أجراس الكنائس مع صوت الأذان يتعانقان تحت سماء الوحدة والمحبة والتسامح خلال شهر رمضان الكريم، الذى يصوم فيه المسلمون، والصوم الكبير الذى يبدأ بالكنيسة الأرثوذكسية ليصوم فيه المسيحيون.
ففى 11 مارس 2024، تتزامن الاحتفالات والعبادات مع بعضهما البعض، وفقا للحسابات الفلكية، ليحتفل المصريون جميعا ويتشاركون فى الصوم بعبادة لا نرجو منها إلا رضا الله تعالى.
وتتسم تلك الأيام المباركة بالشعائر والطقوس الدينية، والروحانيات فى كل مكان سواء دور العبادة «المساجد والكنائس» أو من خلال مظاهر البهجة والسعادة فى الشوارع المصرية، فيجلس الجميع بجوار بعضهم البعض، فنجد المسلم بجانب المسيحى على موائد الرحمن، فلا أحد يسأل ما دينك؟ ولكن الكل يرفع يديه إلى السماء ليشكر ربه ويرجوه بتقبل صالح الأعمال، فالجميع صائمون رضًا لوجه الله عز وجل، فى مشهد عظيم لا يعبر إلا عن أن مصر على مدار تاريخها المسلمون والمسيحيون نسيج واحد.
كما نجد من العادات الراسخة فى التاريخ المصرى مظاهر السعادة من خلال زينة وفوانيس رمضان التى توجد على الكنائس والجوامع فى الشوارع، ولافتات ومبادرات للمسلمين والمسيحيين لتبادل التهنئة، بالإضافة للزيارات المتبادلة، فالجميع يرسم لوحة فنية جميلة توحى بقوة العلاقات الطيبة والرحمة والمودة، والفطرة التى يعيش به الشعب المصرى والتى تقف كالسد المنيع فى وجه من يريد أن يزعزع من عمق الترابط بين المسلمين والمسيحيين، وهو ما يترسخ بطبيعة الحال لدى الأجيال الجديدة.
ومع اختلاف الطقوس الدينية بين المسلمين والمسيحيين إلا أن أهدافه الدينية واحدة، وهو رضا الله، فالصوم مشهد عظيم لتوحيد الجميع، ولكن هناك أيضا من المظاهر عدة، فخلال الأعياد سواء للمسلم أو المسيحى نجد الكل يستعد للاحتفال بتلك المناسبات، والجميع يتقاسم الفرحة والبهجة والطعام والشراب، ولا يستطيع أحد أن يشوه تلك اللوحة الفنية التى يعجز كبار الرسامين عن رسمها.. فصوما مقبولا وإفطارا شهيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة