لا يعرف عم ربيع بياع البرتقال قصيدة فؤاد حداد التي تغنى فيها بفلسطين وقال فيها " ولا في قلبي ولا عنيا الا فلسطين وأنا العطشان ماليش مية الا فلسطين ولا تشيل أرض رجليا وتنقل خطوتي الجاية الا فلسطين " ..ربما سمعها زمان ذات مرة في الاذاعة – عندما كانت تذاع- بألحان وصوت الشيخ سيد مكاوي وهي الأغنية التي كتبها والدالشعراء فؤاد حداد لدعم المقاومة الفلسطينية وتأييد كفاح ونضال الشعب الفلسطيني ضد المغتصب الاستيطاني الصهيوني.
عم ربيع لم يخطر على باله أغنية محمد رشدي " تحت السجر يا وهيبة يا ما كلنا البرتقان" التي كتبها الخال عبد الرحمن الأبنودي ولحنها عمنا عبد العظيم عبد الحق وشدا بها رشدي قائلا"دي برتقانة ولا دا قلبي"
عم ربيع البائع الغلبان لم يستمع الى الكلمات الكبيرة والجمل الرنانة للمثقفين من الخبراء الاستراتيجيين عن الصراع العربي الاسرائيلي
لكن عم ربيع أبوالحسن اختزل كل ذلك ولخص موقف ورأي ملايين المصريين في انتماءهم العروبي والقومي واخلاصهم لأم القضايا العربية..قضية فلسطين المحتلة وكراهيتهم المزمنة للعدو الصهيوني
في مشهد رمزي شاهده العالم وهو يلقي بحبات البرتقال- وهي جزء من بضاعته التي يرتزق منها ويتحصل على رزقه اليومي و قوته وقوت أولاده منها- على شاحنات المساعدات المصرية المتجهه الى غزة وفلسطين الجريحة.
قال عم ربيع كل الكلمات وكل الجمل والحوارات واجتماعات الشجب والتنديد وكل الأغاني والأناشيد الوطنية في مشهد ثمرات البرتقال الملقاه على شاحنات المساعدات لتصل الرسالة دون أن ينطق بكلمة واحدة لكن معه " سكت الكلام " و"البرتقالة اتكلمت" فقد أمسك بها -دي برتقانة ولا دا قلبي- لتحمل رسالة الغضب ضد عدو مجرم خارج عن القانون والمواثيق الانسانية والدولية، ورسالة حب ودعم لشعب يعاني من التجويع والحصار والدمار والخراب والتهجير من أرضه.
برتقال عم ربيع كان كلمة حق فارقة بين الخير والشر ..فالبرتقال الذي أرسله عم ربيع بشكل عفويا يعني الخير والنماء والسلام، في مقابل القنابل والصواريخ والرصاص المحملة جويا من واشنطن الى تل أبيب لقتل الأبرياء من الأطفال والنساء وتدمير المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس والأماكن التراثية والأثرية دون أية اعتبارات انسانية أو أخلاقية.
عم ربيع عبر عن رأي وموقف مصر والمصريين من قضية فلسطين..مهما كانت الظروف والمصاعب والتحديات..فهو بائع مصري بسيط الحال على باب الله لديه أسرة وأولاد ينتظرونه كل ليلة حاملا ما رزقه الله للقمة العيش ومع ذلك ألقى بمصدر رزقه الى اخوانه وأشقاءه المنكوبين في فلسطين. قال الرجل "والله ده أقل حاجة يعملها الشعب المصري وأتمنى يكون عندي حاجة أغلى من كده". وليس هناك أغلى من رزقك يا عم ربيع
انها مصر يا سادة وانهم المصريون أصحاب الشهامة والمروءة والمواقف الرجولية في أبسط صورة وهي صورة برتقال عم ربيع الى غزة ...والى واشنطن وتل أبيب.
تحية الى عم ربيع – المصري- بياع البرتقال...الذهب