أكرم القصاص

العدل الدولية وهستيريا الاحتلال الإسرائيلى ضد الاتهامات بالإبادة

الأربعاء، 21 فبراير 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم ضخامة آلة الحرب الصهيونية على غزة، والتى تصل إلى الإبادة، ومع انعقاد محكمة العدل الدولية، أصابت حكومة الاحتلال حالة من الهستيريا دفعتها لمهاجمة كل من ينتقد العدوان، كما تردد حكومة الاحتلال الأكاذيب فى مواجهة الاتهامات الموثقة، والتى تثبت شن حرب إبادة ضد الفلسطينيين فى غزة والأراضى الفلسطينية، بل إن محكمة العدل الدولية نفسها تعرضت للهجوم وضغوط أمريكية لعدم نظر الدعوى، فى محاولة لوقف عرض الجرائم الدامغة التى يرتكبها جيش الاحتلال.
 
وتقدمت مصر بمذكرة، وتقدم اليوم مرافعة حول الممارسات الإسرائيلية فى الأراضى المحتلة، والأبعاد القانونية للمستوطنات الإسرائيلية غير المشروعة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وتأكيد عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلى لأكثر من 7 عقود، وإدانة سياسات ضم الأراضى وهدم المنازل وطرد وترحيل وتهجير الفلسطينيين، والاضطهاد والتمييز العنصرى، وتطالب المذكرة والمرافعة المصرية المحكمة بتأكيد مسؤولية إسرائيل عن كل الأفعال غير المشروعة دوليا، بما يحتم انسحاب إسرائيل بشكل فورى من الأراضى الفلسطينية المحتلة، وتعويض الشعب الفلسطينى عن الأضرار التى لحقت به، ومطالبة كل دول العالم والمجتمع الدولى بعدم الاعتراف بأى أثر قانونى للإجراءات، كما تستمع العدل الدولية إلى إحاطات من 52 دولة - وهو رقم غير مسبوق فى تاريخ المحكمة - بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقى، ومنظمة التعاون الإسلامى، وجامعة الدول العربية، وهناك دول مختلفة تنضم إلى المواجهة مع الاحتلال بشكل يجعل من الصعب تجاوز هذه الجرائم ضد الإنسانية، حيث لم تعد جنوب أفريقيا وحدها التى تطالب بمحاكمة إسرائيل، وبالتالى فإن هجمات دولة الاحتلال تتشتت وتستهدف كل من يهاجم هذه الجرائم.
 
وآخر هذه الهجمات والهستيريا الصهيونية مع البرازيل، فقد اتهم  الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا، إسرائيل بارتكاب إبادة بحق المدنيين الفلسطينيين فى قطاع غزة، وقام بتشبيه ما تقوم به الدولة العبرية بمحرقة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية، وقال إن ما يحدث فى قطاع غزة مع الشعب الفلسطينى لم يحدث فى أى مرحلة أخرى فى التاريخ. رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، هاجم الرئيس البرازيلى، واستدعت الخارجية الإسرائيلية سفير البرازيل لدى تل أبيب، وذلك لتوبيخه على تصريحات الرئيس البرازيلى وردت البرازيل بطرد السفير الإسرائيلى من البرازيل.
 
وعلى مدى الشهور التى تتواصل فيها حرب الإبادة ضد الفلسطينيين لم يسلم أى طرف من هجمات الاحتلال، وحتى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، لم يسلم من هجمات إسرائيل، عندما قال أمام مجلس الأمن فى أكتوبر الماضى إن تظلمات الشعب الفلسطينى لا تبرر الهجوم الذى قامت به الفصائل الفلسطينية، ولا تبرر أيضا العقاب الجماعى الذى لحق بالشعب الفلسطينى كله، وطالب جميع الأطراف بـ«ضرورة احترام القانون الإنسانى الدولى، واحترام المدنيين والمستشفيات ومرافق الأمم المتحدة وطالب بمعيار واحد لإدانة - أو تبرئة - طرف دون آخر»، وتعرض جوتيريش لهجوم وتهديدات من قبل الاحتلال، وآلاته الإعلامية، مع توقعات بالسعى لمنع جوتيريش من التجديد بالمنصب، مثلما حدث مع الأمين العام الأسبق بطرس بطرس غالى، عندما اعترضت الولايات المتحدة على التجديد له، بسبب تقرير أدان إسرائيل بارتكاب مذبحة قانا.
 
الحكومة الإسرائيلية التى تواجه اتهامات من كل دول العالم بارتكاب حرب إبادة، والردود والمواقف الدولية تثير غضب حكومة الاحتلال، أصابتها بحالة من الهستيريا دفعتها لمهاجمة كل من ينتقد هذه الحرب، وفى 24 نوفمبر الماضى استدعت الخارجية الإسرائيلية سفيرى إسبانيا وبلجيكا فى تل أبيب لتوبيخهما إثر تصريحات أدلى بها رئيسا وزراء الدولتين من معبر رفح فى مصر، أدانا فيها عنف الاحتلال ضد المدنيين، وطالب فيها رئيس وزراء إسبانيا بالاعتراف بدولة فلسطين، كما استدعت الخارجية الإسرائيلية سفير أيرلندا بسبب تغريدة لرئيس الوزراء الأيرلندى، أعلن فيها إدانته للعدوان.
 
وكل يوم يتصاعد الاتهام لإسرائيل، ويتسع أمام محكمة العدل الدولية، بشكل يصعب على إسرائيل مواجهته، خاصة أنه موثق بالأدلة والصور والفيديوهات وصور الأقمار الصناعية، بمرافعات مصرية ودول عربية، وتنضم دول العالم كل يوم.
 

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة