عادل السنهورى

هل يردد أطفال المدارس في تكساس نشيد الدولة الجديدة..؟

الجمعة، 02 فبراير 2024 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما يحدث في ولاية تكساس الأميركية يجذب أنظار واهتمام شعوب العالم وخاصة شعوب دول الشرق الأوسط التي تنتظر خبرا سعيدا..!
الولاية الأغني والأكبر بين الويات الأميركية تلوح وتهدد بالانفصال والاستقلال بسبب الخلاف المشتعل بينها وبين الادارة الأميركية حول السيطرة على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
 
حاكم الولاية جريج أبوت أعلن أنه سيتحدى إدارة بايدن والمحكمة العليا الأمريكية وأمر بتركيب المزيد من الأسلاك الشائكة لردع الهجرة المتدفقة من الجانب المكسيكي رغم معارضة الرئيس الأميركي بايدن.
 
حاكم تكساس واصل التحدي ورفض أيضا تنفيذ قرار المحكمة الأميركية العليا التي أصدرت حكما لصالح الادارة المركزية لإزالة الأسلاك الشائكة المثيرة للجدل التي جرى تركيبها على امتداد الحدود في تكساس، وتواترت تصريحات في وسائل الاعلام الأميركية عن نية تكساس للانفصال والاستقلال في واقعة تاريخية- لو حدثت - ستغيرالكثيرفي واقع الخريطة العالمية وربما المشهد السياسي في الولايات المتحدة وخارجها.
 
النزاع بين تكساس وادارة بايدن تحول خلال الأيام الماضية الى ما يشبه " كرة الثلج" وبدا وكأنه صراع بين الديمقراطيين والجمهوريين -الذى ينتمي لهم حاكم تكساس- فقد تعهد الأسبوع الماضي حكام 25 ولاية من الحزب الجمهوري بدعم حاكم تكساس ضد ادارة بايدن.
 
الأيام المقبلة ربما تكون هي الأيام الأكثر سخونة وخطورة في الألفية الجديدة، مثلما كانت نهايات القرن الماضي الأكثر دراماتيكية في التاريخ السياسي الدولي والتي شهدت تفكك امبراطورية بحجم وقوة الاتحاد السوفيتي الى 15 دولة وجمهورية وهو الحدث الذي لم يكن متخيلا أو متوقعا أوحتى مفترضا وماتبعه من تفكك دول آخرى مثل يوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا .
 
فهل يشهد العالم بداية التفكك والانهيار الجديد للامبراطورية الأميركية أم أن ما يجري في تكساس مجرد "زوبعة في فنجان" أوهو "حلم ليلة صيف" لشعوب كثيرة ومنها شعوبنا العربية تأذت كثيرا من الهيمنة الأميركية على النظام العالمي وتدميرها للعديد من الدول والجيوش الوطنية واثارتها للصراعات العسكرية والتوترات الأمنية في عدة مناطق في العال مشرقا وغربا.
 
ربما ينظر البعض الى تلك التساؤلات والى ما يجري في الواقع هي "اضغاث أحلام"- أي أوهام وأباطيل - لكثيرين يحلمون بذلك اليوم .ولما لا فهل كان من المتصور في يوم من الأيام أن يتفكك الاتحاد السوفيتي وينهار بين غمضة عين وانتباهتها.
 
استقلال تكساس وانفصالها عن الولايات المتحدة الأميركية ليس بالأمر السهل والهين وينذر بكارثة سياسية اقتصادية حقيقية. فهي الولاية الأكثر أهمية للاقتصاد الأميركي.
 
تكساس هي ثاني أكبر ولاية من حيث عدد السكان في البلاد- 30مليونسمة -، وثاني أكبر اقتصاد للولايات المتحدة بعد كاليفورنيا. وينافس ناتجها المحلي الإجمالي ناتج دول بأكملها، حيث يبلغ حجم اقتصاد الولاية 2.4 تريليون دولار متفوقة على روسيا وكندا وإيطاليا.
حجم صادراتها يبلغ  300 مليار دولار سنوياً ، أكثر من صادرات كاليفورنيا البالغ 175 مليار دولار ونيويورك 100 مليار دولار. علاوة على المساهمات الكبيرة من صناعات مثل الطاقة والتكنولوجيا والطيران والزراعة والتصنيع.
 
الأهم أيضا أنها تنتج وحدها ما يقرب من 43% من النفط الأمريكي- يبلغ انتاجها اليومي أكثرمن5 مليون برميل  ويتم فيها تكرير نحو ثلث النفط في الولايات المتحدة سنوياً. كما تستحوذ على انتاج 27% من الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة. وهي الولاية الرائدة في إنتاج طاقة الرياح والثانية في مجال الطاقة الشمسية.
 
ولاية تكساس وحدها تعد واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم وفي حال استقلالها سوف تحتل المرتبة الثامنة بين أكبر اقتصادات العالم ورقم 40 في ترتيب الدول الأكبرمساحة. فمساحتها تبلغ 695 ألف و662 كيلومترمربع  مما يجعلها أكبر من دولة كبرى مثل فرنسا
 
الصراع مازال مشتعلا بين تكساس وإدارة بايدن وتكساس ترفع راية التمرد وهناك مخاوف من حرب أهلية وسط اتهامات لبايدن بخلق أزمة وخلق ما هو غزو لولاية تكساس، مع مواصلة حاكم تكساس التصعيد متمسكا بحق تكساس في تأمين حدودها الجنوبية رغم ارسال بايدن القوات البرية الأمريكية وحداتها المدرعة إلى ولاية تكساس وتحذير نائب حاكم الولاية دان باتريك بأن أكبر خطأ يمكن أن ترتكبه إدارة بايدن الآن هو مواجهة الحرس الوطني الذي يحرس حدود البلاد.ومنع قوات حرس الحدود الوطني القوات الفيدرالية من الوصول الى الحدود الجنوبية مع المكسيك
 
‏فالى أي مدى يمكن أن تسير الأوضاع... هل يتصاعد الأمر ويستيقظ العالم على قنبلة استقلال تكساس الدولة الجديدة واحتفال طلاب مدارسها بالنشيد الجديد..؟ ..الكثير يتمنون ذلك بالطبع ..!
 
 
 
 
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة