في عصرٍ باتت فيه التكنولوجيا سيدة الموقف، وتغلغلت في مختلف جوانب حياتنا، برزت المنصات الرقمية كأداة قوية للتواصل والتوعية ونشر المعلومات، وأصبحت وسيلة للمقاومة والحديث عن الحقيقة، ومع الأحداث المتعاقبة في غزة منذ صباح السابع من أكتوبر الماضي، عادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، ولعبت المنصات الرقمية دورًا محوريًا في طرح القضية الفلسطينية من خلال الأفلام الروائية والوثائقية، وساعدت الأفلام في كسر حاجز الصمت حول القضية الفلسطينية وجذب انتباه العالم إلى الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، ومن بعض الأمثلة على الأفلام العالمية التي دعمت القضية الفلسطينية: فيلم "باب الشمس" (1979) للمخرج الفلسطيني مصطفى العقاد، "الذاكرة المنسية" (1986) للمخرج الإيطالي ريموند ليوبولد، فيلم "فلسطين: قصة حب" (2003) للمخرج الفرنسي جان لوك غودار، فيلم "5 كاميرات مكسورة" (2011) للمخرج الفلسطيني إياد الدباعي، وغيرهم.
ومن أبرز المنصات الرقمية التي تناولت القضية الفلسطينية وأتاحت لها مساحة كبيرة:
يوتيوب:
"يوتيوب" أهم منصة لنشر محتوى الفيديو وأكثرها شعبية، وثاني أهم منصة إعلام شعبية في فلسطين، وهناك الكثير من المحتوى الفلسطيني على اليوتيوب والذي أثار بعضه جدلًا واسعًا، من بينه فيلم "الطنطورة"، الذي يوثق مجزرة الاحتلال الإسرائيلي ضد أهالي قرية الطنطورة المهجرة عام 1948، و "الخلق والكارثة" (2018)، وهو فيلم وثائقي يروي قصة قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي من خلال عيون الناس الذين عاشوها، وأيضًا يمكنك مشاهدة فيلم "غزة تناضل من أجل الحرية" للمخرج آبي مارتن من عام 2019 الذي تضمّن رجلا يبلغ من العمر 29 سنة بترت ساقاه إثر غارة جوية إسرائيلية جدت في سنة 2008. وبعد مرور عقد من الزمان، أرداه القناصة الإسرائيليون قتيلا بينما كان جالسا على كرسيه المتحرك خلال إحدى الاحتجاجات.
منصة Watch it
فيما عرضت المنصة الرقمية watch it فيلما وثائقيا يحمل اسم "مفتاح العودة" تزامنًا مع الأحداث التي تقع في فلسطين، والذي حصد الكثير من المشاهدات عبر المنصة، وهو من الأفلام الوثائقية الهامة للتعريف بدولة فلسطين، وكيف عاش أهلها مع الكيان المحتل لهم، وكيف دافعوا، ورغبتهم في العودة مرة أخرى، لذا احتفظوا بمفتاح العودة، والذي سُمي الفيلم الوثائقي على اسمه.
هو عبارة عن أحداث حقيقية وفيه صور من عدد من الأماكن المتفرقة في فلسطين، ويتحدثون فيه عن جمال غزة وجميع الأحياء في فلسطين.
ويظهر المخرج الفلسطيني، غالب شعث، وهو يتحدث عن تفاصيل دولة فلسطين، وكيف كانت الشوارع والأماكن قبل دخول العصابات الإسرائيلية التي تحوّلت بمرور الأيام إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي وتفاصيل المباني والشوارع بها.
وتحدثت الدكتورة الفلسطينية هند البديري، عن المفتاح الذي احتفظ به جميع الشعب الفلسطيني، في إشارة منهم للعودة لديارهم مرة أخرى، وهذا ما اتفق عليه الجميع في دولة فلسطين، خاصًة أن هناك أعدادًا كبيرة خرجت من ديارهم مجبرين، وأسمت هذا بـ"الاقتلاع الجمعي للشعب الفلسطيني، والمفتاح هو عنوان العودة".
منصة سينما فلسطين:
تأسس في عام 2013، ونجح القائمون عليه من محبي الأفلام والمهتمين بمحنة الفلسطينيين، إنشاء قاعدة بيانات تحتوي على مراجع لأفلام تظهر واقعهم وتكون متاحة للمشاهدة مجانًا للجمهور، وستجد هناك الأفلام الوثائقية والخيالية، ومن الأفلام القصيرة إلى الأفلام الطويلة (الروائية). ليست جميع الأفلام المسجلة لمخرج يحمل جنسية أو خلفية فلسطينية. فتم إنتاج العديد من الأفلام من قبل مخرجين آخرين، بما في ذلك الإسرائيليين.
"نتفليكس"
وتربّعت "نتفليكس" على عرش المنصات العالمية، من خلال عدد الأفلام التي تناولت القضية الفلسطينية، من مختلف الزوايا، ففي الرابع عشر من أكتوبر 2021، أطلقت "نتفليكس" سلسلة "قصص فلسطينية" تحتوى على 32 فيلماً من إخراج صانعي أفلام فلسطينيين أو حول قصص فلسطينية مع ترجمتها إلى عدة لغات وأصبحوا متاحين عبرها لكل المشتركين حول العالم.
وكثيرة هي العناوين التي تضمها مجموعة: قصص فلسطينية، والتي تتوزع بين إنتاج العام 1996 حتى إنتاج العام 2020 وتتنوع بين القصيرة والروائية الطويلة والوثائقية، كما تختلف في مدتها، فنجد أقصرها فيلم أمين نايفة ذا العشر دقائق، "العبور" (2017)، وهو من تأليفه وإخراجه، وصولا ً إلى الوثائقي الأطول في ساعتين وعشر دقائق “طريق سموني” (2018) الفائز بجائزة العين الذهبية في مهرجان كان السينمائي لمخرجه الإيطالي ستيفانو سافونا.
تبرز إذاً أفلام الجوائز في هذه السلسلة، منها فيلم "كأننا عشرون مستحيل" للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، والذي يعد أول فيلم قصير من العالم العربي يكون عرضه الأول في مهرجان كان السينمائي. وفيلم "يدٌ إلهية" لإيليا سليمان، الذي حصد جائزتين وترشيحًا في مهرجان كان السينمائي، وفيلم "3000 ليلة" للمخرجة مي المصري، الفائز بجائزة لجنة التحكيم في المهرجان السينمائي الدولي لعام ٢٠١٦.
هذه الأفلام تساعد في إبقاء القضية الفلسطينية حية في الذاكرة العالمية وتؤكد على حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، ويمكنك مشاهدتها حاليًا عبر هذه المنصات وغيرها المختلفة حول العالم مثل أمازون، وديزني، ومنصة Warner Brothers Max التي تضم واحدة من أكبر مكتبات المحتوى مع عدد قليل فقط من الحلقات التلفزيونية التي تضم فلسطينيين على المنصة بأكملها وغيرهم.
المنصات الرقمية.. نافذة يطل منها العالم على القضية الفلسطينية
المنصات الرقمية.. نافذة يطل منها العالم على القضية الفلسطينية
المنصات الرقمية.. نافذة يطل منها العالم على القضية الفلسطينية
المنصات الرقمية.. نافذة يطل منها العالم على القضية الفلسطينية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة