أبو عاصي لـ"أبواب القرآن": القرآن كتاب خالد يتجاوز الزمان والمكان

الأحد، 24 مارس 2024 07:43 م
أبو عاصي لـ"أبواب القرآن": القرآن كتاب خالد يتجاوز الزمان والمكان الدكتور محمد سالم أبو عاصي
كتب الأمير نصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ألقى الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، الضوء على مسألة التأويل القرآني، مؤكدًا على أن القرآن الكريم يحتوي على دلالات قطعية محدودة، في حين تغلب عليه الدلالات الظنية التي تفسح المجال لتعدد الآراء والتفسيرات.

وأشار أبوعاصي خلال لقائه مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، في برنامج "أبواب القرآن"، المذاع عبر قناة "إكسترا نيوز"، إلى أن هذا التنوع في التفسير موجود حتى بين الصحابة والتابعين، مما يعكس غنى التراث الإسلامي وتعدد أبعاده.

وتطرق إلى القضية الجوهرية المتعلقة بصلاحية القرآن لكل زمان ومكان، مؤكدًا على أنه كتاب خالد يتجاوز الزمان والمكان، وطرح تساؤلًا حول كيفية التعامل مع الأحكام القرآنية في مواجهة القضايا المستجدة، مشددًا على أن التفسيرات الحالية للدلالات الظنية لا يمكن أن تكون الكلمة الأخيرة، بل يجب أن تكون مفتوحة للتجديد والتطوير.

وأضاف أن الفهم الصحيح للقرآن يتطلب النظر إلى "وحدة المفهوم"، حيث يظل المفهوم ثابتًا بينما يمكن أن تتغير الأفراد المتعلقة به من زمن لآخر، وأعطى مثالًا على ذلك بآية الصدقة، موضحًا أن ما كان يُعتبر صدقة في العصور الأولى قد يختلف اليوم، مما يدعو إلى تجديد الفهم والتطبيق بما يتناسب مع الواقع الحالي.

وألقى أبو عاصي، الضوء على مفهوم التجديد في فهم القرآن الكريم، مؤكدًا على أن الثوابت في النص القرآني تظل كما هي، بينما تتغير الأفراد والمفاهيم بتغير الزمان والمكان، موضحا أن الصدقة، على سبيل المثال، تظل ذات دور ثابت في تزكية النفس وتطهيرها، لكن أشكالها وأنواعها قابلة للتغير والتطور.

وأشار إلى أن القرآن الكريم قدم مفاهيم ثابتة تتعلق بالإعداد للعدو، مستشهدًا بالآية "واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل"، مبينًا أن الأدوات المستخدمة في الحرب قد تتغير بتغير العصور، فما كان يُعد بالخيل في الماضي، قد يُعد اليوم بالقوى الناعمة أو الاقتصادية أو حتى الحرب الإلكترونية.

وأكد أبو عاصي على أهمية التأويل المعاصر للنصوص القرآنية، مشددًا على أن القرآن لا يقيد المفسرين بفهم واحد للنصوص، بل يدعوهم للبحث والتفكير في مفاهيم جديدة تتناسب مع العصر والبيئة التي يعيشون فيها، مستشهدًا بالآية "ما جعل عليكم من الدين من حرج" للتأكيد على أن الدين لم يُشرع ليكون عبئًا على المؤمنين في أي زمان أو مكان.

وأوضح أن المظاهر الخارجية كاللباس والسواك لا تعكس جوهر الإيمان، والإسلام لا يقيم الإيمان بناءً على هذه الشكليات، بل يعتمد على التصديق القلبي لأركان الإسلام.

وأكد أن الإيمان ليس مجرد تصديق بالقلب ولكن يجب أن يتجسد في الأعمال، والأعمال الصالحة لا تقتصر على الشعائر الدينية فحسب، بل تمتد لتشمل كل عمل يسهم في خدمة الإنسانية ويحقق السعادة للناس.

وأشار أبو عاصي إلى أن القرآن يحث على العمل الصالح كوسيلة لتحقيق الأخلاق الحميدة والبر بالوالدين، وهو ما يعكس البعد الإنساني الشامل للدين الإسلامي.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة