على مدى سنوات لم تتوقف الدولة عن دعم وتمكين ذوى الهمم بكل السبل، ويحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على متابعة هذا الملف بنفسه، ويوجه الحكومة والجهات التنفيذية بتقديم كل الدعم لهم، وخلال سنوات تضاعف ما تم تقديمه لذوى الهمم بشكل تجاوز ما حصلوا عليه على مدى عقود، من التمكين والمشاركة والإدماج فى المجتمع، وبدأ التمكين فى المؤسسات التشريعية والتنفيذية، والقوانين التى تنظم حقوقهم ووضعها فى حيز التنفيذ.
ويحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى سنويا على اللقاء مع ذوى الهمم فى مؤتمر «قادرون باختلاف»، الذى يصل إلى نسخته الخامسة هذا العام، وفى كل احتفالية يضاعف الرئيس ما يتم تقديمه، على مدى 10 سنوات لفئات ظلت مهمشة أو مستبعدة، ومنذ تشكيل لجنة الدستور، ضمت ممثلين لذوى الهمم، قدموا وجهات نظرهم ومطالبهم التى تحولت إلى مواد دستورية ملزمة للدولة والمجتمع، وتمت ترجمة هذه المواد إلى تشريعات واضحة فيما يتعلق بالتطبيق وضمان الحقوق الكاملة، ثم توالت خطوات دمج ذوى الهمم فى المجتمع، وتمكينهم فى المؤسسات التشريعية بتخصيص نسب من مقاعد مجلسى النواب والشيوخ، ولأول مرة فى تاريخ مجلس النواب المصرى وجود 9 نواب منهم 8 منتخبين من ذوى الهمم، فضلا عن عمل صندوق عطاء وهو أول صندوق استثمارى مفتوح لدعم مؤسسات ذوى الإعاقة وبطاقة الخدمات المتكاملة لأصحاب الهمم.
وتم تمثيل ذوى الهمم فى كل المجالس والهيئات المختلفة، وتفعيل نسب التوظيف والتوسع فى باقات الخدمات المتكاملة، التى تقدم لهم كل الخدمات العينية والخدمية والصحية، وانعكس التمكين والإعفاءات فى وسائل النقل والخدمات المختلفة، والمدن الجديدة، وتحرص الدولة على دعم وتكريم أبطال الألعاب البارالمبية والاحتفاء بهم، وتكريمهم فى كل عام وهذه المرة أيضا، كما تم إعلان عام 2018 عاما لذوى الهمم.
وكان هذا ضمن تمكين كل الفئات التى ظلت مستبعدة طوال عقود مثل المرأة والأقباط، والعمالة غير المنتظمة، والتى لم تكن قادرة على الوصول إلى المجالس التشريعية أو غيرها، وتم تخصيص نسبة تضمن تمثيلا عادلا لهذه الفئات.
وتركزت الإتاحة لذوى الهمم فى كل خدمات الدولة حتى يستطيعوا استخدامها، مثل مشاريع وزارة الاتصالات ومنتجات السوبر ماركت، ووزارة الآثار التى تعرض بطريقة برايل، وأن تكون الوثائق الرسمية مثل البطاقات وجوازات السفر مكتوبا عليها بطريقة برايل، وهو مطلب وجه الرئيس السيسى بتنفيذه قبل ثلاثة أعوام من خلال مجمع الوثائق المؤمنة، طبقا للقوانين الدولية، وقبلها الاستجابة لمطلب تدريس مادة احترام الآخر فى المدارس.
وخلال الاحتفالية هذا العام أكدت أميرة حربى إحدى فتيات «قادرون باختلاف»، والطالبة بكلية اقتصاد وعلوم سياسية، أن حياتها تغيرت بداية من النسخة الأولى من احتفالية «قادرون باختلاف» عندما قرر الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يكون عام 2018 عاما للإعاقة، وقالت نانسى حسام: «قبل سنوات من تدشين الاحتفالية كنا نعيش فى ظلام، ولكن بوجود الرئيس السيسى معنا كل عام أصبحت مصر كلها معنا، ويمكننا القول إن تلك السحابة قد مرت».
واستعرض الفيلم التسجيلى عن تمكين «قادرون باختلاف» خلال الـ10 سنوات الماضية، ما تم من خلال وضع قوانين فى الدستور، لضمان حقوق ذوى الهمم وتحديد واجبات الدولة تجاههم، مثل تخصيص نسب من الوحدات السكنية والوظائف والأماكن فى الموصلات العامة وتقديم مساعدات مالية شهريا.
كما تم تأسيس المجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة، وتوفير مكاتب تأهيل فى المحافظات من أجل تلبية احتياجاتهم ودمجهم فى التعليم، وبالفعل هناك 120 ألف طالب وطالبة فى مدارس الجمهورية من ذوى الاحتياجات الخاصة، فضلا عن عمل مراكز للطلاب ذوى الإعاقة فى خمس جامعات وتوفير دعم مالى فى 18 جامعة.
وهناك دور للأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوى الإعاقة؛ للمساعدة فى تنفيذ مبادرات وأنشطة علمية على مستوى مصر، مشيرا إلى افتتاح المركز التقنى لخدمات متحدى الإعاقة الذى يعد الأول من نوعه فى الشرق الأوسط وأفريقيا.
وتم سن قوانين تلزم المبانى بمراعاة الكود الهندسى المصرى، الذى يضمن سهولة حركة ذوى الإعاقة، وقوانين لضمان العلاج سواء الطبى أو النفسى وتوفير مراكز صحية ملتزمة بأعلى معايير الجودة، فضلا عن وجود المبادرات الرئاسية لدمجهم فى المجتمع، وبسبب ما سبق تم اختيار مصر ضمن أهم 10 دول على مستوى العالم فى مجالات سياسات توظيف الأشخاص ذوى الإعاقة، بالإضافة إلى تحفيز المبتكرين وشركات البرمجيات لتطوير برامج وتطبيقات لأصحاب الهمم بالعربى.
وخلال النسخة الخامسة كرم الرئيس أبطال الإعاقات الذهنية فى دورة الألعاب العالمية بفرنسا الذين حصلوا على 27 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية على مستوى الألعاب فى دورة الألعاب لذوى الإعاقة فى مدينة فيتش بفرنسا 2023، وهناك 53 لاعبا فى طريقهم لباريس لتمثيل مصر فى بطولة العالم للقادرين باختلاف فى 9 رياضات عالمية، وهناك الكثير من الذين يمكنهم التأهل، وهؤلاء الأبطال وجهة مصر الذين يشرفون أسرهم وبلدهم.
وخلال الاحتفالية وجه الرئيس السيسى الحكومة بتخصيص 10 مليارات جنيه لصندوق ذوى الهمم، ليؤكد أنهم فى قلب الدولة والرئيس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة