أبوعاصي لـ"أبواب القرآن": الأعمال الصالحة كل عمل يعود بالنفع على الناس

الأحد، 24 مارس 2024 07:42 م
أبوعاصي لـ"أبواب القرآن": الأعمال الصالحة كل عمل يعود بالنفع على الناس الدكتور محمد سالم أبو عاصي
كتب الأمير نصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد الدكتور محمد سالم أبو عاصي، الأستاذ بجامعة الأزهر، على أهمية الأعمال الصالحة وتأثيرها الإيجابي على المجتمع، موضحا أن الأعمال الصالحة لا تقتصر على المظاهر الخارجية كالملابس أو اللحية، بل هي كل عمل يعود بالنفع على الناس.

وشدد خلال لقائه مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، في برنامج "أبواب القرآن"، المذاع عبر قناة "إكسترا نيوز"، على أن فرض الكفاية، الذي يقوم به البعض ويعود نفعه على الجميع، يعتبر أفضل من فرض العين الذي يقتصر نفعه على الفرد نفسه.

وأضاف أن العلماء يرون أن السهر في طلب العلم والبحث لإفادة الآخرين يعد أفضل من أداء صلاة النفل، مشيرًا إلى أن العمل في سبيل العلم والمجتمع يُعد فرضًا ويتقدم على العبادات الفردية التي لا تتعدى الفرد نفسه.

وأشار إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يصلي صلاة التراويح في جماعة إلا ليلة أو ليلتين، وذلك من رحمته خشية أن تفرض على المسلمين، وهذا يدل على أن العبادات الفردية لا يجب أن تعيق الفرد عن أداء واجباته تجاه المجتمع.
وأكد أبو عاصي، على أهمية إيجاد التوازن بين العبادة والمسؤوليات اليومية، مشيرا إلى أن الزيادة في العبادة يجب ألا تأتي على حساب الواجبات الأساسية، مثل العمل ورعاية الأسرة.

وأوضح أبو عاصي أنه يجب على المسلم أن يؤدي عمله بأمانة وإخلاص، حتى وإن كان ذلك يعني تقليل الوقت المخصص للعبادات الإضافية مثل صلاة التهجد، وأضاف أن الاعتكاف والعبادة لا يجب أن يؤثرا سلبًا على قدرة الفرد على الإنفاق على أسرته وتلبية احتياجاتهم الأساسية.

ولفت إلى أن مفهوم النفقة في الإسلام، متغير يتكيف مع الظروف الاقتصادية والاجتماعية لكل عصر، و الإنفاق على الأسرة وتوفير الاحتياجات الأساسية يعد من الأولويات التي يجب على المسلم الالتزام بها.

وأشار أبو عاصي إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد حرم ارتداء الذهب على الرجال، مستشهدًا بالحديث الشريف الذي يقول: "هذان حلالان لإناث أمتي حرام على ذكورها"، مؤكدا أن الحكمة من هذا التحريم تكمن في أن الذهب يعتبر زينة تتناسب مع طبيعة المرأة ولا تتناسب مع طبيعة الرجل.

وأوضح أبو عاصي أن الخيلاء والغرور ليسا مرتبطين بنوع الزينة، بل بالنية والسلوك الذي يظهره الشخص، ولا يمكن حساب الذنوب بالثواني، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى يعفو عن كثير من الذنوب ويغفرها، كما ورد في القرآن الكريم: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا". وشدد على أن رحمة الله واسعة ولا يجب أن ييأس الإنسان منها.

ولفت إلى أن بعض الأحاديث النبوية جاءت بصيغة عامة تشمل الأمة جمعاء، مثل الأحكام الشرعية التي تنطبق على الإناث دون الذكور، والتي لا تعتبر مقتصرة على سياق معين، مشيرا إلى أن الإمام القرافي ذكر أن هناك أفعالًا للرسول تندرج تحت مسؤولياته كرئيس دولة، وأخرى كقاضي، وثالثة كنبي يوحى إليه.

وذكر أبو عاصي أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعطى المسلمين الحرية في شؤون دنياهم، وأن ليس كل ما قاله يجب أن يُتبع بحذافيره في كل زمان ومكان، وأكد على أن الأحاديث التي تتعلق بالأمور الدنيوية تحتاج إلى تأمل وفهم عميق لتحديد مدى صلاحيتها للتطبيق في العصر الحديث.

واختتم أبو عاصي حديثه بالتأكيد على أن الأحاديث النبوية التي تتعلق بالعبادات والأمور الدينية هي الأحاديث التي يجب على المسلمين الالتزام بها، مشيرًا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعطي الأمثلة من حياته الخاصة لتوضيح الأمور الروحية والعبادية، وليس كقواعد عامة يجب اتباعها من قبل الجميع.

وأشار إلى ضرورة فهم السياق الذي قيلت فيه الأحاديث، مثل حديث "اخرجوا المشركين من جزيرة العرب"، مُعربًا عن حاجة الأمة إلى تحليل أعمق للنصوص الدينية.

وأوضح أن هناك عوامل تساهم في تغييب معاني الأحاديث، منها الجهل بالنصوص وتجنب المشاكل الاجتماعية، مُعتبرًا أن هذا التغييب يُعد مصيبة ويُعيق فهم الدين بشكل صحيح، وأضاف أن الكثير من المفسرين والوعاظ يرددون معلومات دون فهم عميق لها، مما يستلزم بذل جهد أكبر في البحث والدراسة لتحقيق فهم أعمق للدين يتناسب مع الواقع.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة