تحل، اليوم، ذكرى ميلاد الفيلسوف والسياسى الإنجليزى جون بوردلى رولز، والذى ولد 21 فبراير 1921، وحصل خلال مسيرته الأدبية على مجموعة من الجوائز، ومنها جائزة شوك فى المنطق والفلسفة والميدالية الوطنية فى العلوم الإنسانية فى عام 1999، التى أهديت إليه من قبل الرئيس بيل كلينتون تقديرًا لأثره فى مساعدة جيل كامل من الأمريكيين المتعلمين على إحياء إيمانهم بالديمقراطية نفسها.
يعد رولز واحدا من مؤسسى الليبرالية الاجتماعية، حيث اهتم بالعدالة الاجتماعية، وتحدث عنه الفيلسوف الإنجليزى "جونثان وولف" أن من الممكن أن يكون هناك نزاع حول الفليسوف الثانى الأكثر أهمية فى القرن الـ20، لكن لا خلاف على أن الفيلسوف الأكثر أهمية هو "جون رولز".
وكان رولز قد رأى فى فلسفته أن عدم التساوى الاقتصادى يجب أن يخضع لشرطين أساسيين وهما أن يحصل لمواقع ووظائف مفتوحة للجميع وبسط تضمن المساواة في الفرص، والثاني أن يعود هذا الفرق الاقتصادي بالنفع على أقل أفراد المجتمع استفادة.
وقد وصف الفلاسفة جون رولز بأنه أهم فيلسوف سياسي في القرن العشرين، وذلك بسبب تميزه الاستثنائي بين الفلاسفة السياسيين المعاصرين، والذي استشهد به محاكم القانون في الولايات المتحدة وكندا، ويُشير السياسيون النشطون إليه في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وتحدث رولز في نظريته "العدالة بإنصاف" عن الحقوق الأساسية المتساوية وتكافؤ الفرص وتعزيز المصالح العامة لأفراد المجتمع الأقل حظًا، وتستخدم حجة رولز لتطبيق العدالة الاجتماعية كتجربة فكرية تدعى "الموقع الأصلي" حيث يختار الأشخاص نوع المجتمع الذين يودون العيش تحت لوائه في حالة عدم معرفتهم أي موقع اجتماعي سيشغلونه شخصيًا.
وتطرق رولز في عمله الأدبي اللاحق "الليبرالية السياسية" الذي نشر عام 1993، إلى مسألة شرعية السلطة السياسية في حالة وجود خلاف مقبول حول طبيعة الحياة الجيدة.
وقد نشر لرولز ثلاثة كتب رئيسية، وهما: "نظرية العدالة"، حيث ركز على العدالة في التوزيع وحاول التوفيق بين المطالب المتنافسة لقيم الحرية والمساواة، و "الليبرالية السياسية"، الذي تناول من خلاله مسألة تأثير انقسام المواطنين بسبب خلافات دينية وفلسفية عنيدة على إقرار نظام ديمقراطي دستوري، وكتاب "قانون الشعوب" الذي ركز فيه على قضية العدالة العالمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة