خلال السنوات الماضية وربما على مدى عقد يشهد العالم وليس فقط الإقليم تحولات كبرى، إقليميا تبقى كل من مصر والمملكة العربية السعودية دولتين محوريتين، تربطهما مع محيطهما العربى والإقليمى علاقات وتنسيق ومواقف مشتركة، خاصة أن هذه الدول لدى كل منها طموح فى التنمية يتكامل ولا يتنافس.
العلاقات بين مصر والسعودية مستقرة، بعيدا عن تقاطعات وتجاذبات، أو محاولات ليست بريئة لتصوير الأمر على غير الحقيقة، وخلال العقد الماضى ومنذ بدايات الغليان والتقاطعات التى تعرضت لها المنطقة، بقيت دول مثل مصر والسعودية بعيدا عن خطر الصراعات أو النيران التى أصابت دولا أخرى فى الإقليم، أطاحت باستقرارها وأدخلتها فى دوامات الصراع، كما واجهت تحديات وانعكاسات لأزمات عالمية.
من هنا تأتى أهمية الزيارة التى قام بها وزير الإعلام السعودى سلمان بن يوسف الدوسرى، فى أول زيارة له لمصر بصفته الوزارية، وسبق له زيارة مصر مرات، أثناء عمله كصحفى، الوزير جاء ومعه وفد موسع من وزارة الإعلام السعودية لمصر ولقاءاته مع المسؤولين بالدولة، وأيضا مع الإعلاميين صحفيين وإعلاميين، فى المجلس الأعلى للإعلام، أو هيئة الاستعلامات، ولقاء نظمه السفير السعودى بالقاهرة أسامة نقلى، شهد حوارات وأحاديث وأسئلة، عما يجرى فى العلاقات المصرية السعودية، ومدى قوة العلاقة، ومحورية البلدين، والتنسيق فى المواقف.
حرص رئيس المجلس الأعلى للإعلام كرم جبر، والإعلاميون والصحفيون، على تأكيد محورية العلاقات بين مصر والسعودية، وأن المملكة خط أحمر بالنسبة للإعلام وللدولة، وتم التأكيد على أن العلاقات بين البلدين قوية، وأن أى محاولات لتصوير الأمر غير ذلك فاشلة، فضلا عن تأكيد الإعلاميين المصريين أن الصحافة والإعلام المصرى لم يشهدا أى تجاوز أو تعامل سلبى مع المملكة، وأنه حتى المواقع أو الجهات التى تسىء للعلاقات أو تصورها على عكس الحقيقة، هى مواقع أغلبها لا ينتمى لمصر أو المملكة، وبعضها يزيف انتماءه بينما يعمل لصالح جهات تسعى للإيقاع، أو منصات اعتادت استهداف العلاقات العربية عموما، والحقيقة أن المصريين أغلب توجهاتهم تكون للسعودية الحج والعمرة.
وخلال اللقاء بمنزل السفير أسامة نقلى، قال وزير السياحة أحمد عيسى إن عام 2023 زار مصر من المملكة السعودية مليون سعودى، وزار المملكة 600 ألف مصرى للحج والعمرة، وأن ما يجرى من مشروعات وتحديث فى السياحة بالمملكة، يفيد الجميع ويساهم فى جذب السياحة بالمنطقة، بينما قال أسامة نقلى إن أكبر جالية مصرية خارج مصر فى السعودية وأكبر جالية سعودية خارج المملكة فى مصر نحو 500 ألف، وأن هؤلاء الذين يعملون ويعيشون فى المملكة سفراء لمصر وأيضا للسعودية، لأنهم يتعاملون ويعيشون ويختلطون بالمجتمع، ونفس الأمر بالنسبة للسعوديين فى مصر.
وزير الإعلام السعودى سلمان الدوسرى قال إن العلاقات المصرية السعودية متجذرة وتاريخية وتتميز بالتفرد والمسؤولية فى إدارة كل الأزمات التى تمر بها المنطقة، وأن الإعلام يرسخ للعلاقات القوية، وكل وزير إعلام أمامه تحديات، وبالنسبة لإعلام السعودية فهو يمثل مصر، وإعلام مصر يمثل السعودية، لأن توجهات البلدين واحدة، وبعيدا عن المشاعر فإن من مصلحة السعودية أن تكون مصر قوية، ومن مصلحة مصر أن تكون المملكة قوية ومستقرة.
وقال الدوسرى، فى لقائه مع رؤساء تحرير بعض الصحف ووسائل الإعلام المصرية وإعلاميين، بدعوة من كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى للإعلام، إنه لا توجد أى منافسة بشأن الفن بين مصر والمملكة، مشيرا إلى أن فنانى المملكة كانوا يأتون إلى مصر للمشاركة دائما، وهو ما كان يضيف إليهم، وعندما يأتى الفنانون المصريون إلى السعودية فإنهم يضيفون إلى الفن السعودى، إذن هو تكامل وليس منافسة، وقال السفير السعودى لدى القاهرة، أسامة نقلى، إن مصر دائما الأولى طبيا وإعلاميا وفنيا، فلماذا نسأل: لماذا ذهب فلان إلى السعودية، فهل المفروض هنا أن يُستثنى الفن المصرى من الفعاليات؟
وقال وزير الإعلام السعودى: «يجب ألا نسمح بالأصوات الشاذة أن تعلو وتسىء إلى العلاقات بين البلدين، وما يُثار فى وسائل التواصل الاجتماعى لا ينعكس فى الإعلام التقليدى، وخلال لقائه مع الإعلاميين فى منزل السفير أسامة نقلى، أوضح أن الأصوات على مواقع التواصل لا تمثل أكثر من 1 % من الأصوات، بينما 99 % تعرف عمق العلاقات، وإن كانت أصوات هؤلاء عالية لكنها ليست مؤثرة.
مع وزير الإعلام السعودى سلمان الدوسرى، ضم الوفد رفيع المستوى، من الجانب السعودى السفير أسامة نقلى، ومن وزارة الإعلام السعودية محمد فهد الحارثى، رئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون، وعبداللطيف العبد اللطيف، رئيس هيئة تنظيم الإعلام، والدكتور خالد الغامدى، وكيل وزارة الإعلام للعلاقات الإعلامية الدولية، والمهندسة إسراء عسيرى، مديرة المكتب التنفيذى لوزير الإعلام، وخالد بو على، وعلى الزيد، مستشارا وزير الإعلام، والمهندس حاتم أبو النصر، نائب رئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون، وتركى العمرى، مدير العمليات الإعلامية.
زيارة ولقاءات الوزير السعودى والوفد رفيع المستوى من الإعلام السعودية، تعكس توجهات القيادة بالبلدين لتأكيد محورية العلاقة واستراتيجيتها، باتجاه المزيد من التنسيق والتعاون والشراكة.