بكين ترسل الأسطول الـ46 للبحر الأحمر لتأمين مصالحها التجارية بإطار "الحزام والطريق".. تحذير مصر باتساع الصراع بسبب غزة يتحول لحقيقة.. ومسئول صيني: سفننا تأثرت والممر مهم لعبور منتجاتنا إلى أوروبا وإفريقيا وآسيا

السبت، 24 فبراير 2024 09:00 م
بكين ترسل الأسطول الـ46 للبحر الأحمر لتأمين مصالحها التجارية بإطار "الحزام والطريق".. تحذير مصر باتساع الصراع بسبب غزة يتحول لحقيقة.. ومسئول صيني: سفننا تأثرت والممر مهم لعبور منتجاتنا إلى أوروبا وإفريقيا وآسيا جانب من الأسطول الصينى - شينخوا
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مع استمرار المجازر الإسرائيلية فى قطاع غزة لليوم الـ141، تحولت تحذيرات مصر باتساع رقعة الصراع إلى حقيقة مؤكدة، فآثار الحرب لم تقتصر فقط على بلدان مجاورة فى الشرق الأوسط، وإنما وصل مداها إلى دول مثل الصين التى تأثرت مثل غيرها من دول العالم بتفاقم حركة التجارة البحرية وتضرر ممرات الملاحة بسبب هجمات الحوثيين على السفن المارة عبر خليج عدن والبحر الأحمر.

وتتمتع دولة مثل الصين بعلاقات تجارية وطيدة فى إطار مبادرة الحزام والطريق مع دول إفريقية تطل على البحر الأحمر، حيث ضخت عشرات المليارات من الدولارات فى هيئة استثمارات فى عديد من الدول الافريقية.

ووفقا لصحيفة "الصين اليوم" الصينية، تعد أفريقيا من بين أكبر المستفيدين من مبادرة "الحزام والطريق". وتشير الإحصاءات إلى أنه من بين 54 بلدا أفريقيا، وقّع 52 بلدا، أو أعرب عن اهتمامه، بالتوقيع على اتفاقيات تعاون إطارية ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، واستفادت من المشروعات فى إطار هذه المبادرة، وخاصة تلك المتعلقة بالطرق والطاقة والموانئ وتطوير البنى التحتية للاتصالات والترابط. تهدف هذه المشروعات لفتح البلدان الأفريقية أمام التجارة من خلال تسهيل تشييد البنى التحتية المحلية والإقليمية الرئيسية، ومساعدة البلدان الأفريقية فى الحصول على الطاقة بأسعار معقولة للصناعات، وفتح قنوات النقل للصادرات الأفريقية إلى الأسواق الدولية، من خلال إنشاء قنوات نقل فعالة وموثوقة.

وفقا لإحصاءات تجارية صادرة عن الإدارة العامة للجمارك فى الصين، تجاوز إجمالى التجارة بين أفريقيا والصين 2 تريليون دولار أمريكى منذ إطلاق مبادرة "الحزام والطريق" فى عام 2013. وفى الواقع، ظلت الصين الشريك التجارى الرئيسى لأفريقيا. فى عام 2022، فقد سجلت إحصاءات التجارة بين الصين وأفريقيا 282 مليار دولار أمريكى، محققة نموا كبيرا بمعدل 11% مقارنة بعام 2021.

ومن هنا تسعى الصين من خلال تواجدها فى البحر الأحمر لحماية مصالحها فى المنطقة وفى افريقيا. وتعرضت بالفعل المصالح الصينية للخطر فى الآونة الأخيرة، حيث قال القائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن شاو تشنج، أن بلاده تأثرت بعمليات الحوثيين المتصاعدة فى البحر الأحمر، مشدداً على ضرورة توقف تلك الهجمات ضد السفن التجارية.

وأفاد شاو تشنج خلال مؤتمر صحفى فى الرياض، أن "الصين تأثرت بما يحدث فى البحر الأحمر، وارتفعت أسعار التأمين على النقل البحرى والسفن، واضطرت بعض السفن الصينية للمرور عبر جنوب إفريقيا مما يرفع التكاليف ويطيل المسافة والزمن لوصولها".

وأكد على أهمية تجنيب المنطقة والعالم تصاعد الوضع المتوتر فى البحر الأحمر لما له من أهمية وتأثير على الصين ومنطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع.

وحذر المسئول الصينى من أن استمرار الصراع فى البحر الأحمر قد يخرج عن السيطرة، داعياً كل الأطراف للحفاظ على الأمن المشترك للبحر الأحمر واحترام سيادة الدول المطلة عليه وسلامة أراضيها وعدم التدخل فى شئونها الداخلية.

وأشار إلى أن بلاده "تولى الوضع فى البحر الأحمر اهتماماً كبيراً لأنها أكبر دولة تجارية من حيث السلع، وأكبر شريك تجارى لأكثر من 140 دولة فى العالم، وهو ممر لعبور المنتجات الصينية إلى أوروبا وإفريقيا وآسيا".

وكانت أفادت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" بأن الأسطول الـ46 التابع لبحرية "جيش التحرير الشعبى الصينى" أبحر، من ميناء عسكرى فى مدينة تشانجيانج الساحلية بمقاطعة قوانغدونج بجنوبى الصين، لتولى مهمة مرافقة الأسطول البحرى الـ45 فى خليج عدن والمياه الواقعة قبالة سواحل الصومال.

وذكرت الوكالة أن الأسطول يتكون من مدمرة الصواريخ الموجهة (جياوتسوه) وفرقاطة الصواريخ (شيويتشانج) وسفينة الإمداد الشامل (هونجهو)، كما يضم أكثر من 700 ضابط وجندى من بينهم عشرات من أفراد القوات الخاصة، إلى جانب وجود مروحيتين على متن الأسطول.

وأوضحت أنه فى إطار الاستعدادات للمهمة، أجرى الأسطول تحليلا دقيقا ووضع خططا مفصّلة كما نفذ تدريبا يحاكى سيناريوهات مثل إنقاذ سفن تجارية مختطفة والتصدى لإرهابيين وقراصنة وإعادة الإمداد الجارى.

واعتبرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن هذا البيان يؤكد على الطبيعة الحاسمة للمهمة، والتى تمتد إلى ما هو أبعد من قمع القرصنة لضمان استقرار طرق التجارة العالمية.

وقال كولين كوه، وهو زميل بارز فى معهد الدراسات الدفاعية والاستراتيجية فى كلية إس. راجاراتنام للدراسات الدولية فى سنغافورة، على موقع X (تويتر سابقًا) أن هذه هى أول مهمة صينية لمكافحة القرصنة هذا العام.

وتسعى مصر وقطر بالتعاون مع الولايات المتحدة للتوصل إلى وقف إطلاق النار فى قطاع غزة من خلال سلسلة من المفاوضات، آخرها يجرى الآن فى باريس.

ومع ارتفاع عدد الشهداء المدنيين واستمرار تداعيات الحرب على المنطقة وكبرى دول العالم، زادت الدعوات للولايات المتحدة وحلفاء الاحتلال بالضغط على تل أبيب من أجل تهدئة الموقف المشتعل فى غزة لأن ذلك سينعكس إيجابا على الموقف فى البحر الأحمر، الذى يشهد تضررا لمصالح كافة الأطراف، وهو ما سيستمر حال استمر التعنت الإسرائيلى باستهداف مدينة رفح التى تؤوى الآلاف من المدنيين الفلسطينيين.

ومع وجود كل تلك القوى العسكرية فى منطقة البحر الأحمر، تزداد خطورة نشوب صراعات أوسع، لهذا من مصلحة جميع الأطراف أن تنتهى هذه الحرب.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة