وأفادت الوكالة في سياق تقرير أعدته حول هذا الشأن أن أرقام الأمم المتحدة تشير إلى أن دخول شاحنات المساعدات إلى المنطقة المحاصرة انخفض إلى أكثر من النصف خلال الأسبوعين الماضيين بينما قال عمال الإغاثة التابعون للأمم المتحدة ونشطاء مستقلون إن عملية استيعاب الشاحنات وتوزيعها تعطلت بسبب فشل إسرائيل في ضمان سلامة القوافل وسط استمرار قصفها وهجومها البري.

وأكدت الوكالة أن إضعاف عملية المساعدات يهدد بتعميق البؤس في جميع أنحاء المنطقة، حيث أدى الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 29 ألف فلسطيني وطمس أحياء بأكملها وتشريد أكثر من 80% من السكان البالغ عددهم الآن من 2.3 مليون.

وأشارت إلى اندلاع قتال عنيف وغارات جوية في اليومين الماضيين في مناطق عديدة بشمال غزة قال الجيش الإسرائيلي إنها تم تطهيرها إلى حد كبير من فصائل المقاومة الفلسطينية وحركة حماس قبل أسابيع، مع ذلك، أمر الجيش يوم أمس الثلاثاء بإخلاء منطقتين على الطرف الجنوبي لمدينة غزة، زاعمًا أن فصائل المقاومة الفلسطينية ما زالت تقاوم بشدة. 

ونوهت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلى عزل بالفعل شمال القطاع، بما في ذلك مدينة غزة، منذ أن توغلت قواته فيه للمرة الأولى في أواخر أكتوبر الماضي حتى تحولت مساحات كبيرة من المدينة إلى أنقاض، في حين لا يزال مئات الآلاف من الفلسطينيين محرومين إلى حد كبير من المساعدات حتى أصبحت الظروف هناك أشبه بالمجاعة، حيث تقتصر الأسر على وجبة واحدة في اليوم وغالباً ما تلجأ إلى خلط علف الحيوانات والطيور مع الحبوب لخبز الخبز.

وقالت سعاد أبو حسين، وهي أرملة وأم لخمسة أطفال تعيش في مدرسة في مخيم جباليا للاجئين لمراسل الوكالة:" الوضع يفوق تصورك"، وأضاف أيمن أبو عوض، من سكان الزيتون، أنه يتناول وجبة واحدة يوميا لتوفير ما يستطيع لأطفاله الأربعة، وتابع:" لقد أكل الناس كل ما وجدوه، بما في ذلك علف الحيوانات والخبز الفاسد".

وقال برنامج الأغذية العالمي" إنه اضطر إلى وقف المساعدات إلى الشمال بسبب "الفوضى الكاملة والعنف الناتج عن انهيار النظام المدني".

وأضاف أنه أوقف تسليم المساعدات إلى الشمال لأول مرة قبل ثلاثة أسابيع بعد أن أصابت غارة شاحنة مساعدات ورغم محاولات استئناف العمل هذا الأسبوع، إلا أن القوافل تعرضت لإطلاق نار يومي الأحد والاثنين الماضيين .

وتعهد برنامج الأغذية العالمي بالعمل على استئناف عمليات التسليم في أقرب وقت ممكن، ودعا إلى فتح نقاط عبور للمساعدات بشكل مباشر من إسرائيل إلى شمال غزة وتحسين نظام الإخطار للتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، وحذر من "انزلاق حاد نحو الجوع والمرض"، قائلًا إن "الناس يموتون بالفعل لأسباب مرتبطة بالجوع".

وأفاد تقرير اليونيسف الذي أُعد بالتعاون مع مجموعة التغذية العالمية، أن أكثر من 90% من الأطفال دون سن الخامسة في غزة يتناولون وجبتين غذائيتين أو أقل يوميا، وهو ما يعرف بالفقر الغذائي الشديد، وتتأثر نسبة مماثلة بالأمراض المعدية، حيث يعاني 70% من الإسهال في الأسبوعين الماضيين، كذلك، حُرم أكثر من 80% من المنازل من المياه النظيفة والآمنة، حيث تحصل الأسرة المتوسطة على لتر للشخص الواحد يوميًا، وفقًا للتقرير الذي صدر الاثنين الماضي، أما في مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب غزة، حيث تدخل معظم المساعدات الإنسانية، بلغ معدل سوء التغذية الحاد 5%، مقارنة بنحو 15% في شمال غزة، الذي عزلته المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وانقطعت عنه المساعدات إلى حد كبير لعدة أشهر.

وذكر التقرير أنه قبل الحرب كان المعدل في أنحاء غزة أقل من 1%.

وقال تيد شيبان، مسئول اليونيسيف، في بيان:" إن قطاع غزة يستعد ليشهد انفجارًا في الوفيات بين الأطفال، الأمر الذي من شأنه أن يضاعف المستوى الذي لا يطاق بالفعل لوفيات الأطفال في غزة".