حصل باحثين على جائزة قدرها 700 ألف دولار بعد فك شفرة مخطوطة متفحمة جزئيًا بعد ما يقرب من 2000 عام، والتي فقدت في ثوران بركان جبل فيزوف، وتم فك الشفرة بالكامل تقريبًا باستخدام التعلم الآلي، إذ تم العثور على تلك المخطوطة في فيلا من المحتمل أنها كانت مملوكة لوالد زوجة يوليوس قيصر.
تم الإعلان عن تحدي فيزوف في البداية في مارس 2023 من قبل مؤسسيه، برنت سيلز، أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة كنتاكي، ونات فريدمان، الرئيس التنفيذي السابق لشركة GitHub؛ ودانييل جروس، المؤسس المشارك لمحرك البحث Cue، والذين علقوا قائلين: لقد انبهروا ببرديات هركولانيوم، وهي مجموعة من مئات من مخطوطات البردي من مدينة هركولانيوم الرومانية القديمة والتي تم دفنها وتفحمها بسرعة في أعقاب ثوران بركان جبل فيزوف في عام 79 بعد الميلاد.
التمرير الذي تم فتحه فعليًا
وفي عام 1750، عثر مزارع كان يحفر بئرًا بالصدفة، وحسب ما أفادته وكالة بلومبرج للأنباء أن البئر كان بداخل بقايا فيلا كانت مملوكة على الأرجح لوالد زوجة يوليوس قيصر، وكانت الفيلا تضم بقايا اللفائف المتفحمة التي انهارت في أيدي من حاول فكها.
ورغم أن الحبر الموجود على ورق البردي كان مشوهًا بالكامل تقريبًا إلا أنه كان لا يزال موجودًا، لذالك طلب مؤسسو التحدي من الناس في جميع أنحاء العالم استخدام التعلم الآلي لكشف النقاب عن النص، لبدء المشاركين، استعار المؤسسون لفائف من معهد فرنسا وقاموا بتصويرها في مسرع الجسيمات Diamond Light Source في إنجلترا، ثم قاموا بالتعاون مع العديد من المؤسسات بإصدار فحوصات التصوير المقطعي بالأشعة السينية لعدة مخطوطات، وبذلك فقد ساعدت البرامج المشاركين على فحص القطع الأثرية افتراضيًا، وقدمت أكثر من مليون دولار من الجوائز النقدية المقدمة من الجهات المانحة.
يقوم الباحثون بمسح ورق البردي في مسرع الجسيمات دايموند لايت سورس بالقرب من أكسفورد في إنجلترا
وقد تم إنجاز عملية فك التشفير الافتراضية من قبل فريق مكون من ثلاثة أشخاص "يوسف نادر من مصر، ولوك فاريتور، وجوليان شيليجر" الذين استعادوا أكثر من 2000 حرف، وهو ما يمثل حوالي 5٪ من اللفافة، وبذلك فقد حصلوا على جائزة قدرها 700 ألف دولار يوم الاثنين 5 فبراير لحلهم تحدي فيزوف.
وقال يوسف نادر، طالب في مجال التعلم الآلي بجامعة برلين الحرة، في بيان: "بطريقة ما، يبدو الأمر وكأنني أبني على الروح الابتكارية لأسلافي منذ 5000 عام مع اختراعهم لأوراق البردي، من خلال إعادة مخطوطة قديمة من الرماد، نواصل الاحتفال وتوثيق القصة المذهلة للإبداع البشري".
كان نادر هو الفائز الثاني في الجزء الأول من التحدي، والذي تم منحه في أكتوبر 2023. وفي هذا العمل الفذ، كشف المشاركون عن بضع كلمات فقط من اللفافة، بما في ذلك "πορφύραc"، والتي تعني "صبغة أرجوانية" أو "ملابس أرجوانية".
يزن الباحثون اللفافة التي تم فك شفرتها جزئيًا
وفي المسابقة الأخيرة، كان على المشاركين الكشف عن أربعة مقاطع يتكون كل منها من 140 حرفًا، مع فك رموز ما لا يقل عن 85% من الأحرف، وفقًا للتحدي ضمن الحكام الدقة بعدة طرق، كان على المتقدمين تقديم الكود الخاص بهم حتى يتمكن الحكام من معرفة ما إذا كانوا قد حصلوا على نتائج مماثلة؛ وتمت مقارنة الصور بين الفرق للتأكد من حصولهم على نفس الصورة؛ ولم تكن نماذج اكتشاف الحبر مبنية على الحروف اليونانية، مما قد يقود نماذج التعلم الآلي إلى "الهلوسة" أو اختلاق النص، وبدلاً من ذلك، قامت النماذج بتتبع نقاط الحبر التي تم تجميعها لاحقًا على شكل حروف، وكشفت هذه الجهود عن الكتابات الأبيقورية.
يكتب المؤلف القديم، الذي يُعتقد أنه الفيلسوف الأبيقوري فيلوديموس "الذي عاش من حوالي 110 إلى 30 قبل الميلاد"، عن كيفية تأثير ندرة أو وفرة العناصر على المتعة، على سبيل المثال، هل الكميات الأقل من الأشياء تجلب متعة أكبر من تلك الموجودة بكثرة؟ لا يوافق المؤلف على ذلك: "كما هو الحال أيضًا في حالة الطعام، فإننا لا نصدق على الفور أن الأشياء التي نادرًا ما تكون أكثر متعة من تلك المتوفرة بكثرة".
تم-الكشف عن التمرير الذي يبلغ عمره ما يقرب من 2000 عام
