"من صغرى وأنا فى الشغلانة دى.. ومش أى حد يضرب بنطة لحام يبقى فوانسجى".. بهذه الكلمات العفوية يمكن أن تختصر رؤية عم عبد الله عبد التواب، أشهر صناع الفوانيس بالبحيرة والذى يعمل فى هذه المهنة منذ أكثر من 60عاما.
فعندما تمر بمنطقة بحرى، بوسط مدينة دمنهور، لابد أن يلفت نظرك ورشته المتواضعة التى أقامها أمام منزله، والذى يزينها بفوانيس رمضان المصنوعة من الصاج، وكذلك فوانيس الحنطور العتيقة الذى أبدع فى إتقانها ليصبح أشهر من يصنعها فى مصر.
وقال عم عبدالله أقدم صنايعى الفوانيس أنه تعلم هذه المهنة من خاله منذ أكثر من نصف قرن وأنه رغم ظروف المهنة الصعبة التى أوشكت على الاندثار إلا أنه متمسك بها حتى أخر يوم فى حياته، مضيفا: "عمرى ما أقدر أسيب الشغلانة دى طول ما أنا عايش رغم قلة الزباين لأنها ببساطة هى اللى بقدر أصرف بيها على أسرتى".
صناعة فوانيس الحناطير
وأوضح عم عبدالله، أنه تخصص فى صناعة فوانيس الحناطير التى أصبحت على وشك الانقراض ليكون الوحيد الذى يصنعها فى مصر، مشيرا إلى أن هذه المهنة تحتاج إلى مهارة عالية للغاية وليست مجرد تجميع زجاج وصاج ولذلك يتوافد عليه زبائنه من كافة مناطق الجمهورية.
وتابع:" زباينى عارفنى بالاسم وبيجولى من القاهرة والإسكندرية وكافة المحافظات علشان عارفين شغلى.. لدرجة أن فيه خواجة عايش فى الإسكندرية عرض عليا أسافر اليونان بمرتب مغرى، ورفضت تماما لأنى مقدرش أسيب بلدى ولا أسيب ورشتى اللى عارفها وعرفانى".
وعن أمنية حياته قال أشهر صناع الفوانيس، إن كل طموحه أن يكمل مشواره فى عالم تصنيع الفوانيس، وأن يقدر على تسفير زوجته لأداء العمرة وزيارة بيت الله الحرام تقديرا لكفاحها معه خلال السنوات الماضية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة