من أول وهلة وأنت ترى السباق الرمضاني يشتعل بين عشرات الأعمال الفنية، تعتقد أن هذه الأعمال الدرامية"المسلسلات" هى مجرد مجموعة من الممثلين فقط اللذين يظهرون على الشاشات، لكن صناعة الدراما هي ابعد بكثير من المشهد النهائي الذي تراه على شاشة التلفزيون أو من على إحدى منصات البث، فهذه الصناعة تساهم في توظيف وتوفر آلاف من فرص العمل بشكل مستمر.
الدورة الاقتصادية لصناعة الدراما في مصر تشهد تطور مستمر وانتعاش واضح خلال السنوات الماضة، فهذه الصناعة تشهد نمو غير مسبوق، خاصة بعد أن عملت الشركة المتحدة على تطوير هذه الصناعة وضخ استثمارات كبيرة وفرت آلاف من فرص العمل الجديدة بشكل سنوي ومستدام ليس في الموسم الرمضاني وحسب ولكن على مدار العام.
الوظائف التي توفرها صناعة الدراما في مصر تتنوع بين "مثلين ومهندسي ديكور ومصورين ومخرجين وفنيين ومصممي أزياء"، بالإضافة إلى تشغيل عدد كبير من الورش والمصانع التي توفر الخامات لبناء الديكورات والاكسسوارات للأعمال الفنية، بجانب مصانع وورش تصنيع الأزياء والملابس وغيرها من الصناعات المرتبطة التي تنتعش خلال الموسم الرمضاني مثل النجارين والسائقين ومصممي الجرافيك وغيرها، بالإضافة إلى فرص العمل والوظائف غير المباشرة التي تنتج عن سلسلة الأعمال الفنية والدرامية.
عوائد استثمارات صناعة الدراما تشهد نمو ملحوظ خاصة في شهر رمضان، بالتزامن مع زيادة عدد المشاهدين والمتابعين للمسلسلات والأعمال الفنية المختلفة، فبحسب تقرير حديث من وكالة الأبحاث موردر انتلجنس، فإن هناك نمو في عوائد الإعلانات بسبب الاقبال الكبير على مشاهدة المسلسلات مما يزيد من اتجاه الشركات المنتجة لضخ إعلاناتها خلال الموسم الرمضاني مما يجعل هذه الصناعة تشهد ازدهار بشكل سنوي.
دورة الإنتاج الرمضاني في هذه الصناعة تكون هي الأثقل بين شهور السنة، حيث تزيد الحصيلة الإعلانية الناتجة عن مسلسلات شهر رمضان لتمثل هذه الحصيلة قرابة 33 % من عائدات الإعلانات طوال العام، فيمثل الموسم الدرامي مورد اقتصادي مهم للشركات المنتجة، وهو ما يؤثر على عدد الوظائف التي تنمو بشكل سنوي جراء تطور هذه الصناعة.
سوق الترفيه في منطقة الشرق الأوسط يشهد نمو مطرد، فقد قدرت وكالة الأبحاث موردر انتلجنس، أن حجم هذا السوق يصل إلى 42.72 مليار دولار أميركي في عام2024 في منطقة الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن يصل إلى 66.99 مليار دولار أميركي بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي 9.41 % بالفترة من 2024 إلى 2029، وبالتأكيد مصر جزء كبير من هذا السوق، الأمر الذي يجعل تطور الإنتاج الدرامي في مصر صاحب حصة مستقبلية ضخمة من هذا السوق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة