أوضح الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير وعميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، كيف تحدث القرآن الكريم عن العصاة، والطريقة التي يجب تعامل بها معهم.
وقال خلال حديثه ببرنامج "أبواب القرآن" تقديم الإعلامي الدكتور محمد الباز، على قناتي "الحياة" و"إكسترا نيوز": "كل ابن آدم خطاء"، وما دام الإنسان خلق من دين، لابد أن يرتكب المعاصي والذنوب".
ولفت إلى أن القرآن الكريم تعامل مع العصاة بمنطلق الترغيب والترهيب، يذكر العقوبات، وفي الوقت نفسه يفتح أمامهم باب الأمل، وباب التوبة، وباب المغفرة.
وأردف أنه على الإنسان مهما ارتكب من معاصي، ألا يستكبر على ربه، لأن ما قد يحجبه عن باب الله الاستكبار، كما حدث مع إبليس، إبليس كان مؤمنا بالله، وكفره كان استكبار.
وأشار إلى أن أكبر جرائم ممكن الإنسان يرتكبها هي الشرك، وقتل النفس بغير حق، وجريمة الفاحشة، والله قال عنها في سورة الفرقان "والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون، ومن يفعل ذلك يلق أثامًا"، أي أن من يفعل تلك الجرائم، لهم عقوبتين، عقوبة مادية يضاعف له العذاب وعقوبة معنوية وهي الإهانة، قال "ويخلد فيه مهانا" يعني خلود ذلة وفيه احتقار، والعقوبة المعنوية قد تكون أكثر قسوة.
وأردف أن الله سبحانه وتعالى علم ضعف الإنسان وتسلط الشيطان عليه والشهوات، وهو سبحانه وتعالى من من أسمائه "التواب" ومن أسمائه "الغفار"، فقال "إلا من تاب"، فتح الأمل بعد هذه الجرائم، قال "إلا من تاب وأمن وعمل صالحا" أولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات.
وأوضح أن يبدل الله سيئاتهم حسنات فيها قولين للمفسرين، الأول يعني يغير الله أعمالهم بعد أن كان لا يصلي أصبح يصلي، وابتعد عن الفاحشة، والقول الثاني أن الله يحول السيئات التي كانت عليهم إلى حسنات.
ونوه أن توبة الإنسان لها شروط، وهي الندم والعزم على ألا يعود وأن يتجنب هذه المحرمات، مشيرا إلى أن الإنسان قد يريد التوبة، لكنه غير قادر، فلا يكون أمامه مخرج إلا الدعاء لله أن يوفقه إلى التوبة.
وأردف: "توجد آية عجيبة جدًا تقول "ثم تاب عليهم ليتوبوا"، كيف تاب عليهم ليتوبوا؟ المعنى أي وفقهم للتوبة فتابوا.
وتابع: "إذن التعامل مع العصاة يكون بفتح باب الأمل وباب التوبة والمغفرة "قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف"، فإذا تاب الله على الإنسان فإن الإنسان يعود كيوم ولدته أمه" التوبة تمحو كل الذنوب كالماء الذي يغسل الوسخ الذي على الإنسان.
وقال أبو عاصي، إن الترغيب في النص القرآني أكثر من الترهيب لأن رحمة ربنا سبقت غضبه، مشيرًا لقول الله "وما يفعل الله بعذابكم"، مضيفا أن الناس تظن أن الله متربص بنا، وأن الله يريد عقابنا وأن الله يريد عذابنا.
وتساءل مستنكرا: "هل طاعاتنا لله تنفعه؟ هل معاصينا تضره؟ الإجابة لا، الله هو الغني "يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد" طاعتنا لا تعود عليه بالنفع ومعاصينا لا تعود عليه بالضرر، وإنما كل الدين من أجل مصلحتك، حرم عليك ليدرأ عنك المفاسد ويدرأ عنك البلاءات، فالله عز وجل يعني ما الذي يجعله أن يتربص بالانسان لا يوجد دافع هو غني عنك وعن عبادتك".
وذكر حديث قدسي يقول "أذنب عبدي ذنبًا فقال ربي اغفر لي، فقال الله علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به عبدي قد غفرت لك، ثم اذنب ثانية فقال ربي اغفر لي فقال الله علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به عبدي قد غفرت لك، ثم اذنب ثالثة فقال ربي اغفر لي فقال الله علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به عبدي اعمل ما شئت فقد غفرت لك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة