









الموضوعات المتعلقة

Watch it.. حالة خاصة

الثلاثاء، 30 يناير 2024 04:35 م

"الشير" بييجى برزقه

الأحد، 21 مايو 2023 10:26 ص

مباغتة "الست" الممتعة

الأربعاء، 17 مايو 2023 07:00 ص

الصفارة.. فى اللذيذ منه

الثلاثاء، 04 أبريل 2023 02:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة